قافلة "شريان الحياة لغزة".. انتظار وقلق ودموع وذهاب بلا عودة

الأربعاء، 11 مارس 2009 10:31 ص
قافلة "شريان الحياة لغزة".. انتظار وقلق ودموع وذهاب بلا عودة 3 أيام قضتها "اليوم السابع" مع القافلة البريطانية شريان الحياة
رفح ـ عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
3 أيام قضتها اليوم السابع مع القافلة البريطانية "شريان الحياة" بقيادة جورج جالاوى عضو مجلس العموم البريطانى، بداية من لقاء القافلة جنوب بورسعيد إلى رفح المصرية حتى بوابة المعبر الفلسطينية، 3 أيام من المعاناة والعمل والحوارات والرصد لكل ما يتم أو يحيط بالقافلة، رصدنا خلالها المشاعر المتناقضة بين المشاركين آراء المتشددين فيها وغيرهم.

سارت القافلة فى صورة مجموعات من السلوم حتى رفح المصرية أقامت عدة أيام فى المحافظات التى مرت بها وكان يوم تحركها يوماً عاصفاً الرياح المحملة بالأتربة هبت على قرابة 10 آلاف شرطى يؤمنون القافلة حتى رفح وينتظرون من السابعة صباح السبت رغم وصول القافلة لجنوب بورسعيد الساعة الرابعة عصراً انتظروا دون طعام أو شراب كلهم حب لاستقبال القافلة وتحملوا الأجواء الصعبة، منهم من جاء من محافظات مختلفة وصلت القافلة وسط فرحة إلى كوبرى السلام فوق قناة السويس واستقبلها الأهالى بالفرح ثم عبرت فوق قناة السويس للجانب الآخر إلى أرض سيناء وسط احتفال شعبى كبير نظمه الحزب الوطنى ووزع خلاله الحلوى والأطعمة والمشروبات عليهم بغض النظر عن سوء التنظيم.

وإلى سيناء انطلقت القافلة 240 سيارة تنهب الأرض وسط الصحراء وعلى بوق كبير من سيارة ليبية يقودها ممثل الوفد الليبى رمضان بسكال، الذى قال إن الأخ العقيد معمر القذافى ساهم كثيراً ودعمنا من خلال مؤسسة القذافى العالمية للمشاركة والحمد لله كله تمام.

تعرضت القافلة فى سيناء لمضايقات من عناصر من حركة فتح 10 عناصر رشقوا القافلة بالحجارة وكتبوا شعارات ضدها، مما أغضب جالاوى، بالإضافة لاشتباكات مع الأمن المصرى. حالة من الغضب أعادت جالاوى، الذى وصل إلى المعبر لتأمين الأعضاء وضمان دخولهم.

دارت مفاوضات كثيفة بين المحافظ اللواء محمد عبد الفضيل شوشة ومدير الأمن اللواء منتصر شعيب بمشاركة قيادات وزارة الداخلية والأفرع الأمنية لاقتناع جالاوى بعبور المواد الغذائية من العوجة بوسط سيناء والمواد الطبية من معبر رفح البرى، وهو ما قوبل بالرفض ومع اشتعال الموقف انتزع قيادات الوطنى د.على الدين هلال ود.محمد كمال والمهندس محمد هيبة والمستشار ماجد الشربينى ود.منير الشوربجى موافقة جالاوى وبعد ليلة عصيبة "ليلة الأحد" والتى قضاها المحافظ وسط القافلة ومعه قيادات الحزب والأمن تحركت القافلة إلى رفح وسط فرحتين من أعضاء القافلة ومن الأهالى بمنطقة الكرنتينة الذين تحملوا الضوضاء طوال ليلة بيومها شهدت اشتباكات وغضباً ساهم فى إشعالها وجود 16 إسرائيلياً منهم 11 من عرب 48 و5 من هولندا أردوا الصيد فى الماء العكر، إلا أن الأمن المصرى رصدهم وأبلغ حماس عنهم حتى لا يتمكنوا من التجسس على الحركة فى القطاع . تحول الطريق إلى رفح إلى أكمنة آلاف الجنود على الطريق ومن بعيد يلوح المعبر وأمامه عشرات الشاحنات يتم إدخالها بسرعة وببطء أحياناً.

الطابور طويل نزل أفراد القافلة، منهم من افترش الأرض، ومنهم من جلس فى الكافيتريا على المعبر كانوا يفاصلون فى شراء الأشياء، الشاى جنيه واحد فشل عامل المقهى فى خداعهم العشرات منهم يتحدثون العربية إلى حد ما. لفت نظرى فتاة تدعى كريستينا إسبانية ومعها الدكتورة كاى البريطانية وفتاة من أصول إيرانية تدعى نادية، بالإضافة إلى شاب معوق يدعى جاك تحمل المشقة من أجل الوصول إلى غزة أكثر من 12 ألف كيلو عبرها هؤلاء.

سألنى آخر من بريطانيا وصل تواً ضمن 85 فرداً عبر الجو من لندن إلى القاهرة، هل سندخل؟ كان الجواب أن من وصل بداية من 3 مارس الجارى وبعده سيدخل ففرح كثيراً. أعجب صديقى صبرى غانم صحفى مصرى كثيراً بفتاتين الأولى نادية الإيرانية والثانية كرستينا الإسبانية، هو متزوج لكن لا يمانع فى الزواج من هاتين، جلسنا مع عدد من الأصدقاء الذين تعرفنا عليهم للتو من بريطانيا ملتحين، تحدثنا فى الأمر فتحول المكان للساحة للضحك قال أحدهم أنا أزوجك كريستينا ونادية هيا بنا أخذ الأمر على محمل الجد بجوارنا المقدم السيد السماحى والمقدم وليد شاهين ضجوا بالضحك أيضا.

لم يفارق صبرى الفتاتين بالإضافة إلى د."كاى" وأصر على الحصول على قميص مكتوب علية "فيفا فلسطين" وحصل عليه نادى د.منير الشوربجى نريد الجوازات للختم والدخول الوقت طال تم جمعها ودخلت إلى الساحة للأختام.الصحفية لوى من السويد متثائبة للغاية مرة تجلس ومرة تتوقف ومرة تسأل، رصدتها كاميرا اليوم السابع، سألت عن لوران بوث شقيق زوجة رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير ومعها الصحفية الأخرى إيفان ريدلى أسلمت بعد أن تعرفت على الإسلام بعد أن اختطفتها طالبان فى أفغانستان قبل ذلك.

علمت أنها فى غزة جالاوى يدخل وسط زفة أو مولد إعلامى اطمأن على دخول الجميع الأفراد من رفح علاء موسى من مانشستر يصحب معه ابنتيه سوزى وسارة حلمهم رؤية غزة، إنه فلسطينى يتحدث العربية بطلاقة أما سوزى وسارة لا تتحدثان اللغة الأصلية للأب. العشرات منهم قالوا، إنهم لا يغادرون غزة إلا بعد شهور طويلة، إن غزة الحلم إنها جزء من الأرض المقدسة البعض الآخر سيغادرون غداً أو بعد غد.

على بوابة المعبر سيارة إطفاء عليها عدد من الإنجليز يصرخون فرحاً من فوقها اتجهت عدسات التليفزيون لرصد القافلة وما يحدث وعلى جانبى البوابة يقف العشرات من الفلسطينيين من أصحاب الجنسيات الأجنبية يريدون العبور والطلب قوبل بالرفض. انتظرت حتى دخلت القافلة عن بكرة أبيها إلى غزة عدت سيراً على الأقدام لمسافة 4 كيلو مترات قرب الطريق الرئيسى برفح ثم أقلتنا سيارة إلى العريش لنجلس على أحد المقاهى نستريح من عناء 72 ساعة من المتابعة دون راحة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة