اللافت فى زيارة «جورج جالاوى» عضو مجلس العموم البريطانى لمصر،أن أنصاره من أحزاب المعارضة التى كانت تحيط به فى زيارات سابقة له للقاهرة قد اختفت، وحل بديلا عنها حفاوة استقبال قيادات وأعضاء الحزب الوطنى الشديدة فى مشهد انقلابى غير مألوف، فالرجل جاء على رأس قافلة «شريان الحياة» والتى اتخذت خط سير من مرسى مطروح، ومنها إلى الإسكندرية، ثم القاهرة فالإسماعيلية، وعبورها كوبرى السلام فوق قناة السويس ثم إلى سيناء ورفح، ومنها إلى غزة، وكان يسير جنبا إلى جنب مع الدكتور محمد كمال والدكتور محمد عبداللاه وعدد من مسئولى الخارجية، فى غياب تام وصامت للمعارضة.
ففى شمال سيناء حمل الدكتور منير الشوربجى أمين الحزب الوطنى بالمحافظة على عاتقه، تنظيم مؤتمر شعبى حاشد بمدينة العريش لاستقبال جالاوى، وفى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» كشف أمين الحزب بأن هناك تعليمات عليا من قيادات الحزب، طالبت بالاهتمام بالقافلة التى يأتى على رأسها «جالاوى» مضيفا أن المحافظ اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، عقد اجتماعا لهذا الغرض مساء أمس وتم التأكيد عليه، فى حين فجر «جالاوى» بعضا من مكامن مخزونه من أسرار استقبال واحتفاء الحزب الوطنى حيث قال: أنا لا أعادى مصر، ولا أريد إحراجها، وإنما أريد فقط إدخال القافلة لغزة بالتنسيق مع الحزب الوطنى، الذى قدم لى كل التسهيلات.
الدور الذى لعبه الوطنى قطع الطريق على أحزاب المعارضة التى تستثمر هذه الزيارات عادة فى مواجهة سياسية مع الحكومة.
الحزب هذه المرة قرر المبادرة إلى دعم قافلة جالاوى، خاصة أنها لا تتقاطع أو تتعارض مع موقف الحزب فى تدعيم قضية غزة وهى الرؤية السياسية التى تتفق عليها الأمانة العامة برئاسة السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطنى ورئيس مجلس الشورى.
الغريب أن المعارضة رفضت التعاون مع القافلة لدخول الحزب الوطنى على الخط، فقاطعت القوى الاشتراكية القافلة معلنة رفضها التنسيق مع الحزب الوطنى، فللقافلة الحق فى اختيار السبيل الأمثل لإتمام مهمتها، والتى تتمثل فقط فى توصيل مواد الإغاثة إلى غزة.
فى حين قرر حزب الكرامة تحت التأسيس، وعلى لسان سعد عبود عضو مجلس الشعب عن الحزب، عدم المشاركة والامتناع عن السفر إلى السلوم مع وفد النواب، بسبب التنسيق بين الحزب الوطنى والقافلة، مشيراً إلى أن رفضه مرافقة القافلة ليس نابعا عن مقاطعة، ولكن تأسيسا على ألا يسبب للقافلة إحراجاً أو مشاكل تمنع وصولها لغزة. وقال عبود إن اقتراح إقامة مؤتمر للاحتفاء بالقافلة عند عودتها لا يزال موضع دراسة بين القوى السياسية.
«الإخوان المسلمون» شعروا أن الوطنى نجح فى انتزاع هذه المكاسب ،فقررت الجماعة الانتقام من الحزب بطريقة أخرى حيث أصدرت بيانا حمل عنوان «القصة الكاملة لقرصنة الوطنى على قافلة جالاوى»، هاجمت فيه الحزب وما أسموه احتكاره التعاون مع القافلة، فى حين قالت مصادر الحزب إن تعاونها مع القافلة من وحى الموقف المصرى من القضية الفلسطينية، وإن الحزب لم يمنع أحدا من المشاركة، وإن غضب المعارضة سببه عدم قدرتها على استثمار القافلة لأهداف سياسية داخلية لا معنى لها.
لمعلوماتك...
◄257 شاحنة تضمها القافلة محملة بمواد غذائية وطبية من بريطانيا وليبيا