أصحاب معاشات المخابز يستغيثون

مازال عمال مخابز محافظة الفيوم يعانون ضعف الدخل المادى مقابل الآثار الصحية التى تسببها لهم حرارة الأفران، خاصة مع دخول فصل الصيف الذى تزيد معه الأمراض وتقل فيه طرق الوقاية.

"المعاشات معدومة والصحة على القد والواحد مش عارف يأكل أى حاجة".. هذا ما قاله على محمود، عضو مجلس إدارة نقابة الصناعات الغذائية فى الفيوم السابق، فى بداية كلامه عن أبرز المشاكل التى تواجه المحالين إلى المعاش فى مخابز الفيوم.

كما يعانى العاملون فى المخابز عامة وفى محافظة الفيوم بشكل خاص من تدنى الخدمات الصحية المقدمة، على الرغم من وجود المستشفيات والعيادات التابعة للتأمين الصحى، وقبول العاملين بالمخابز للعلاج بها وفقا لبنود القانون، هذا ما أكده على محمود، والذى استقال من عضوية مجلس نقابة الصناعات الصناعية بالفيوم نتيجة لعدم ثقته فى جدوى وجودها لأنها، بحسب قوله، لا تقدم أى شىء للعاملين بالمخابز.

وتتراوح الرواتب اليومية للعاملين فى المخابز من 30 إلى 50 جنيها، إلا أن هذه الأجور لا تساوى شيئا عند الخروج على المعاش، فقضاء 20 إلى 25 عاما من الخدمة يساوى بالأرقام 60 جنيها كل شهر، بينما العامل المريض الذى يخرج على المعاش يحصل على 100 جنيه كل شهر مع الزيادة السنوية فى كل عيد عمال أول شهر مايو، ليعين العامل على الإنفاق على نفسه وأسرته والتكفل بأدوية علاجه.

بينما يحصل العامل الذى يقرر الخروج على المعاش المبكر على 64 جنيها شهرياً، ويحصل على الزيادة السنوية الخاصة بالمعاشات، وذلك وفقا لقانون 79 لسنة 1975 والمسمى بقطاع 6 مخابز والتابع للتأمينات الاجتماعية فى وزارة التضامن الاجتماعى.

واشتكى على محمود الذى قضى 40 عاما من 59 سنة من حياته فى العمل بمخابز الفيوم، أنه يحصل على معاش 110 جنيهات شهرياً بعد عامين من الخروج على المعاش، وكل أمنيته: " أن يتحرك المعاش شويه عايزين نأكل العيال فول وطمعيه 3 طقات فى اليوم مش هقول لحمة أنا راضى بقليلي.. إنما 110 تعمل إيه فى الزمن ده حتى لو أسرة الواحد فردين فقط؟!".

وأكد على أن الأمراض لا تترك العاملين فى حالهم: لازم تطلع بربو أو بانزلاق غضروفى زيي، وفيه اللى يجيله سل". ومع ذلك يضيف على أن أول معاش حصل عليه كان 94 جنيها.