بعد سقوط العمارة «سهواً».. أيتام الخضر النبى فى بولاق أبوالعلا

الحاج محمود الجزار رمى لحمة بـ 10 آلاف جنيه شمعوا عليها المحل.. والحاج مسعد توقف حاله من سنتين.. ومافيش حاجة ممكن تعوضه عن محل قيمته لا تقل عن مليون جنيه

الخميس، 12 مارس 2009 10:23 م
الحاج محمود الجزار رمى لحمة بـ 10 آلاف جنيه شمعوا عليها المحل.. والحاج مسعد توقف حاله من سنتين.. ومافيش حاجة ممكن تعوضه عن محل قيمته لا تقل عن مليون جنيه العروق الخشبية ظلت تسندها حتى انهارت - تصوير - عمرو عبد الله <br>
كتبت ناهد إمام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى شارع 26 يوليو وإلى جوار كوبرى 15 مايو «كانت» عمارة عجوز آيلة للسقوط, بينما عروق من الخشب تمنعها وتبقى عليها قائمة, وكان يتوقع الأهالى الساكنون حولها سقوطها, أخيراً وعلى ما يبدو أن دعوة أهالى العمارة المنكوبة قد استجيبت, حيث بدأت منذ أسبوعين بالفعل تتساقط جدران العمارة الـ «مهلهلة» كما يصفها الناس هناك, وبعدها فوجئ الجميع بالعمال, والونش, ليبدأ بالفعل الشروع فى هدم العمارة التى أصبحت الآن أثراً بعد عين.

خلفية العمارة تطل على عطفة باب السر, قبل أسبوعين كان النظر إلى العمارة يعنى أن ترى جدراناً متهدمة, تماماً، وكأن العمارة كانت بذلك تريد أن تعكس أحوالاً تنبئ عن تماسك ظاهرى, بينما هى فى واقع الحال فى انهيار كامل.

ففى الخلفية لم تكن تجد سوى بقايا مطابخ وحمامات وأبواب وحوائط عليها صور لأناس غادروا المكان منذ عامين فارين بجلودهم قبل أن يباغتهم الانهيار فيبقون تحت الأنقاض فى انتظار الانتشال.

وعلى لافتات العمارة كانت هناك أسماء: الحاج عمران، صاحب محل الكشرى الشهير بالمنطقة بالـ «السلطان»، والحاج أحمد الصعيدى صاحب محل بيع المسامير، والحاج محمود صاحب محل الجزارة، والحاج أبوسريع الكبابجى, والحاج مسعد صاحب محل اكسسوارات السيارات, وقهوة «ناصر مرسى السنان»، والحاج حسن صاحب المصبغة, وأخيراً كرم صاحب محل العصير, كل هذه المحال مغلقة منذ رمضان قبل الماضى, أكثرهم تضرراً كان الحاج محمود الزهوى 72 سنة صاحب محل الجزارة.. يقول: «أنا رميت لحمة بـ 10 آلاف جنيه وقتها, قفلوا عليها المحل ومارضيوش يطلعوها ولا أنذرونا قبلها, يومها وقعت ونقلونى المستشفى, السنة قبل اللى فاتت وصل إيجار المحل لـ130 جنيهاً، وعندى عدة جزارة فى المحل بـ150 ألف جنيه, كنت خايف أطلعها من المحل, فالعمارة تنهد على دماغنا, وقعدت كل يوم آجى أحرك قفل الشمع وأفتح المحل وأقعد أعيط, لحد ما هدوها دلوقت لما ابتدت تقع فعلا, طيب أروح فين, أفتح بيتى منين, أنا كنت هنا من أيام الإنجليز واقف مع أبويا».

الحاج محمود لم يتمالك نفسه, فأخذ يجهش فى بكاء طفولى، قبل أن يتماسك قليلاً، ويواصل: «أخدت الثانوية الأزهرية واستلمت معاها شغل الجزارة، والمفروض كانوا يشيلوا آخر دورين من العمارة وكده المشكلة تتحل, لكن تركوها لحد ما بقتش نافعة، أنا عاصرت يهود وانجليز وشفت منهم النضافة والملانة، لأنهم دوغرى، لكن كده ماشفتش عمرى».

الحاج مسعد صاحب محل اكسسوارات السيارات هو الآخر كان من أكثر المتضررين, يقول: «العام قبل الماضى حصل حريق بالعمارة وجاءت عربات مطافئ الحريق من على الكوبرى لتقوم بمهمتها, وهذه كانت مصيبة فى حد ذاتها, لأن العمارة أصلاً آيلة للسقوط وقوة دفع مياه الإطفاء لمدة 5 ساعات «بوشت» الحيطان, وزادت الطين بلة, فسقطت خلفية العمارة, احنا كنا فاتحين أكتر من 7 بيوت على حس القهوة, وقتها حدث نزاع بين الآثار والحى، وكل واحد تنصل من مسئوليته تجاه العمارة لأنها مابقتش نافعة.. وخلصت الحكاية على كده.. وفضلوا سايبنها لحد ما ابتدت تقع على الناس, وبيهدوها دلوقت, واحنا ح يعوضونا بإيه، وأقل محل هنا قيمته دلوقت ماتقلش عن مليون جنيه؟!».

الحاجة خضرة «72 سنة» تبيع المصليات وأعواد البخور والسبح أمام جامع السلطان.. تحكى: «أنا بقعد هنا من 15 سنة، وكانت العمارة زى الفل, لكن فجأة بدأت تميل ناحية الجامع.. وفى يوم الجمعة وقت الصلاة كنا بنحط أيدينا على قلبنا, لأن المصلين بيفرشوا حوالين العمارة جنب الجامع.

حتى هذه اللحظة يمكنك المرور فوق كوبرى 15 مايو لتشاهد رفات العمارة المقصودة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة