اتهامات لـ"الإخوان" و"مجاور" بالوقوف ضد آمال العمال..

بعد احتجاز عمال فرنسيين لرئيسهم.. إضرابات العمال هل تكون الثورة التى تهز النظام؟

الجمعة، 13 مارس 2009 05:47 م
بعد احتجاز عمال فرنسيين لرئيسهم.. إضرابات العمال هل تكون الثورة التى تهز النظام؟ اضرابات العمال تزداد سخونة يوماً بعد الآخر
كتب محمود جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى أصبحت فيه الإضرابات العمالية، التى يقف وراءها إما جشع رجال الأعمال، أو قرارات وزارة المالية، عادة شبه يومية تهدد بانفجار ثورة مقبلة فى الشارع المصرى.. لم يتردد عمال مصنع Sony فى فرنسا من التعبير عن غضبهم على ضعف قيمة المكافآت، سوى بخطف رئيس المصنع.

ورغم ما هو قائم من فروق بين عمال مصر وعمال فرنسا، وما هو قائم بين حكومة البلدين، من اختلافات فى تقدير الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان وحقوق العمال، إلا أن رد فعل عمال باريس جاء أعنف بكثير مما يلجأ إليه العمال فى مختلف محافظات مصر، فلم يكتفوا بالإضراب عن العمل أو الطعام، وإنما احتجزوا رئيس المصنع فى قاعة الاجتماعات منذ مساء أمس، الخميس، رافضين مغادرته، قبل أن يستجيب لمطالبهم.

التباين بين موقف العمال فى فرنسا والعمال فى مصر، يطرح تساؤلا خطيرا، ماذا لو لجأ العمال فى مصر إلى تصعيد احتجاجاتهم، وقاموا باختطاف رؤسائهم، أو لجأوا لأعمال تخريبية، وماذا لو تحولت إضراباتهم مجتمعة إلى ثورة عارمة، تخرج إلى الشارع وتهز أركان النظام. نظره بسيطة إلى أوضاع العمال فى مصر تكشف أن التصعيد هو التطور الطبيعى لإضرابات العمال التى لا تجد حلولا، ولا تنتهى سوى بوعود كاذبة، أو فى غرفة العناية المركزة، بعد دخول المضربين عن الطعام والعمل فى حالات صحية خطرة.


بداية، يرى صلاح عدلى، رئيس مركز آفاق اشتراكية، أن أزمات العمال لن تنتهى سوى بتحقيق مطالبهم، مشيراً إلى أن العمال نجحوا قبل ذلك فى إجبار الحكومة على التنازل أمام حقوقهم المشروعة فى المحلة، مؤكداً أهمية ضرورة التنسيق بين الإضرابات المختلفة للعمال فى محافظات مصر.

عدلى قال إن احتجاز العمال الفرنسيين لرئيسهم، واقعة غير مستبعدة فى مصر، طالما هناك رئيس عمل مستبد، مشيراً إلى أن غياب دعم العمال من قبل عدة قوى سياسية ربما يدفعهم إلى الانفجار. وأضاف أن جماعة مثل الأخوان المسلمين، والتى تعد من أكثر القوى السياسية المعارضة تأثيراً، هى ضد العمال حتى وإن لم تعلن ذلك، مشيراً إلى أن مفاهيم الأخوان الاقتصادية والمتعلقة بشأن العمال، لا تختلف كثيراً مع الحزب الوطنى، فكلاهما مع الخصخصة، وكلاهما مع ملكية الأفراد.. وتساءل عدلى: أين الإخوان من إضراب الصيادلة والمحامين والإضرابات المتكررة للعمال فى مختلف ربوع مصر؟.

وعلى خلاف عدلى، يرى حمدى حسين، الناشط العمالى، أن الوصول لاحتجاز رئيس العمل أمر غير مقبول، مؤكداً أن العمال فى مصر لن يقدموا على ما يضرهم، أو ما يخالف القانون. وقال إن كل تحركات العمال من إضرابات وخلافه هى تحركات مشروعة، فى إطار القانون الدولى، الموقعة عليه مصر.

وأكد حسين أن الاحتجاجات والإضرابات الصغيرة هى مجرد بداية، ستصل إلى إضرابات أكبر يوماً تلو الآخر، إلى أن تتحقق آمال العمال ومطالبهم. وأوضح أن اجتماع اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات العمالية أقرت فى اجتماعها اليوم، الجمعة، ضرورة التنسيق بين منظمى الإضرابات فى مختلف المحافظات من أجل تحقيق عنصر التزامن بين الإضرابات.

كما وجهة اتهامات لحسين مجاور، رئيس اتحاد عمال مصر، بخداع الجميع، فهو يدعو اليوم للإضرابات قبل سفره لجينيف أملاً فى استعادة مقعد مصر فى المنظمة الدولية للعمال، والذى فقدناه بسبب اضطهاد الحكومة للعمال. ولا يبدو الأمر فى طريقه للحل..

الجمعة، لم يعد ذلك اليوم الهادئ كعادته، وإنما بات بمثابة هدنة لإزالة آثار إضرابات أسبوع مضى، والتخطيط لإضرابات أخرى مقبلة. صباح اليوم، الجمعة، كان مستشفى جامعة المنوفية على موعد مع 20 عاملا من مصنع الغزل والنسيج فى شبين الكوم فى حالة بالغة الخطورة إثر إضرابهم عن الطعام، فى محاولة بائسة منهم للضغط على إدارة المصنع للحصول على أبسط الحقوق، وهو الحصول على رواتبهم الشهرية بشكل منتظم، بعد تأخر راتب شهر فبراير.

ومن العمال، إلى موظفى وزارة التعليم.. حيث قررت صباح اليوم، الجمعة، لجنة الدفاع عن حقوق العاملين بالتعليم، تأجيل موعد اعتصام الإداريين الذى كان من المقرر أن يقام أمام مجلس الوزراء يوم الأحد المقبل، خشية تعرض قوات الأمن للإداريين بعدما احتكت بهم وفضت اعتصامهم الأحد الماضى فى المكان نفسه، وحاصرت أعدادا كبيرة منهم كانوا قادمين من المحافظات عند مداخل القاهرة، ومنعهم من الوصول لمكان الاعتصام.

سيناء، لم تخلو من غضب العمال، حيث هدد العاملون بالشركة المصرية لنقل الكهرباء بشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر، بإضراب مفتوح عن العمل، لحين الاستجابة لمطالبهم المالية والإدارية، بعد تجاهل الشركة لمطالبهم. وتتلخص مطالب العمال فى: المطالبة بضم سنوات الخدمة العسكرية إلى سنوات الخبرة الفنية فى الشركة، وتسوية الحاصلين على مؤهل عالى أثناء الخدمة، بزملائهم الحاصلين على مؤهلات عليا ماليا وإدارياً، كما طالبوا برفع بدل الإنارة والإعاشة من 25 إلى 60 جنيها شهرياً، وصرف أموال صندوق الرعاية للمستحقين وإعطائهم حافز جذب العمالة.

حى شبرا، كان على موعد مع الإضرابات، لتنتقل عدوى إضراب عمال الشركة المصرية لتجارة الأدوية بشبرا إلى جارتها شركة القاهرة للأدوية بشبرا أمس، الخميس.. إضراب العاملين فى القاهرة للأدوية، إحدى شركات الشركة القابضة للأدوية، جاء بعد قرار دمج الشركتين، وهو ما أزعج العاملين على حقوقهم المستقبلية لأن عملية الدمج سينتج عنها ـ بحسب العمال ـ دمج كلى لميزانية الشركتين، وهو ما سيؤثر على وضع الشركة الجديدة، فضم شركة خاسرة إلى أخرى تحقق أرباحا يجعل الوضع غير مطمئن لمستقبل الشركة الوليدة. ويتهم العاملون وزارة الاستثمار بضم مديونية الشركة العربية للأدوية إلى شركتهم لتفادى أكبر قدر من الخسائر.

هذا كان مجرد تلخيص لإضرابات يوم مضى، وأخرى تعقد فى يوم مقبل، لكن جذور المشكلات لا تزال قائمة، والغضب لا يزال مستمراً فى الصدور قبل الشوارع، فهل ينفجر العمال، أم ستبحث الحكومة عن حلول فعلية؟ وتقف فى صفهم قبل فوات الأوان.


موضوعات متعلقة...

◄عمال" بتروتريد" يتهمون الإدارة بعدم تطبيق التأمين الصحى عليهم
◄فنيو مديرية الإسكان بالإسماعيلية يهددون بالإضراب
◄إضراب سائقى "تاكسى العاصمة" فى المعادى
◄استكمال إضراب "هيبى فارم" بعد غد الأحد
◄عمال غزل شبين الكوم يواصلون اعتصامهم لليوم الثامن
◄الإداريون يؤجلون اعتصامهم لدواع أمنية
◄إضراب بـ"القاهرة للأدوية" احتجاجاً على الدمج





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة