الصراعات على الكراسى والمناصب كانت السبب الرئيسى للتراجع الذى شهدته جريدة كبرى مثل «الوفد»، سواء كانت الصراعات بين نعمان جمعة ومحمود أباظة على رئاسة الحزب أو بين عدد من الصحفيين على تولى المناصب المهمة داخل الجريدة، فكانت النتيجة انخفاض توزيعها من 90 ألف نسخة يوميا إلى 10 آلاف فقط والأسبوعى تراجع من 300 ألف إلى أقل من 45 ألف بحسب تصريحات فؤاد بدراوى، نائب رئيس الحزب.
هذا الانخفاض يرجع أيضا إلى الظروف السيئة التى يعمل فى ظلها صحفيو الوفد. الذين وصلت بهم الأزمات المتتالية إلى تقديم البلاغات والشكاوى بدءا من رئيس اتحاد عمال مصر وحتى رئيس الجمهورية، مرورا بحبيب العادلى وزير الداخلية، وصفوت الشريف رئيس المجلس الأعلى للصحافة، وحتى النائب العام. كما أنهم لجأوا لكل أشكال الاحتجاج الممكنة من وقفات احتجاجية واعتصامات كمحاولة للحصول على حقوقهم الضائعة.
أزمات صحفيى الوفد متعددة، فبالإضافة إلى تدخل رئيس الحزب فى السياسة التحريرية للجريدة وصلت أزماتهم إلى خفض المرتبات ووضع نظام مالى وإدارى وصفه العاملون بالجريدة بأنه «تعسفى».
الهدوء ساد فى الوفد لفترة قصيرة لكن الأمور عادت واشتعلت من جديد بعد إقالة عباس الطرابيلى من رئاسة تحرير الجريدة، وتولى سعيد عبدالخالق المنصب بدلا منه. لكن لم يمر سوى يومين فقط على تولى عبد الخالق منصبه إلا واشتعلت أزمات «الوفد» من جديد وعاد صحفيوها للتهديد بالإضراب عن العمل والاعتصام بمقر الجريدة بسبب «ما يتعرض لها الصحفيون من إهانة على يد رئيس التحرير الجديد» كما يقول طارق التهامى إحدى القيادات الصحفية بالجريدة وعضو مجلس إدارتها، الذى قال إن أزمات جريدة الوفد بدأت فى المضى نحو الانتهاء منها، إلا أن تولية سعيد عبدالخالق تسببت فى كل المشاكل التى تحدث الآن، وقال إن صحفيى الوفد لا يريدون الآن سوى مطلب واحد وهو «إقالة عبدالخالق من منصبه».
من جانبه رفض سعيد عبدالخالق، رئيس التحرير الجديد «للوفد» هذه الاتهامات وقال: أسعى إلى وحدة الصحفيين بالجريدة ورفع أجور وحوافز جميع العاملين»، وأبدى تعجبه من أن يدعى البعض أنه يهين الصحفيين فى حين أن اللجنة النقابية للعاملين بالصحيفة احتفلت به عند توليه منصبه.
ونفى أن يكون هناك أى تدخل من رئيس الحزب فى سياسة الجريدة، وقال إنه أتى للجريدة ومعه خطة كاملة لتطويرها وتنشيطها وإعادتها لسابق عهدها.