ينفرد برنامج "صناعة الموت"، الذى يعده الصحفى اللامع على بريشة على شاشة العربية، بأول حوار مع عاصم حمود، الذى أطلق عليه الإعلام لقب "الذئب المتوحد"، والذى جرى اتهامه قبل أكثر من عامين ونصف العام من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى (FBI)، بالتخطيط لتفجير أنفاق تربط نيويورك ونيوجيرسى، وعدة أهداف حيوية أخرى فى الولايات المتحدة، كان يفترض أنها ستوقع عشرات الآلاف من الضحايا.
وقد أعلن عن القبض على عاصم حمود فى مايو عام 2006، وظل حبيساً قيد التحقيقات المكثفة أكثر من عامين، قبل أن يطلق سراحه بكفالة، ولا يزال ممنوعا من السفر خارج لبنان لحين أن يصدر القضاء اللبنانى حكما نهائيا بحقه. وأوضح حمود لريما صالحة، مقدمة البرنامج، أنه تعرض للظلم من قبل الإعلام، الذى نقل العديد من التفاصيل المشوهة، والتى لم ترد فى لائحة الاتهام أصلا، وقال إن الإعلام نسج قصصا من الخيال دون التأكد من صحتها.
فقد صور الإعلام عاصم حمود، وقت القبض عليه، بأنه يعيش حياة مزدوجة، فلأنه من عائلة مثقفة وثرية يعيش حياة الشاب اللبنانى المتفتح الذى يرتاد الملاهى الليلية، ويسافر إلى أنحاء العالم ويرتبط بعلاقات نسائية متنوعة، معتبرة أن هذه الحياة الصاخبة مجرد ستار يغطى بها على قيادته لشبكة إرهابية دولية ترتبط بالقاعدة، وتسعى لقتل عشرات الآلاف من الأبرياء بشكل عشوائي، وهى التهمة التى يرفضها عاصم بإصرار ولم يتم إثباتها، رغم أكثر من عامين ونصف العام من التحقيقات.
وحاول عاصم حمود ألا يتطرق كثيرا لظروف اعتقاله فى زنزانة انفرادية طوال هذه المدة، أو يتحدث عن تفاصيل القضية باعتبارها بين يدى القضاء، لكنه وجه عتابا شديدا لدار الفتوى اللبنانية، حيث لم يقم أى رجل دين أو شيخ بزيارته طوال مدة سجنه، رغم أنه طلب ذلك مرارا، حتى فى رمضان وفى الأعياد الدينية لم يحظ بالزيارة، بل تصادف فى إحدى المرات خلال شهر رمضان أن مرضت والدته، ولم تتمكن من زيارته كالمعتاد لتحضر له الطعام، فطلب أن يزوره أحد مشايخ دار الفتوى ليحمل له بعض التمر لإفطاره فى رمضان، لكنه لم يجد أى رد على طلباته، والمرة الوحيدة التى زاره فيها رجل دين كان مطرانا مارونيا كان يزور بعض المساجين المسيحيين، جاء إليه ليزوره ويهنئة بمناسبة عيد الأضحى. يذاع البرنامج غداً، الجمعة، الموافق 13-3-2009، على شاشة العربية الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش.
