مذكرة اعتقال البشير، احتمال انقسام دولة السودان إلى شمال وجنوب، التمرد فى دارفور، القرصنة فى الصومال وانتشار الأساطيل الأجنبية فى البحرين الأحمر والمتوسط.. كل هذه التطورات بمثابة تهديدات جديدة للأمن القومى المصرى، إلى جانب التهديدات التقليدية مثل إسرائيل وإيران.
اللواء محمد قدرى سعيد، الخبير الاستراتيجى أوضح أن الدولة التى يطلق عليها أنها تشكل تهديدا لأمننا القومى تكون دولة علاقتها معنا عدائية على المستوى الدبلوماسى، الإعلامى، والتاريخى، وكل تلك الشروط تنطبق بدرجة أو بأخرى على إيران وإسرائيل، وعلى إيران بدرجة أكبر فى الفترة الأخيرة، خاصة أن العلاقات مقطوعة معها بدرجة شبه كاملة.
وأشار سعيد إلى أن الدولتين لا تشكلان حالة تهديد فعلى فى الوقت الراهن، ولكن يمكن وصف ما تسببانه بحالة قلق سياسى وأمنى، خاصة من جانب إيران فى الفترة الأخيرة بسبب مد نفوذها فى دول الخليج ومشروعها النووى الحالى، بالإضافة إلى تواجدها القوى وغير الصحى فى العراق، ومحاولتها نشر المد الشيعى فى دول المنطقة ومنها مصر.
سعيد يشير أيضا: بينما تشكل إسرائيل قلقا بسبب القضية الفلسطينية كعنصر رئيسى، وبسبب جوارها لمصر مباشرة وامتلاكها ترسانة نووية وصواريخ متطورة تلوح بها طول الوقت وتجيد استخدامها فى الابتزاز السياسى، ورغم وجود علاقات دبلوماسية متبادلة فإن علاقة مثل هذه رغم وجود سلام حالى، قد تنقلب إلى صراع عسكرى فى أى وقت إذا تصاعد التوتر بين الدولتين.
أما اللواء محمود عطية، الخبير الاستراتيجى، فأشار إلى أن بداية كل تلك الأخطار الجديدة على أمن مصر القومى جاءت بسبب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وسياسته المبنية على الفوضى الخلاقة، واحتلاله العراق وإثارته الدول العربية ضد سوريا وليبيا ولبنان ومؤخرا السودان، والأخيرة هناك مطامع كثيرة فيها، وصدور مذكرة اعتقال البشير سيؤدى إلى انقسامات وتفجيرات شعبية لا قبل لنا بها.
عطية أضاف أن الانقسامات ستهدد أمن مصر القومى بلا شك، لأن السودان يعتبر امتدادا طبيعيا فى الجنوب ويكفى أن المياه التى نشربها تأتى من عندهم، وأنهم هم البوابة الجنوبية التى تستطيع أى قوة العبور منها إلى مصر مباشرة، ومحاصرتها جنوبا إن شاءت.. باختصار ظهر مصر سيصبح مكشوفا للغاية للمرة الأولى فى تاريخها.
وأشار عطية إلى أن عمليات القرصنة فى الصومال هى عبارة عن سرقة وإرهاب بحرى، وأن الإرهاب مثل جبل الجليد الذى توجد جذوره تحت سطح الماء، وقال إنه لا يجب محاربته من قمته وهو ما تفعله الأساطيل الأجنبية التى تقاطرت على المنطقة مؤخرا، ولا أحد يعرف متى تعود إلى دولها أو أى مهام ستقوم بها، فهى للتخويف واستعراض القوة إذا لزم الأمر، ولا أستبعد أن تقوم بعمليات تفتيش للسفن أو القطع البحرية العابرة فى المياه الإقليمية، والسفن المصرية ليست استثناء بالطبع، ويكفى ما حدث مؤخرا من اتفاق الضمانات بين حكومة بوش فى آخر أيامها وحكومة أولمرت، الذى يسمح بحصار شواطئ غزة بدعوى منع تهريب السلاح بحرا.
لمعلوماتك...
◄1959 تم توقيع اتفاقية لتقسيم مياه نهر النيل