أطلقت السيدة سوزان مبارك فى كلمتها أمام المؤتمر الدولى لمكافحة الاتجار بالبشر بالمنامة دعوة لتجريم كل أشكال الاتجار بالبشر، وخصوصاً كل أشكال الزواج بين القاصرات والأثرياء العرب، وهى دعوة تكتسب أهمية كبيرة بعد انتشار دكاكين السماسرة الذين يتاجرون فى الفتيات القاصرات بعقود زواج عرفية وهى فى حقيقتها عقود بيع معلومة المدة تفقد بمقتضاها كثير من الفتيات حريتهن وإنسانيتهن بل قد يفقدن حياتهن فعلا لا مجازاً، مثلما حدث مع قتيلة مصر الجديدة التى باعها مكتب أم فتحى لزواج الفتيات من الأثرياء العرب إلى أحدهم وسرعان ما قتلها وهرب.
لفتت السيدة سوزان مبارك بالفعل الانتباه إلى الاتجار بالبشر عبر منظمة المرأة العربية التى تهدف إلى تحقيق التمكين الكامل للمرأة العربية بالعمل مع السيدات العربيات الأول، فى ظل واقع عربى غاية فى التقليدية والهشاشة بحسب التقارير الدولية، مشيرة إلى أن ما يتراوح بين 40 و50 % من حجم هذه التجارة يكون من نصيب الأطفال، ووجهت السيدة سوزان مبارك الدعوة إلى الحكومات لاتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الظاهرة ومكافحتها عن طريق القوانين الصارمة وإنشاء وحدات متخصصة للتعامل مع الضحايا، خاصة منع زواج القاصرات من الأثرياء العرب، وهى دعوة تلقى صدى مجتمعياً كبيراً وتعد من أسباب زيادة معدلات الجريمة والتراجع القيمى فى المجتمع.
إذن نحن أمام بناء مكتمل يستند على أساس تشريعى من المواثيق الدولية، كما يستند إلى وعى شعبى بخطورة الظاهرة يعبر عنه رفض منظمات المجتمع المدنى ودفاعها فى سبيل تكوين رأى عام فاعل ومناهض لتجارة البشر، كما يستند إلى دعم من حركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام والتى نجحت خلال فترة وجيزة فى اقتحام أسوار الصمت المحيطة بهذه القضية الشائكة عالميا.
من ناحية ثانية أشارت صحيفة الأوبزرفر البريطانية إلى منظمة المرأة العربية، التى أسهمت فى تأسيسها سوزان مبارك ووصفتها بأنها الكيان الذى يهدف إلى تحقيق هدف تمكين المرأة فى المنطقة العربية.
وصفت الأوبزرفر المنطقة العربية بأنها منطقة تترسخ فيها الرموز الدينية والقبلية التى تقف عائقاً أمام تمكين المرأة، وأن منظمة المرأة العربية جعلت من دور ومكانة السيدات الأول فى العالم العربى واحداً من أكثر التطورات أهمية فى مجتمعات لم تعرف بالتزامها بالأجندة النسائية.
تضيف الصحيفة: لم يعرف أحد فى الغرب شيئاً عن هذه المؤسسة سوى القليلين، لكن من بين 22 دولة عربية، انضمت زوجات قادة دول الأردن والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والسودان وسوريا وعمان وفلسطين ولبنان وليبيا ومصر وموريتانيا والمغرب واليمن إلى هذه المنظمة، وهناك آمال كبيرة أن يلتحق آخرون بها.
يتبقى علينا أن ننظر فى الأسباب الاقتصادية والاجتماعية التى جعلت من تجارة البشر ظاهرة سلبية فى مجتمعنا، بحيث نهبط بدعوة السيدة سوزان مبارك من المثال إلى تفاصيل الأجندات الواقعية، ويكفى اقتراح تنظيم زواج المصريات من الأجانب، والتشديد فى تطبيق القوانين المصرية حول عمالة الأطفال، وكسر الحلقة الجهنمية لبيزنس الهجرة غير الشرعية الذى يتغذى على رغبة الشباب فى البحث عن فرصة عمل بأى صورة.
لقد ترافقت إشارة سوزان مبارك إلى تصديق الحكومة المصرية على بروتوكول الأمم المتحدة لمنع وقمع ومعاقبة المتاجرة فى البشر المكمل لميثاق الأمم المتحدة فى مواجهة الجريمة المنظمة بين الدول، مع دعوتها لإيجاد بيئة آمنة بالنسبة للشباب والأطفال الصغار، وهى دعوة نتمنى أن تتحول إلى مشروعات عمل لمنظمات المجتمع المدنى وللوزارات المعنية حتى لا تقتل فتيات قاصرات باعتهن أسرهن تحت ضغط الحاجة، وحتى تختفى من البلد دكاكين من عينة مكتب زواج أم فتحى.
لمعلوماتك...
◄منظمة المرأة العربية هى منظمة تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة