رغم أن لجنة حصر المبانى بوزارة الثقافة صنفت فيلا أبو نوف بالجيزة ضمن المبانى التراثية التى يحظر هدمها، فإن سكان الجيزة فوجئوا بشركة كويتية للاستثمار العقارى تبدأ فى هدمها،هذه الفيلا لم تكن الوحيدة، فقد تكرر نفس السيناريو فى ذات المنطقة، وبعد 3 أيام مع فيلا بشارع أحمد نسيم هى الأخرى كانت تحمل طرازا تراثيا، مما يؤكد أن الأمر ليس صدفة لكنه مخطط محكم للاستيلاء على المبانى ذات الطابع الأثرى وهدمها لتحويلها إلى أبراج ضخمة.
ذهبنا إلى الفيلا بـ 6 شارع أبونوف على كورنيش النيل بالجيزة لنجدها قد تحولت الى أنقاض تحيطها أسوار عالية، ومعلق عليها لافتة تحمل اسم شركة «لوتس للاستثمار العقارى» والتى قامت بشراء العقار ثم استخرجت له تصريحا بالهدم من محافظة الجيزة، وهى إحدى شركات مجموعة الفوارس القابضة الكويتية للإنشاء والتعمير، يمتلكها رجل الأعمال عبدالرحمن البنيان ودخلت السوق المصرية فى مارس من عام 2008 للاستثمار فى مجال العقارات والتنمية السياحية وكان أول مشروعاتها الصفوة سيتى بالسادس من أكتوبر.
وقد كشف تقرير الأسواق المالية لعام 2008 أن الشركة تعرضت لكبوة مالية كبرى فى نهاية العام الماضى بسوق البحرين، ومنيت بخسائر مالية كبيرة، وجاءت فى المركز الرابع للشركات الكويتية الخاسرة بسوق البحرين مما دفعها إلى إيقاف مشروع الصفوة لعجزها عن توفير التمويل المالى ونقص السيولة.. واتجهت إلى شراء الفيلات القديمة بالقاهرة لهدمها وبيع الأراضى بأسعار مرتفعة.
وقائع الهدم السابقة أكدها سمير غريب، رئيس هيئة التنسيق الحضارى، وقال إنه كرر كثيرا أن هناك مخططا لمحو الطابع التراثى والأثرى بالقاهرة، مشيرا إلى أن قصة الفيلات بدأت منذ شهر تقريبا عندما قدم مهندس الهيئة تقريرا عاجلا إليه يؤكد فيه عدم جواز هدمها.
التقرير دفع رئيس الهيئة إلى رفع خطاب عاجل لمخاطبة اللواء سيد عبدالعزيز، محافظ الجيزة، يشرح فيه عدم جواز الهدم لأن فيلا أبونوف مسجلة لدى الهيئة لمرور أكثر من 60 عاماً على بنائها، كما أنها من تراث «الآرت ديكو» وهو أحد الأشكال المعمارية المتميزة إلا أن المحافظ تجاهل الخطاب واستمر هدم الفيلا فخاطبه غريب فى اليوم التالى، فأكد أنه سيقوم بدراسة الموضوع وتم الانتهاء من هدم الفيلا وبعدها بأيام بدأ مسلسل فيلا شارع نسيم بنفس التسلسل وأيضا تم الهدم.