◄تقرير الاتحاد الدولى يتعارض مع تصريحات وزير الاتصالات المتكررة بأن مصر أرخص دولة على مستوى العالم فى أسعار الاتصالات
فاجأ الاتحاد الدولى للاتصالات الجميع خلال جلسات الاجتماع السابع التى عقدت فى مصر الأسبوع الماضى لأول مرة خارج جنيف بإعلانه أن هناك 10 دول من أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا هى الأرخص فى أسعار الاتصالات على مستوى العالم، ولم يذكر الإعلان «مصر» ضمن هذه الدول وهو ما يتنافى مع ما صرح به وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الدكتور طارق كامل مرارا بأن مصر هى الأرخص على مستوى العالم فى أسعار الاتصالات، حيث أكد كامل أكثر من مرة انخفاض تكلفة استخدام الهاتف المحمول إلى نحو 3.62 دولار شهرياً، وفقاً لبيانات الربع الأخير من عام 2008، مشيرا إلى أنه يعتبر من أقل المعدلات المسجلة على مستوى العالم، مؤكدا أن مصر تتسم بميزة تنافسية عالية فيما يتعلق بأسعار خدمات الاتصالات بشكل عام.
إلا أننا لاحظنا أن أسعار المكالمات فى الدول المجاورة أقل بكثير, فمثلا دولة الإمارات سعر الدقيقة بها يتراوح بين 20 و 40 فلسا, فى الوقت الذى يعتبر مستوى الدخل بها من أعلى المستويات فى العالم، بما يعادل 15 و20 ضعفا بالنسبة لمستويات الدخول فى مصر، كذلك السعودية فلماذا لا يتم تخفيض أسعار الاتصالات مثل الدول المجاورة؟
الدكتور عمرو بدوى، رئيس الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، أكد أن الوزارة عندما تقول إن سعر الدقيقة فى مصر هو الأرخص على مستوى العالم فإننا نقصد بذلك سعرها الأصلى مقارنة بالدول الأخرى، أما الاتحاد الدولى للاتصالات فيحسبها حسب عدد السكان ودخل الفرد فى هذه الدول، مشيرا إلى أنه لا يمكن تخفيض سعر الدقيقة 15 ضعفا مثلما تفعل دول كثيرة، فكل بلد يختلف عن الآخر.
فإذا قامت الشركات ببيع المعدات لنا بسعر أقل 15 ضعفا مثلا، فإننا نوافق على تخفيض سعر الدقيقة، لافتا إلى أن شركات المحمول تريد أن تربح ولكى يكون السعر اقتصاديا فلا يمكن أن يكون أقل من تجهيز الشبكات، فهذا النظام الذى قام من خلاله الاتحاد الدولى للاتصالات بحصر قائمة الدول العشرة الأرخص فى العالم فى مجال الاتصالات يعرف باسم Affordabilit وهو يعتمد على الدخل القومى لأى دولة ودخل الأفراد بها وقدرتهم المادية التى يستطيعون من خلالها دفع فواتير التليفون، فسعر الدقيقة فى الإمارات مثلا 40 فلسا أى 70 قرشا مصريا لذلك فنحن فى مصر عندما نقول إننا الأرخص على مستوى العالم فنحن نتحدث بالنسبة لدخلنا نحن فقط.
من ناحيته قال طارق الحميلى، رئيس جمعية «اتصال» إن سعر الدقيقة فى مصر من أرخص الأسعار فى العالم، حتى إذا لم نكن من الدول العشرة الأرخص فى مجال الاتصالات فى العالم فتعريفة الاتصالات فى مصر تنخفض باستمرار نتيجة المنافسة القوية بين الشركات العاملة فى القطاع، كما ستنخفض مرة أخرى بسبب المنافسة بين شركات المحمول «فودافون» و«موبينيل» و«اتصالات» وأيضا بسبب الزيادة فى عدد مشتركى المحمول الذين يصل عددهم إلى 43 مليون مشترك حاليا، ولكنه تخوف من أن يؤثر تخفيض سعر المكالمات وزيادة عدد المشتركين على جودة الخدمة.
وأضاف الحميلى أن مصر أيضا من أرخص الأسعار فى الدول العربية فليس صحيحا أن الإمارات أرخص من مصر، ولكن هناك نسبة النفاد تصل إلى 100 % أما فى مصر فلا تصل إلى 50 %، ولكن هناك زيادة فى أعداد المشتركين وسيزداد العدد طوال الوقت ولكن لابد ألا يؤثر على جودة الخدمة.