اعتبرت صحيفة الجارديان البريطانية، انسحاب أحد المسئولين الأمريكيين من منصب هام فى الاستخبارات، انتصاراً للوبى الإسرائيلى على الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وتشير الصحيفة إلى تقديم سياسى أمريكى مخضرم استقالته من منصبه كأحد أهم المسئولين فى الاستخبارات الأمريكية، وذلك بعد انتقاداته الحادة لسياسة الحكومة الإسرائيلية. حيث انسحب شاس فريمان السفير الأمريكى السابق فى السعودية، قبل أن يبدأ مهام عمله كرئيس مجلس الاستخبارات الوطنية، متهماً منتقديه بالاستخفاف التام بالحقيقة والتشهير به.
وكان فريمان قد قال إن لوبى إسرائيل يخنق أى خيارات للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط، ماعدا تلك التى يقرها الفصيل الحاكم فى السياسة الإسرائيلية، وهى الحالة التى يمكن أن تهدد فى النهاية وجود دولة إسرائيل. وتتعلق وظيفة فريمان بتقديم تقارير تقييم الاستخبارات الوطنية، وهى الوثائق الموثوق بها والتى يتم تقديمها للرئيس وكبار صناع السياسة لتقديم لمحة عامة عن القضايا الأمنية الهامة.
غير أن عددا من أعضاء الكونجرس تشككوا فى قدرة فريمان على أداء مهام منصبه بموضوعية، مشيرين إلى رأيه الذى يقول فيه إنه ما لم يتوقف العنف الإسرائيلى ضد المدنيين، فسيكون من غير الواقعى تماما توقع توقف المقاومة من جانب الفلسطينيين. كما تساءل هؤلاء أيضا عن علاقات العمل التى تجمعه مع السعودية وآرائه الخاصة بالصين. ويشير منتقدو الدبلوماسى الأمريكى أنه كان رئيساً لأحد مراكز الأبحاث فى الشرق الأوسط التى يشارك النظام السعودى فى تمويله جزئياً، كما عمل كمستشار لإحدى شركات النفط التى تمتلكها الحكومة الصينية.
وقد علق ريتشارد سيلفرستين على صفحات الرأى بصحيفة الجارديان على هذه الأمر، بالقول إن اللوبى الإسرائيلى والمحافظين الجدد من الجمهوريين، أحرزوا أول انتصار لهم على إدارة أوباما بـإيقاف تعيين شاس فريمان فى منصب مدير مجلس الاستخبارات الوطنية. ويضيف سيلفرستين أن فريمان عمل كسفير سابق لواشنطن فى المملكة العربية السعودية خلال حرب الخليج عام 1991، ومعروف بانتقاداته الصريحة للاحتلال الإسرائيلى. وكان دينيس بلير مدير المخابرات الأمريكية قد عين فريمان رئيساً للوكالة المسئولة عن إنتاج تقارير تقييم استخباراتى للدول التى تمثل خطراً على المصالح الأمريكية.
وكانت هذه التقارير مثيرة للجدل جداً خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش. وكان التقرير الخاص بإيران الذى أشار إلى أن طهران علقت برنامجها لإنتاج السلاح النووى قد تعارض مع مزاعم ديك تشينى وصقور آخرين بشأن إيران.
وبسبب آرائه القوية والمنتقدة لسياسة إسرائيل إزاء الفلسطينيين، كانت إزاحة فريمان عن منصبه أحد أهم أولويات اللوبى. ويكشف التشهير الذى تعرض له والمحاكمات التى أقيمت له بسهولة بالبريد الإلكترونى بشكل قاطع، وجود لوبى عازم بشدة على منع وجود أى رأى آخر غير رأيه الخاص به، ناهيك عن قصور فى عامل الفهم الأمريكى للاتجاهات والأحداث فى الشرق الأوسط. وتعتمد تكتيكات اللوبى الإسرائيلى على تشويه السمعة والابتذال، بما فى ذلك الاغتيال النفسى ونقل اقتباسات خاطئة والتشويه المتعمد واختلاق الأكاذيب وتجاهل الحقيقة بشكل تام.
ويقول الكاتب إن الانتقادات التى تعرض لها فريمان من جانب الديمقراطيين تؤكد على حقيقة أن الديمقراطيين ليسوا جميعاً "أصدقاء" لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ويلقى باللوم على الديمقراطيين والمدونيين ومحللى الشرق الأوسط وإدارة أوباما فى انسحاب فريمان من منصبه، قائلاً إنه كان يتعين عليهم شن حملة مضادة لحملة اللوبى الإسرائيلى. فصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على سبيل المثال لم تنشر أى قصة إخبارية أو افتتاحية حول هذا الأمر، ولم تقدم الأسماء الصحفية المؤيدة لفريمان أى شىء فى مواجهة الانتقادات الإسرائيلية له.
والمعروف أن فريمان ظل يشغل منذ عام 1997 منصب رئيس مجلس سياسات الشرق الأوسط -وهو مركز للدراسات مقره واشنطن- وكان قد قبل فى 2007 تبرعاً من الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود لتمويل "مشاريع مستقبلية" للمجلس, طبقا لبيان صحفى صدر آنذاك. وقالت نائبة رئيس المركز آن جويس، إن التبرع كان يهدف إلى تمويل وقف للمجلس يعمل على تعزيز العلاقات الأمريكية العربية, وتوسيع نطاق الحوار فى واشنطن بدلا من الموالاة المفرطة لجانب إسرائيل كما يرى المجلس.
الجارديان: اللوبى اليهودى يحقق أول انتصار على أوباما
الخميس، 12 مارس 2009 03:47 م
أول انتصار للوبى اليهودى على أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة