أجرت صحيفة نيويورك تايمز حواراً مع جيهان السادات، أرملة الرئيس الراحل أنور السادات، ودار الحوار حول وجه نظر السادات حول إحلال السلام على أرض الشرق الأوسط، الذى لا يعرف السلام، ورؤيتها للأوضاع السياسية فى فلسطين، إلى نص الحوار:
نيويورك تايمز: كتابك الجديد "أملى من أجل تحقيق السلام"، صدر فى وقت لا يعرف السلام، كما تغيرت الساحة السياسية كثيراً منذ قيام أنور السادات بتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، أى قبل 30 عاماً، وفوزه بجائزة نوبل للسلام لجهوده البطولية، كيف تشعرين عند قراءة عناوين الأخبار الرئيسية هذه الأيام؟
جيهان السادات: أحياناً يكون الأمر مؤلماً للغاية بالنسبة لى، وأتمنى أن أرى ثمرة جهوده الذى دفع حياته ثمناً لها، ومع الأسف، لا يمضى يوم دون وقوع أحداث عنف وسقوط ضحايا، إما بسبب إطلاق الفلسطينيين لصورايخهم على إسرائيل، أو غزو إسرائيل لغزة.
لقد كنت بصحبة زوجك عندما اغتيل على أيد المتطرفين الإسلاميين عام 1981، هل رأيته حقاً وهو يسقط إثر التعرض لطلق نارى؟
لا، دفعنى الحرس الخاص بى بعيداً.
كيف ترين حماس، الجماعة الإسلامية المسلحة التى تسيطر على قطاع غزة؟
أتمنى أن يوحدوا صفوفهم مع فتح، الحركة العلمانية الأكثر اعتدالاً، وأن يقفوا فى وجه الصعاب والعراقيل معاً، ويتعين عليهم حشد جهودهم لتشكيل وفد واحد للتفاوض مع إسرائيل باسم فلسطين.
فى وقت سابق من هذا العام، أصيب العالم الغربى بدهشة عندما قرأ عن الصراع العنيف بين قوات الشرطة المصرية على الحدود والفلسطينيين الذين كانوا يحاولون الفرار من جحيم غزة وشراء الغذاء والمؤن من مصر، ما تعقيبكم على ذلك؟
هذا صحيح، فعندما يرغب المرء فى العبور إلى مصر، هناك عدد من القوانين التى يجب الالتزام بها، ولكن الفلسطينيين أرادوا المرور إلى الأراضى المصرية دون الالتزام بشىء، وهناك الآلاف والآلاف الذين يرغبون فى دخول البلاد، وهو أمر غير قانونى.
لماذا لا يمكن للفلسطينيين، إخوانكم فى الدين الإسلامى، أن يصبحوا جزءاً من بلادكم؟
لأنهم ليسوا مصريين، وغزة أرضهم، ولديهم كل الحق فى أن يمتلكوا دولة خاصة بهم.
يتميز الفلسطينيون بالذكاء الحاد وحب المجادلة والولع بالحجج، شأنهم شأن الإسرائيليين!!
فى حقيقة الأمر، الفلسطينيون أشبه باليهود منا، فمعظم الفلسطينيين يحصلون على قسط وافر من التعليم، كما يظهرون استعداداً كبيراً للتعلم، نظراً لكونهم أقلية، مثل اليهود، كما يعرف الفلسطينيون بالثقافة والفكر.
ما تعليقك على هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، التى أنهت مؤخراً مهمتها الأولى فى الشرق الأوسط بصفتها وزيرة خارجية الإدارة الجديدة؟
أشعر بالفخر الشديد بها، فهذه السيدة تتمتع بذكاء حاد، وعندما أصبح زوجها، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، قمت بزيارة بروتوكولية لها فى البيت الأبيض، وعندما كنت أتحدث معها، كانت تأخذ ملاحظات، فهى امرأة عملية للغاية!
خلال هذه الأيام، تتنقلين بين القاهرة وبين ضواحى واشنطن، كما تعملين فى مجلس إدارة جامعة ماريلاند.
هذا صحيح، ولكنى أقوم بالتدريس حول مكانة المرأة فى الشرق الأوسط، وتحديداً فى مصر.
هل ترتبطين بالصلاة فى مسجد معين فى واشنطن؟
لا، ولا حتى فى مصر.
لماذا؟ هل لأن المسجد ساحة يهيمن عليها الرجال فقط؟
بعض النساء يذهبن إلى المساجد، كما تحرص المساجد على توفير أماكن لهن حتى تتمكن من أداء فريضة الصلاة، ولكنى أفضل الصلاة فى المنزل، وأصلى فى غرفتى، وأؤمن أن الله فى كل مكان، سواء فى المسجد أو فى المنزل.
عبرت عن أمنياتها باتحاد فتح وحماس تحت العلم الفلسطينى..
جيهان السادات لـ "نيويورك تايمز": الفلسطينيون أشبه باليهود.. ولم أرَ تفاصيل حادث المنصة
السبت، 14 مارس 2009 04:56 م