بالفيديو.. اليوم السابع فى استقبال بحارة بلوستار بمطار القاهرة

الأحد، 15 مارس 2009 07:50 م
بالفيديو.. اليوم السابع فى استقبال بحارة بلوستار بمطار القاهرة سرعان ما تبدل حزن الدموع بالفرحة لعودة طاقم بحارة السفينة صباح اليوم -تصوير ياسر عبدالله
كتبت إحسان السيد ومحمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن لحظات سهلة لتمر مرور الكرام على 28 أسرة لطاقم بحارة السفينة المصرية المختطفة "بلو ستار"، ولكن شاء القدر بعد مرور ما يقرب من 64 يوماً ليتم الإفراج عنهم فى الرابع من مارس الحالى .. لحظات مريرة ودموع سالت على جبين أمهات وأبناء وزوجات كان شبح فقدان العائل يحاصرهن ليلاً ونهاراً ليموتوا مائة مرة فى اليوم الواحد.

سرعان ما تبدل حزن الدموع بالفرحة لعودة طاقم بحارة السفينة صباح اليوم الأحد، بمطار القاهرة؛ حيث شهدت صالة الوصول رقم 3 تجمعاً لأهالى البحارة المختطفين لاحتضان ذويهم بعد غياب طال تحت تهديد السلاح.

طول مدة الغياب ومحاولات التهديد المستمرة من جانب القراصنة الصوماليين لطاقم السفينة المصرية "بلو ستار" جعلت المستقبلين لهم بمطار القاهرة يتخذون قراراً باستبعاد عمل ذويهم فى البحر مرة أخرى قابلها حالة نفسية سيئة، أصابت العديد من البحارة بسبب الضغط النفسى الذى تعرضوا له خلال تلك الفترة.

وربما كان ذلك واضحاً على القبطان محمود كامل سويدان ربان السفينة، الذى كان يحمل تلك الأزمة على عاتقه، وكان المتحدث الأول مع القراصنة فى محاولة لتهدئتهم فى حالة الغضب .. محمود سويدان عقب الوصول إلى أرض الوطن بدا منهاراً عصبياً؛ ففى حديثه لليوم السابع قال إنه لا يصدق ما تعرضوا له من إهانة قاسية على مدار 64 يوماً، سويدان فى أثناء استكمالنا الحديث معه تذكر شريطاً من أفعال القراصنة معهم فامتلأت عينه بالبكاء قائلاً "هما معاهم بنادق آلية وإحنا معانا خرطوم مياه .. تفتكروا هنكون عاملين إزاى ولا نعمل إيه".

أجداد وأحفاد كانوا فى استقبال العائدين، حيث اكتفت جدة البحار محمد عبد الحميد بشكر الله على عودة حفيدها، وهى تتذكر فى الوقت ذاته حالة الحزن التى سيطرت عليهم الفترة السابقة؛ أما والدته قالت لليوم السابع، إن ولدها كان قلقاً قبل سفره متخوفاً من العمل البحرى، خاصة وهى المرة الأولى له على السفينة بلو ستار، لكنه لم يجد بديلاً سوى ذلك؛ ثم استطردت والدة محمد بثقتها فى الله وعودة ولدها سالما لأحضانها.

وعقب أحضان ودموع العودة لأرض الوطن، قال محمد عبد الحميد والبالغ من العمر (22 عاماً) لم أكن أتخيل العودة لمصر مرة أخرى؛ فقد غاب النوم عنى مدة 64 يوماً، وإذا غفلت عيناى استيقظت على إهانة أو تهديد إطلاق النار.

تضارب الأخبار والمعلومات حول مصير طاقم السفينة ودفع الفدية، كان سبباً لمزيد من القلق والتوتر داخلهم، والتى تزيد معها التهديدات طول مدة الاختطاف، والتى اختطف فيها طعامهم وشرابهم، لترسل لهم السفارة المصرية بكينيا 30 صندوق مياه معدنية بمعدل لتر ونصف للفرد الواحد، والتى استولى عليها المختطفون ليبقى البحارة المصريون دون طعام وشراب منذ بداية فبراير الماضى، كما ذكر المهندس إبراهيم عتمان، كبير المهندسين، واصفاً المختطفين بـ "شوية صيع" تتراوح أعمارهم ما بين 18 – 20 عاماً.

وقال إنهم أجبروهم على تشغيل السفينة أثناء الوقوف حتى ينفذ الوقود منها، تحت تهديد طلقات الآر بى جى؛ مشيراً إلى أن القراصنة حاولوا، فى نفس فترة اختطافهم، اختطاف سفينة حيث أطلقوا عليها طلقات نارية، وبالفعل غرقت فى مكانها على بعد 500 ميل من العاصمة الصومالية مقديشو، ومرة ثانية حاولوا اختطاف أخرى ولكن بسبب سرعتها تمكنت من الفرار، لذلك سأل اليوم السابع كبير المهندسين عن كون بطء السفينة سبباً لسهولة الاختطاف، فقال "حتى وإن كان سبباً، فلابد أن يكون هناك تأمين شامل للطرق الملاحية".

"البالونات الملونة" ملئت صالة الوصول وكأن اليوم عيد يلهو فيه الأطفال ليقف وسطه أصغر مستقبلى البحارة .. الطفل "عمر" الذى لم يكمل السنة الثانية من عمره منتظراً خاله الحسينى محمد سالم ذا الـ 23 عاماً .. لتمر دقائق قليلة ويظهر الحسينى أمام أعين والدته، وهى تقول لحفيدها عمر "خالو أهوه .. خالو أهوه".

الدكتورة شيماء محمد سالم شقيقة الحسينى قالت: طوال حياتنا لم نطلب من مصر شيئاً، فلم نحصل على معاش والدنا بعد وفاته منذ 15 عاماً، وأنا ضمن أوائل الخريجين وأعمل بالقصر العينى مقابل 250 جنيهاً، ومع كل ذلك لم نشكو حالنا"، وتتساءل شيماء "ألا يحق لنا الآن طلب دفع الفدية لعودة أخى"؛ حيث عبرت شقيقة الحسينى عن استيائها من بطء وتخاذل المسئولين حتى الإفراج عن طاقم السفينة.

وحاز محمد جمعة على أكبر شعارات ترحيب بعودته، حيث كان فى استقباله ما يزيد عن 30 شاباً من أصدقائه، على الرغم من الحالة اليائسة المسيطرة على الجميع، إلا أن ذلك لم يمنع الأهالى من ترديد أغانى "متقوليش متقوليش .. العوا العوا غيره مفيش" .. "نار نار .. أولادنا رجعوا من الصومال" ساجدين على أرض مطار القاهرة لتنتهى أزمة "بلو ستار"، وعاد البحارة لأرض مصر، وبطء الإجراءات والتفاوض حول مقدار الفدية أخذ وقتاً طويلاً وكأننا ولأول مرة نتعرض لاختطاف سفن مصرية.




موضوعات متعلقة..

وصول طاقم السفينة بلو ستار للقاهرة
" بحارة بلو ستار يحكون تفاصيل الاختطاف والإفراج"





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة