عقد القمة العربية المصغرة فى الرياض بين الملك عبد الله والرئيسين مبارك والأسد والأمير الصباح، أثار العديد من التساؤلات حول مدى تأخر المصالحة العربية حتى الآن، ومدى ارتباطها بتحييد الدور الإيرانى فى المنطقة، وهل تكون المصالحة جاءت من باب العفو عما سلف؟ أم تفتح جميع الملفات التى أدت إلى توتر العلاقات العربية – العربية؟
قال السفير سعيد كمال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية سابقا، إنه لا يجب أن نتنبأ بأكثر من أن المصالحة العربية قد بدأت، ويجب أن تكون بعيدة عن العواطف حتى لا تقع تحت ضغوط خارجية.
أكد كمال أن هذا الاجتماع يفتح الباب أمام علاقات ثنائية بين مصر وسوريا، وهو ما يراه المواطن العربى فى كل من البلدين، وهو بناء موقف عربى موحد تأخر تنفيذه، فهذا الاجتماع هو ضرورى للغاية فى ظل أزمة اقتصادية طاحنة تطيل العالم، ومن ثم تطل بآثارها السلبية على المنطقة العربية، وبالتالى لابد من تكاتف كل القوة العربية لصد هذا الخطر وخاصة مصر وسوريا لثقلهم السياسى فى المنطقة.
"لا يجوز أن تبنى سياسة الوحدة العربية الإقليمية بسبب تصاعد اليمين الإسرائيلى للحكم" هكذا يوضح كمال، مشيراً إلى أن العالم العربى يعانى من مشاكل كثيرة قبل صعود اليمين تتمثل فى استمرار الاحتلال الإسرائيلى حتى الآن وتعرض الشعب الفلسطينى لكوارث فى القدس والضفة الغربية بالإضافة إلى غزة واستمرار احتلال الجولان.
السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية السابق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، قال إن الخلافات فى الموقف العربى عبارة عن عدة انقسامات أولها الخلافات الفلسطينية الداخلية، ويأتى بعدها الانقسامات العربية والمستمرة منذ أكثر من عام، وكان السؤال الذى يطرح نفسه باستمرار كيف يتم التحرك فى ظل وجود يمين إسرائيلى متطرف، وهناك نوع من الشلل السياسى على كل المستويات، ولكن بعد قمة الكويت السابقة وجدوا أن الخلافات العربية لم تتناسب مع إقامة موقف عربى موحد، ومن هنا جاءت مبادرة السعودية للتصالح العربى وعودة الوئام العربى، وذلك فى ضوء أن إسرائيل لا تفرق بين فتح وحماس ولا فرق بين أولمرت أو نتانياهو.
ومن حيث توقيت تلك المصالحة يقول رخا أنه مرتبط بعدة اسباب وهى تزايد المخاطر التى تحيط بالشعب الفلسطينى وايضا بالمخاطر التى تحيط بالمنطقة العربية سواء عن طريق قوى اقليمية كايران او قوى دولية كبرى وخاصة بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال البشير.
من ناحية أخرى، رأى اللواء طلعت مسلم الخبير الاستراتيجى، أن التفاهم والمصالحة بين القيادات العربية يغض النظر عن صعود نتانياهو للحكم هى خطوة تأخرت كثيرا، وكان لابد أن تحدث منذ فترة، وأضاف أن المصالحة العربية لا تحتاج لأسباب من أجل تحقيقها، وأن هناك قضايا عربية أساسية لابد من النظر فيها، ووضع الخلافات العربية جانبا من أجل تحقيق الترابط والوفاق العربى.
