عندما فاجأتها آلام المخاض لم تجد أفضل من المستشفى العام بالمنيا لكى تجرى عملية الولادة التى قرر الأطباء أن تكون قيصرية.. تلك كانت فتحية أحمد السيدة البسيطة من المنيا التى لم تكن تعلم أنها ستلقى حتفها على سرير غرفة الولادة، بعدما تسبب سوء حالة التعقيم داخل الغرفة فى إصابتها بتلوث ميكروبى معد حولها إلى جثة هامدة.
تلك الحادثة التى كشفت عنها لجنة التفتيش بمديرية الصحة والسكان بعد جولة لها داخل أروقة المستشفى رغم تكتم مدير المستشفى العام بالمنيا على الواقعة، رفعت بعدها اللجنة تقريرا إلى اللواء محافظ المنيا أحمد ضياء الدين، يمتلئ بالعديد من وقائع المخالفات والإهمال التى تجعل الأمر لا يقتصر على وفاة فتحية فقط، فقد كشف تقرير مديرية الصحة أن غرفة العمليات بالمستشفى خالية من نقص مواد التخدير كالأفدرين والسكستين والإبر والخيوط الجراحية كما أنها تعانى من سوء التهوية نظرا لعدم صلاحية أجهزة التكييف بداخلها، ومن العمليات إلى غرفة العناية المركزة التى تتعطل أجهزتها متأثرة برشح دورات المياه على جدرانها، كما تخلو تماما من أجهزة الأشعة.
لجان مديرية الصحة بالمنيا وجهت إنذارا لمدير المستشفى بضرورة إصلاح العيوب الموجودة لديه وزيادة مستلزمات مكافحة العدوى خاصة أن المستشفى مشترك فى برنامج الدولة لمكافحتها، لكنه رفض بعد ذلك السماح للجان بدخول المستشفى وتطاول على أعضائها نظرا لعلمه بسوء حالة التعقيم بها وتعطل أجهزة الأشعة، كما رفض ندب لجنة طبية لإصلاح أجهزة الأشعة التى ثبت أنها تعانى من الرطوبة، رغم أن التقرير حذر من أن عدم صلاحية الأجهزة يهدد بكارثة إنسانية لأن المستشفى هو الأقرب للطريق السريع وكل مصابى حوادث السيارات ينقلون إلى غرفة العمليات به والتى لا يوجد بها حتى جوانتيات معقمة أو خيوط جراحية.
الجولة المفاجئة للجنة التفتيش كشفت أيضا عن أن شبكة الغازات الموصلة بحضانة الأطفال متهالكة، وأن السرائر لا تصلح للاستعمال ولا يوجد بها منافذ تهوية مما تسبب فى إصابة طفلين بالعدوى، هذا إلى جانب انتشار الحشرات والصراصير داخل الحضانات.
محاولات مدير المستشفى التغطية على كل هذه المخالفات لم تفلح بعدما استغل أعضاء لجنة التفتيش بمديرية الصحة حالة التسيب داخل أقسام المستشفى ليقوموا بتصوير حالات الإهمال لترفع تقريرها إلى أيمن رجب مدير المديرية، الذى طالب بتشكيل لجنة فورية لإزالة هذه المخالفات بعيدا عن مدير المستشفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة