أكد المهندس على عبد الفتاح رئيس مركز رؤية للدراسات السياسية والمستقبلية، أن قافلة شريان الحياة العالمية والتى تحركت من لندن وطافت الكثير من دول العالم حتى وصلت أرض غزة، هى بداية الإعلان عن تكتّل شعبى عالمى، مؤكدا على أن هذا التكتّل موجود بالفعل منذ عام 2000 ولكن ينقصه أن يكون له مسمّى، مدللا على كلامه بحضور مندوبين من 86 دولة فى نقابة الصحفيين أثناء مناقشة هذه القضية .
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمتها اللجنة السياسية بمقر سيدى بشر للنائب مصطفى محمد – عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان – مساء أمس الخميس بعنوان "المقاومة الفلسطينية والتحديات.. الإعمار – التهدئة – الحصار " .
كما أوضح عبد الفتاح أن الحرب الأخيرة على غزة انتهت بانتصار المقاومة وحقّقت إنجازا تاريخيا فى الواقع المصرى والعربى والعالمى، بداية من إجبار العالم على الاعتراف بحماس والاعتراف بحق المقاومة كأمر واقع وتحرك الشعوب والتى شكّلت ضغوطا على الحكام مما دفعهم لاتخاذ المواقف فى صالح القضية الفلسطينية، ودخول دول جديدة لم نكن نسمع عنها قبل ذلك فى إطار الدفاع عن الشرعية الفلسطينية وشرعية المقاومة.
وأكد عبد الفتاح أن الأحداث الأخيرة فى غزة حققت انتصارا للقوى الوطنية وفى طليعتها الإخوان المسلمين على النظام المصرى المستبد، ووصفها بأنها كسرت النظام المصرى، فعلى الرغم من قيامه باعتقال 2790 شخصا من قيادات وكوادر الجماعة، إلا أن الفعاليات لمناصرة غزة لم تنته ولم تقل بل ازدادت اشتعالا، لأنها قبل أن تكون قضية رئيسية عند الإخوان وفى قلوبهم هى أحدثت تكتلا شعبيا وحراكا شعبيا تهدد بشدة النظام المصرى، حيث يصعب السيطرة عليها، والنظام يعرف تماما أن الحركة الوطنية تكسب بأى تحرك إيجابى فى الشارع يهدد استقرار الحكم، وهذا ما يعمل من أجله النظام.
وفيما يتعلق بمعبر رفح أشار إلى أن لغة الحديث عن غلق تام للمعبر ووجود اتفاق يمنعه من فتحه، تغيرت على عدة مراحل لتبدأ من مسمّى فتح المعبر للحالات الإنسانية ثم الفتح الجزئى والسماح بدخول المساعدات منه مضطرا إلى ذلك .
وتوقع على عبد الفتاح أن يفشل الحوار الوطنى الذى ترعاه مصر حاليا لأن الحوار يدور بين مشروعين متناقضين أحدهما استسلامى والآخر مقاوم وقال: "مهما ظهرت بوادر الاتفاق بينهما وزاد الحديث عن قرب التوصل لحل سيظهر الخلاف فى وقت لاحق أو فى أى مرحلة متقدمة " .
كما وصف موضوع استقالة سلام فياض من الحكومة الفلسطينية غير الشرعية والتى يعترف بها الصهاينة، بأنها لا تتعدى كونها مسرحية، وتوقع أن ينتهى الأمر إلى أحد شكلين لهذا التصرف، الأول أن يرفض عباس هذه الاستقالة، والآخر أن يقبلها ثم يظهر فياض بعد ذلك على أنه مرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية .
وأعلن أن حماس أحرجت النظام العالمى حين أعلنت ترحيبها بأى دولة تريد إعادة الإعمار بنفسها دون دخول وسيط فلسطينى، ثم الحديث عن تسليم المساعدات لمحمود عباس، ولكن تحت إشراف ومتابعة هيئات دولية وأخيرا رفضها لأى مساعدات لإعادة الإعمار فى مقابل فتح المعبر فقط، وهذا كله ما رفضه النظام العالمى الجديد، لأن فى أى مرحلة من مراحله سيتم فتح المتنفس للشعب الفلسطينى من خلال فتح المعابر، وبالتالى كسر الحصار المفروض عليهم .
وأكد على أن إسرائيل لن تقوم بفتح المعابر إلا بتسوية نهائية لأن المعابر هى ورقة الضغط الأخيرة على حماس، حيث أن فيها متنفسا للشعب الفلسطينى، ولكنه اعتبر ورقة الضغط الباقية بأنها هاوية حيث يمكن إدخال كل ما يريده الشعب الفلسطينى عبر الأنفاق حيث يتم حفر أنفاق جديدة يوميا ولا يوجد شعب يحب المقاومة وينهزم، ولم تهزم مقاومة عبر التاريخ.
مركز "رؤية" للدراسات السياسية: استقالة فياض من الحكومة الفلسطينية "مسرحية"
الجمعة، 13 مارس 2009 05:48 م