خبراء: لجوء الريف لطوابير الخبز كارثة

اعتبر الدكتور أحمد ثابت أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن الأزمة الاقتصادية العالمية ليست مفاجأة بالنسبة لمصر، مشيرا إلى أن الحكومة استغلتها لفرض ضرائب على المواطنين ولأول مرة على الفلاح.

جاء ذلك خلال المؤتمر الموسع الذى عقده مركز الأرض لحقوق الإنسان لناقشة الأزمة المالية العالمية (الفرص والتحديات)، وحضره عدد كبير من الاقتصاديين والزراعيين على رأسهم الدكتور الخولى سالم أستاذ الاجتماع الريفى بجامعة الأزهر، والدكتور شريف فياض أستاذ الاقتصاد الزراعى بمركز بحوث الصحراء والدكتور أحمد السيد النجار الخبير بمركز الدارسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام.

وأشار ثابت إلى أن الحكومة المصرية شاركت بجزء كبير فى صنع الأزمة من خلال التخلى على القطاع العام لصالح رأس المال المحلى والعالمى، إضافة إلى العودة إلى نظام الإقطاع ودخول رجال الأعمال فى صفقات تشريعية واقتصادية مع الحكومة لخدمة مصالحهم، مؤكدا أن رجال الأعمال والمسئولين لا يلجأون إلى الرشوة لشخصهم إنما لمصالحهم الحزبية والشخصية حتى تستطيع الحكومة الإنفاق عليهم فى الانتخابات، وبالتالى وكما يقول ثابت فنحن أمام أزمة مضاعفة، فعندما يلجأ الريف المصرى إلى طوابير الخبز، فهذا هو قمة الفساد الزراعى حسب تعبيره. وأكد ثابت أن مصر من الدول المتوقع لها أن يبلغ النمو بها معدل ضعيف جدا( تحت الصفر) مشيرا إلى أن الاقتصاد المصرى يشهد تأثرا كبيرا خلال الفترة المقبلة.

من جهته، اعتبر الدكتور شريف فياض أستاذ الاقتصاد بمركز بحوث الصحراء، أن الأزمة المالية لها مؤشرات سيتأثر بها الاقتصاد المصرى من خلال انخفاض أسعار البترول وتحويلات المصريين العاملين بالخارج وانخفاض حكم الصادرات، مما سيؤثر على انخفاض معدل النمو وانخفاض الموازنة العامة. وأشار فياض إلى أنه من أثار الأزمة الاقتصادية التأثير على برامج التنمية الزراعية، سوف تؤثر على المشروعات منها المشروعات الزراعية المستهدفة على الأخص توشكى وترعة السلام وترعة الحمام وهى المشروعات التى كانت الدولة تعتم عليها فى حل مشاكلها.

وأضاف أن التأثير الثانى سيكون على المشروعات الخاصة بتطوير نظم الرى ومشروعات الصرف والتى كانت الحكومة تهدف منها إلى توفير 82 مليار متر مكعب من المياه بحلول عام 2030، مشيرا إلى أن السبب الرئيسى فى الأزمة هو اعتماد الحكومة على التمويل الأجنبى لهذه المشروعات.