◄إلهام شاهين: ألا توجد آلاف القضايا لزوجات مسيحيات يرغبن فى الطلاق والزواج مرة ثانية؟
«واحد صفر».. فيلم أثار جدلا كبيرا قبل عرضه الأسبوع الماضى بدعوى أنه يسىء إلى العقيدة المسيحية. إلهام شاهين ونيللى كريم وخالد أبوالنجا وانتصار وزينة، هم أبطال الفيلم الذى أنتجه جهاز السينما.
الفيلم ليس جريئا فقط بل يحمل أيضاً شكلا فنيا جديدا بداية من أحداثه التى تدور فى 24 ساعة فقط، وأسلوب السرد السينمائى، والصورة السينمائية الثرية، كما يحمل الفيلم لمحة نسائية واضحة، فهناك 5 شخصيات نسائية يروى السيناريو حكايتهن، بخلاف النساء اللاتى يعملن خلف الكاميرا: المؤلفة مريم ناعوم، والمخرجة كاملة أبوذكرى، والمونتيرة منى ربيع، ومديرة التصوير نانسى عبدالفتاح..«اليوم السابع» احتفت بأسرة العمل فى ندوة حضرها ممدوح الليثى وإلهام شاهين ونيللى كريم ومريم ناعوم، لتؤكد وقوفها إلى جانب حرية الإبداع خصوصا فى ظل ما يتعرض له الفيلم من تهديد مستمر من جانب من ينصبون أنفسهم أوصياء على المجتمع.
إلهام شاهين.. كيف ترين الجدل المثار حول الفيلم واتهامه بالإساءة إلى العقيدة المسيحية؟
من قال إننا نسىء إلى العقيدة المسيحية؟ الفيلم يرصد حالات إنسانية من واقع المجتمع المصرى، وأتساءل ألا توجد العديد من الدعاوى القضائية المرفوعة أمام المحاكم لزوجات مسيحيات يطلبن الطلاق، وأخريات وآخرون يرغبون فى الحصول على تصريح بالزواج للمرة الثانية، كل ما فعلناه أننا ألقينا الضوء على حالة من تلك الحالات ولم نطالب أحدا بشىء، ولماذا نظل مستسلمين إلى الصورة المثالية للمسيحى على الشاشة، حيث دائما ما يظهر فى ثوب المسالم وأقرب إلى الملائكية منه إلى الشخص الطبيعى، كل ما فعلناه أننا قدمنا شخصيات من لحم ودم.
مريم ناعوم.. عندما اخترت هذه المناطق الشائكة فى السيناريو ألم تتخوفى من اعتراضات الكنيسة أو الجهات الأمنية؟
لم أتوقع أن تحدث أى مشاكل قبل عرض الفيلم، وهذا أمر غريب بالنسبة لى فكيف يعترض أحد على فيلم لم يره، لكننى كنت أتوقع ذلك بعد عرض الفيلم، لأننى مؤمنة بأننى لا أستطيع أن أرضى الجميع، وهناك جمهور لن يعجبه ما يقدم فى الفيلم، لكن الرقابة وافقت على الفيلم كسيناريو وكفيلم بعد الانتهاء من تصويره.
مريم ناعوم.. فيلم «أريد حلا» بطولة فاتن حمامة ساهم فى تغيير قانون الأحوال الشخصية، هل تطمحون إلى أن يؤثر الفيلم فى قضية زواج المسيحى أو المسيحية للمرة الثانية؟
عندما كتبت الفيلم لم يكن فى بالى ذلك مطلقا، كما أنه ليست لدى حلول لكى أطرحها، فالقضية معقدة جدا.
واتفقت معها إلهام شاهين قائلة «الوضع أصعب من أن نحله بفيلم، لذلك فنهاية الفيلم كانت مفتوحة، كما أن كل الشخصيات المهزومة فى الفيلم تماهت مع لحظة الانتصار التى حققها المنتخب القومى.
إلهام شاهين.. عندما جاءك السيناريو هل كانت لديك مشكلة فى مساحة الدور؟
لم يكن لدى أى اعتراض على مساحة دورى فى الفيلم، وأنا لا أبحث حاليا عن البطولة المطلقة، لأننى أثبت نفسى كمملثة وبطلة من قبل، وتعديت هذه المرحلة منذ سنوات، وجمهورى يعرف أننى بطلة، وأى فنان يريد فى بداية مشواره الفنى إثبات نفسه، وذلك أمر يتعلق بنفسية الممثل، فمثلاً كنت قديما لا أستطيع أن أظهر كضيفة شرف فى الأفلام، لكن الآن أستطيع أن أظهر كضيفة شرف، وحاليا أستطيع أن أجسد أدوارا لم أكن أقبلها فيما مضى.
كما أننى سبق أن قدمت 7 مشاهد فى فيلم «أيام الغضب» حصلت من خلالها على العديد من الجوائز فى المهرجانات، لذا لا أخاف من الأدوار الجماعية ولا أبحث عن البطولة، ولكننى مجنونة تمثيل وأراهن على موهبتى.
ممدوح الليثى.. لماذا تحمست لسيناريو لمؤلفة شابة وهل فوز السيناريو بجائزة ساويرس أفضل سيناريو كان له دور فى قبولك إنتاجه؟
تعاقدت على السيناريو مع مريم ناعوم قبل حصولها على تلك الجائزة، وتحمست للفكرة نظرا لأنها جديدة وإنسانية وأخلاقية ووطنية، وأكثر ما جذبنى إليه مجموعة المشاكل الحقيقية والمعقدة التى تعيشها الشخصيات، والتى نسوها جميعا أثناء فوز المنتخب الوطنى لكرة القدم بكأس بطولة الأمم الأفريقية حيث أن الجميع فرح مع مصر.
ممدوح الليثى.. قدمت علاقة المسلم بالمسيحى من قبل فى «فيلم هندى» وتقدمها حاليا فى «واحد صفر» كيف ترى تلك العلاقة؟
العلاقة بين المسلم والمسيحى علاقة جميلة وأكثر ما يؤلمنى فى مصر هو الحديث عن التفرقة الدينية بين المسلم والمسيحى، لأن أعز أصدقائى مسيحيون، وكل الأطباء الذين يعالجوننى مسيحيون، وعندما قدمنا «واحد صفر» لم يكن هدفنا التأثير على العقيدة المسيحية، خصوصا أن نهاية الفيلم مفتوحة، والفيلم نفسه يؤكد ذلك من خلال جملة لإلهام شاهين التى تمثل دور مسيحية فهى تقول «أنا مش هغير دينى علشان أحل مشكلتى مش هضحك على ربنا» وهذا اعتزاز بالدين المسيحى والفيلم يعلى من قيمة الاعتزاز بالأديان.
مريم.. كيف جاءتك فكرة العمل منذ البداية، هل جاءت أثناء مشاهدة مباراة مصر فى نهائى كأس الأمم الأفريقية مثلا؟
الفكرة جاءت عندما قررنا أنا وكاملة صناعة فيلم مختلف فى بنائه وسرده، واخترنا شخصيات محاصرة بالمشاكل، وكنت أرغب فى مشاركتهم جميعا بحدث يجمع كل المصريين، ولم أجد غير كرة القدم فهى الحدث الذى تتجمع حوله كل فئات الشعب المصرى بجميع طوائفه وطبقاته.
نيللى كريم.. تجسدين فى الفيلم دور «ريهام» فتاة محجبة تعانى من ازدواجية المجتمع.. كيف ركزت على تفاصيل الشخصية؟
ظللت أتابع الفتيات المحجبات فى الشارع، ولاحظت كيف يسرن وطريقة ارتدائهن للملابس، وفى أول يوم تصوير ارتديت ملابس «ريهام» فأحسست بالشخصية وأحببتها، وذلك جعلنى أتفاعل معها وأعيش مأساتها، وأفضل ما أعجبنى فى هذه الشخصية أنها من غير ماكياج ولا تحتاج إلى كوافير، والحمد لله اترحمت من الاتنين.
وحرصت على أن تكون شخصيتى طبيعية ولمست ذلك عندما صورت مشهدا فى منطقة وكالة البلح وكانت الكاميرا بعيدة وتجولت بين البائعين أقلب فى الملابس المعروضة، ولم يتعرف على أحد.
إلهام شاهين.. ما أصعب مشاهدك فى الفيلم؟
المشهد الذى جمع بينى وبين خالد أبوالنجا، فمن شدة انفعالى ألقيت قطعة ديكور، وهذا المشهد تم حذفه من الفيلم ولكنه موجود فى «التريللر»، وتم حذف المشهد لأنه «تقيل» ويركز على معان حقيقية فى حياتنا «بس بتوجع قوى»، وقمنا بإعادة تصويره مرة أخرى ولكن بشكل أخف. وأحب أيضا مشهد المواجهة بين زينة ونيللى كريم فى الفيلم لأنه من أصعب المشاهد التى شاهدتها فى السينما المصرية، فمن خلاله تعبر كل منهما للأخرى عن حقيقة نظرتها لها، وبالمناسبة أشيد بدور الرقابة التى أجازت الفيلم وأعطتنا حرية الإبداع، وأصبحنا أكثر انفتاحا فى أسلوب الحوار، ويكفى أنها لم تقم بحذف الجمل والألفاظ الدارجة التى استخدمت فى الفيلم وتتسق مع طبيعة الشخصيات، رغم أن بعضها صادم و جارح.
مريم ناعوم.. البعض يرى أن الشخصيات داخل الفيلم قريبة الشبه من شخصيات واقعية مثل شخصية المخرج والمطربة «زينة وحسين الإمام» كثيرون يرونهما روبى وشريف صبرى وهناك أيضا شخصية المرأة المسيحية التى تطلب الطلاق والتى لعبتها إلهام شاهين قريبة جدا من مشكلة الفنانة هالة صدقى؟
قد يكون هناك تشابه فى قصة روبى وشريف صبرى، لأن القضية المطروحة هى صناعة النجم، وهى تجربة تتكرر وتنطبق على مئات الأشخاص، وإذا رأى البعض أنها قريبة من روبى وشريف فهى مجرد صدفة، أما قصة هالة صدقى ومشكلتها فهى بعيدة تماما عن قصة إلهام شاهين داخل الفيلم وقصة هالة صدقى أساسا ليست القصة الوحيدة فى مصر فهناك قصص مشابهة لها أيضا.
نيللى كريم.. هل تتفقين معنا فى أن شخصية ريهام هى الوحيدة بين الشخصيات الثمانية داخل الفيلم التى لا تمر بأزمة ومشكلة كبيرة مقارنة ببقية الشخصيات؟
لا أرى ذلك، فأزمة شخصية «ريهام» تتمثل فى شقيقتها، التى تنفق عليها، وترى أن أموالها وتبرجها حرام، وأيضا مشكلتها أنها لا تعرف الصواب من الخطأ، والحلال من الحرام، فهى حائرة، كما تتمثل أزمتها فى أنها تسير فى طريق غير مقتنعة به داخليا.
وتدخلت مريم ناعوم مؤكدة على أن أزمة ريهام تكمن فى المجتمع والمنطقة التى تسكن بها والتى فرضت عليها ذلك الحجاب وأيضاً تريد أن تثبت للمجتمع أنها على النقيض تماما من شقيقتها.
إلهام شاهين.. الفيلم بطولة جماعية من الممثل الذى فاجأك بأدائه؟
مشاهدى التى تجمعنى بنيللى كريم وخالد أبوالنجا، وفى الحقيقة أعشق نيللى منذ تقديمها لدورها فى فيلم «انت عمرى»، وهى ممثلة جيدة عندما يتم توظيفها جيدا، أما خالد أبوالنجا فاجأنى بأدائه للدور، وكان فى أفضل حالاته، كما أننى فوجئت بأداء جميع المشاركين فى العمل ومنهم انتصار فهى «مجرمة» تمثيل، رغم أنه لا توجد مشاهد تجمعنا معا، إضافة لأدوار زينة ولطفى لبيب وأحمد الفيشاوى والوجه الجديد حسن جمايكا الذى كان يؤدى دور الشاب الذى تربطه علاقة حب بـ نيللى كريم، وأيضا عمر أو أمين الشرطة الذى أتنبأ له بأن يصبح كوميديانا كبيرا، أما مفاجأة الفيلم فهو الطفل كامل أشرف «ولد هايل جدا» وسيكون له شأن كبير فى السينما.
كاملة أبوذكرى: إحنا بنتلكك عشان نفرح
استطاعت كاملة أبو ذكرى منذ تجربتها الأولى «سنة أولى نصب» أن تلفت الأنظار إليها، وأكدت على موهبتها فى فيلميها التاليين: «عن العشق والهوى» و«ملك وكتابة» وعن تجربتها فى «واحد صفر» والوقت الذى استغرقته كتابة السيناريو تقول كاملة: إنها كانت تجلس مع مريم ناعوم ليتناقشا ويفكرا فى الشخصيات، وتضيف كاملة: مريم هى صاحبة السيناريو، وأنا كمخرجة لا أحب أن أتدخل فى السيناريو ولكن أحب حضور لحظة بناء وتشكيل الشخصيات منذ البداية.
وعن التجديد فى شكل السرد السينمائى والحس التسجيلى الذى سيطر على أجواء الفيلم، أوضحت أنها تعمدت طريقة التصوير التى تشعر المشاهد بأنه يرى فيلما تسجيلياً، فهذا يعطى إحساسا بأن هناك شخصيات تحمل كاميرا وتقوم بالتصوير وأن الشخصيات واقعية،وحول نسيان الأبطال لمشاكلهم فى لحظة فوز المنتخب ببطولة كرة قدم تؤكد كاملة أنها ترى أننا شعب يعانى من المشكلات وظروفنا سيئة ولاحل،إلا أننا «بنتلكك» لنفرح، وننسى كل حاجة لمجرد فوز منتخب مصر.
كامل أشرف.. عيل معجون بميّة تمثيل
جميع المشاركين فى الفيلم يؤكدون أنه موهبة تمثيلية واعدة تستحق الاحتفاء بها وتبنيها، حيث لفت الطفل كامل أشرف الأنظار إليه فى فيلم «واحد صفر» وذلك لإلمامه بتفاصيل الشخصية حيث جسد دور «تباع» على ميكروباص.
كامل طالب فى معهد البالية باكاديمية الفنون قال لـ«اليوم السابع» إن أحد أصدقائه رشحة للمخرجة كاملة أبوذكرى عندما كانت تعمل اختبار كاميرا «كاستنج» للأطفال لاختيار واحد منهم ليقوم بتجسيد الدور.
وعندما نجح كامل فى الاختبار أخذته كاملة لكى يتمرن على التمثيل فى ورشة المخرج والممثل أحمد كمال.
تصريحات على هامش الندوة
◄نفسى اتفتحت للعمل فى السينما، وسأنتج فيلما قريبا بعنوان «عيون المها» تأليف ماجدة خيرالله. كما أستعد لمسلسل تليفزيونى جرىء وصادم، وأجسد فيه دور امرأة تحكم بلدا، ويناقش قضية التوريث فى السلطة. إلهام شاهين
◄أستعد لبطولة فيلم سينمائى بعنوان «الرجل الغامض بسلامته» مع الفنان هانى رمزى، والذى شاركته من قبل بطولة فيلم «غبى منه فيه». نيللى كريم
لمعلوماتك...
◄7 ملايين ميزانية فيلم «واحد صفر»
◄4 مارس قرر النائب العام إحالة الفيلم للنيابة
◄10 عدد المحامين الذين قاموا برفع قضية ضد الفيلم
القضايا تحاصره بعد عرضه
إلهام شاهين فى ندوة اليوم السابع مع نجوم فيلم واحد صفر "المسيحيون ليسوا ملائكة"
الخميس، 12 مارس 2009 10:25 م
نيللى كريم و إلهام شاهين ومريم ناعوم وممدوح الليثى فى ندوة «اليوم السابع» - تصوير: عمرو دياب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة