اهتمت صحيفة واشنطن بوست فى افتتاحيتها اليوم السبت، بتسليط الضوء على كيفية التواصل بين العالم الإسلامى والرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى تعهد بانتهاج سياسة مختلفة كلياً عن سياسة نظيره السابق جورج بوش مع العالم الإسلامى وبناء علاقة معه قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، فإلى نص المقال:
يفترض البعض أحياناً أن دُفعة الديمقراطية التى فرضتها إدارة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش على الشرق الأوسط، كانت منبعها واشنطن، التى فرضتها، وفى بعض الأوقات بالقوة، على منطقة تُعرف بمقاومتها وعدم المبالاة. وفى واقع الأمر، الشعور بضرورة التغير الديمقراطى فى الدول العربية وفى العالم الإسلامى، الأوسع نطاقاً، بدأ قبل مطلع القرن، واستمر فى التصاعد حتى عندما تخلت وزارة العدل الأمريكية فى الإدارة السابقة عن القضية خلال الفترة الرئاسية الثانية، والدليل الدامغ على ذلك هو نداءان استثنائيان من قبل العالم الإسلامى قدمهما إلى الإدارة الأمريكية تحت رئاسة باراك أوباما.
الأول كان منذ أسبوعين، عندما تم دعوة مسئولين أفغانيين بارزين إلى واشنطن للمشاركة فى مراجعة الرؤية الاستراتيجية. وتدرك جيداً حكومة حامد كرازاى أن اقتراحات المسئولين البارزين فى الإدارة الأمريكية والديمقراطيين فى الكونجرس يرون أن الولايات المتحدة يجب أن تضع هدفها لنشر الديمقراطية فى أفغانستان جانباً، لذا قام وزير الخارجية الأفغانى رانجين دادفار سبانتا، أثناء مقابلته مع نظيرته الأمريكية، هيلارى كلينتون، بتقديم نداء للولايات المتحدة حتى تظهر دعمها إلى الحكومة المنتخبة. كما قال سبانتا لكلينتون إن "أفغانستان ملتزمة بالتعاون والعمل الدائب لإحلال الديمقراطية والاستقرار على أرض أفغانستان"، وعلى الرغم من عدم رد كلينتون علنياً على هذه التصريحات، إلا أن واشنطن بوست علمت أنها ستجيب على نداء سبانتا بصورة إيجابية وفعالة.
أما النداء الثانى، فقدمته مجموعة تزيد عن 140 سياسياً وباحثاً وناشطاً يدعو للديمقراطية من الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامى، وقالوا إن الطريقة المثلى التى ستساهم فى إعادة بناء العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل، هى أن تأخذ الولايات المتحدة جانب التاريخ الصحيح الذى يتعلق بحقوق شعوب الشرق الأوسط الإنسانية والمدنية والسياسية. وألقى هذا الفريق الضوء على نقطة، لم تهضمها الإدارة الجديدة خاصة فى الوقت الذى تركز فيه على انتهاج "دبلوماسية مباشرة" مع قادة الدول، وهى أن دعم الولايات المتحدة للمستبدين العرب كان من المفترض أن يخدم مصالح الولايات المتحدة القومية ويحقق الاستقرار فى المنطقة. ولكن فى الحقيقة، ساهم دعم واشنطن بدلاً عن ذلك، فى خلق منطقة ممزقة بصورة كبيرة بسبب تفشى الفساد والتطرف وعدم الاستقرار.
ومن ناحية أخرى، أكدت المجموعة فى ندائها إلى واشنطن أن كل ما تحتاجه الحركات الديمقراطية من الولايات المتحدة الأمريكية هو التزام بتشجيع الإصلاح السياسى الناتج عن انتهاج سياسات سلمية تكافئ الحكومات التى تأخذ خطوات جادة وإيجابية باتجاه الإصلاح حقيقى وديمقراطى، بالإضافة إلى ذلك، لا يجب أن تتردد الولايات المتحدة فى إدانة وشجب ما يتعرض له نشطاء المعارضة الذين يتم سجنهم ظلماً فى مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وتونس. والحقيقة أن هذه القائمة طويلة وتضم كذلك لبنان وسوريا وليبيا والمغرب والعراق وإيران الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وماليزيا والفلبين وتركيا ونيجيريا والصومال والسلطة الفلسطينية.
وعلى الرغم من ذلك، تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة باراك أوباما، العثور على العديد من الحلفاء لإحلال تغير تدريجى فى الشرق الأوسط، وذلك فقط إن استطاعت رؤية ما هو أبعد من قصور الحكام الشامخة.
واشنطن بوست تسلط الضوء على علاقة أوباما بالليبراليين العرب
السبت، 14 مارس 2009 08:36 م