الدكتور مصطفى البرغوثى رئيس وفد المبادرة الوطنية الفلسطينية، أكد على عدم وجود أى تأثيرات سلبية على الحوار الوطنى الفلسطينى، وأوضح أن قيام الحكومة الموحدة يتوقف على النية الصادقة لدى الفلسطينيين ومساندة المجتمع الأوروبى والأمريكى بعيداً عن إملاءات الإسرائيليين، مشيراً إلى أنه لا توجد ضمانات من جانب الفصائل للالتزام ببنود الاتفاق المتوقع للحكومة الموحدة، مشدداً فى الوقت نفسه على أن التفاوض مع الإسرائيليين يعد خطأ كبيراً يجب تجنبه فى الوقت الحالى، اليوم السابع التقى البرغوثى وكان معه هذا الحوار...
يقال إن هناك عقبات تواجه ملف الحكومة وتنعكس بالسلب على الحوار الوطنى، فما رأيك؟
لا يوجد أى تأثيرات سلبية على الحوار، بالعكس حدث تقدم فى كل الملفات، أكثرها ملف المصالحة الوطنية، حيث أنهت اللجنة أعمالها وأنجزت الملف بالكامل، ورغم أن ملف الحكومة من الملفات الشائكة إلا أنه لن يؤثر على سير الحوار، وأول نقاط الخلاف كانت حول برنامج الحكومة وما الذى يمكن أن يجعله مؤثراً حتى نفك الحصار عن الشعب الفلسطينى، وثانى خلاف كان حول كيفية تشكيل الحكومة، هل ستكون حكومة تكنوقراطية أو وحدة وطنية أو وفاق وطنى، إلى أن تم الاتفاق على أن تكون حكومة وفاق وطنى، ومازلنا نتحاور للاتفاق على البرنامج.
اعتراف الحكومة بالاتفاقات التى وقعت عليها منظمة التحرير نقطة خلاف قوية بين فتح وحماس، فكيف ستتعاملون مع ذلك؟
أنا أعتقد أن هذه نقطة شكلية جداً، وليست ذات أهمية، فى حال توافر النية الصادقة للاعتراف بحكومة فلسطينية موحدة، وأعتقد أن هناك صيغاً مرنة نستطيع من خلالها تجاوز هذه النقطة، لكن المهم هل توجد هذه النية أم لا توجد، ولابد من تواجد إرادة عالمية أوروبية وأمريكية أيضا لاتخاذ موقف مستقل عن إملاءات الإسرائيليين.
اختلفت الأطراف على موعد الانتخابات المحدد فى 25 يناير 2010، وطالب البعض بتأجيلها، فهل توصلتم لحل بخصوصها؟
هذا كلام غير صحيح ولا توجد أى رغبة فى تأجيلها، على العكس نحن نريد إجراء ثلاثة انتخابات فى وقت واحد، رئاسية وتشريعية وانتخابات المجلس الوطنى فى نفس الوقت.
هل تعتقد أن هذا الحوار هو وطنى شامل؟
هو فعلاً وطنى شامل، ولكن من الطبيعى أن كثيراً من القضايا مرتبطة بحماس وفتح، باعتبار أنهما أغلبية فى التشريعى، من يريد أن يغير هذا الواقع عليه أن يعمل بجد ونشاط ليحصل على تمثيل أكبر فى المجلس التشريعى القادم، هذه هى الديمقراطية، إنما بالعكس المشاركون فى اللجان العليا يوجد لكل فصيل مندوب واحد، ولكل قوة فلسطينية مندوب واحد، أنا أرى أنه لا يوجد إجحاف فى هذا الشأن، لكن طبعاً إن اتفقنا كلنا وبقيتا حماس وفتح مختلفتين لن يحدث اتفاق، فالواقعية ضرورة فى هذا المجال.
فى حالة التوقيع على اتفاق، ما هى ضمانات الالتزام ببنوده؟
الخاسر الوحيد من عدم وجود الوحدة هو الشعب الفلسطينى، وبعده تأتى القوى السياسية، وإن فشلت الأطراف الفلسطينية فى الوصول إلى وحدة فإنها ستدفع ثمن ذلك من التأييد الذى تحظى به فى أوساط الشعب الفلسطينى، أما على أرض الواقع فلا يوجد ضمانات، ولكن يوجد عوامل تساعد، مثل التوافق العربى والمصالحة العربية، والتغيير الحادث على الصعيد الدولى، إلى جانب فشل الحرب الإسرائيلية المستمرة على الشعب الفلسطينى، وفشل إسرائيل فى كسر إرادتنا سواء فى الضفة الغربية أو فى قطاع غزة، بالإضافة إلى وجود انحياز عنصرى تطرفى يمينى من داخل إسرائيل، فهى لا تريد أن تتفاهم مع أحد، لا مع فتح ولا حماس، فقد رفضت عقد اتفاق تهدئة مع حماس، ورفضت منح فتح أى شىء فى المفاوضات، والنتيجة صفر كما ترى، وبالتالى من مصلحة الجميع أن يكون هناك وحدة وطنية، أما الضمانات فلم يمنحها أحد ولا يوجد فى الدنيا شىء اسمه ضمانات.
وماذا عن مصير المفاوضات بينكم وبين إسرائيل؟
برأيى أن التفاوض مع إسرائيل فى هذا الوقت خطأ كبير، لأن إسرائيل لا يجوز التفاوض معها فى ظل وجود نشاط استيطانى، حيث يجب أولاً الحصول على وقف شامل للاستيطان وعملية التهويد الجارية فى القدس، وأن تكون المفاوضات على أساس متكافئ، وبوجود رعاية دولية، ولا تكون مقصورة على الفلسطينيين والإسرائيليين، لأن توازن القوى فى هذه الحالة لن يسمح بالوصول إلى شىء، ويجب ألا تكون هناك مفاوضات قبل أن نوحد صفوفنا.
البرغوثى: لا ضمانات لحوار القاهرة ولا تفاوض مع إسرائيل
السبت، 14 مارس 2009 02:54 م
مصطفى البرغوثى رئيس وفد المبادرة الوطنية الفلسطينية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة