23 يوماً قضاها قرابة 350 بريطانياً وأوروبياً ضمن قافلة النائب البريطانى جورج جالاوى منذ أن تحركت فى 14 فبراير الماضى من لندن حتى وصولها إلى القطاع على أمل احتضان غزة.
الآن الأيام مرت ويتواصل اليوم عبور بقية القافلة بعد أن تمكن العشرات أمس، الجمعة، من العودة إلى رفح المصرية بعد قضاء 48 ساعة فى غزة العشرات تخلفوا عن العودة ومنهم من ليس لديه النية للعودة قريباً.
التقينا هناك على معبر رفح البعض من العائدين إلى وطنهم، الدموع كانت فى أعينهم وهم يلقون النظرة الأخيرة ربما على غزة.
رأيت الدموع فى عينى هاى كرستينا، الفتاة الإسبانية الجميلة التى التقيتها من قبل، وهى تصحب والدتها معها وتقول "كنت أتمنى أن أقضى وقتاً طويلاً فى غزة، لكن الأمر ليس بيدى لقد حان موعد العودة، غزة مدمرة الصورة كنت أتمنى ألا أراها" كرستينا تعبر من البوابة المصرية، وهى تنظر للخلف لغزة، إنها الأرض المقدسة ثم رحلت كرستينا إلى بلادها إسبانيا فى صمت.
بقيت انتظر على بوابة المعبر بقية الأفراد العابرين، خاصة الذين سبق والتقيتهم الدكتورة "كاى فيليبس" الناشطة من جمعية الاحترام بمدينة مانشستر لا تختلف كثيراً، قالت تفقدت المستشفيات الأمر صعب هناك حالات كثيرة كان يمكن إنقاذها من الوضع الحالى لو تم التحرك السريع، إنها المرة الأولى لى لغزة وأرجو ألا تكون الأخيرة، غزة رغم ما حدث جميلة ترابها رائع افترشت الرمل فى خان يونس وفى جباليا التقيت الفتيات ياااااه هن قويات جداً لديهن إصرار غريب لم يهبن القنابل الإسرائيلية أمر رائع.
لم ألحق بجالاوى، الذى أكدت المصادر عبوره من القطاع لمعرفة رأيه فى زيارته لغزة، لكن التقيت الصحفية السويدية لوى، قالت إنها رصدت خلال 48 ساعة قضتها فى غزة كل شىء الدمار والمعاناة فعلاً، الرحلة كان لا بد منها لا بد أن يعرف العالم الحقيقة وليت الإعلام الأوروبى يفيق من غفلته ويرصد معاناة الأطفال دون النظر لاعتبارات سياسية.
ستيفن بونت من مانشستر داعبته أكيد بتشجع مانشستر يونايتد، قال لا أنا أشجع مانشستر سيتى وأعرف ميدو وغالى وزكى من ويجان جيداً.
سألته عن انطباعه فى القطاع، قال الأمر فظيع ولم أتمكن من الانتظار أكثر من يومين، هكذا كانت التعليمات صريحة للغاية يومين فقط، لكن أكيد سأظل عمرى أفخر بمشاركتى فى أول قافلة برية إلى غزة سأحكى لأولادى عنها، إنه أمر لا يمكن أن ينسى وأعتقد من الصعوبة تكراره قضينا 23 يوماً من أجل زيارة لم تزد عن 48 ساعة.
الوحيد الذى كان سعيداً للغاية فتى بريطانى معاق يدعى جاك على كرسى متحرك، قال وصلت إلى غزة وعدت إنهم قالوا لى إنك لن تصل الأمر صعب لن تدخل من رفح لقد فعلتها، أنا سعيد جداً وقف جاك فوق الكرسى لم يخف أن يسقط، وقف أمام المعبر سعيداً وأحاط البعض به سأحكى للزملاء، بل معى صور وفيديو يصور كل الرحلة أكيد سيشعرون بالندم.
سألت عن علاء موسى وابنتيه سارة وسوزى، إنهم هناك سيقضون فترة فى القطاع الوطن كان بعيداً عنهم منذ فترة طويلة، بل إن سوزى وسارة لم يزرنه مطلقاً، المرة الأولى وعلى بوابة المعبر تنتظر عدة شاحنات الدخول إلى القطاع وبعض أصحاب الإقامات يحاولن الحصول على موافقات للعبور.
أوضح محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، أن مصر قدمت مجهودات كبيرة للقافلة وواصل رجال الأمن الليل بالنهار لتأمين القافلة، وقال إن كل عمل به بعض القصور، لكن الإيجابيات أكبر بكثير.
مما يذكر أن قيادات أمنية كبيرة صاحبت القافلة، منها اللواء محمود الحفناوى واللواء محمود عبد الوهاب واللواء منتصر شعيب والعميد على أبو زيد والعشرات من ضباط الشرطة من كافة المحافظات، وبذلت مجهودات كبيرة لتأمين القافلة.
