تقرير سرى لـ "التضامن" يكشف تزايد أعداد أطفال الشوارع

على الرغم من تأكيد حسنى يوسف، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية بوزارة التضامن الاجتماعى، خلال اجتماع لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشعب الأسبوع الماضى عن عدم وجود إحصائية لدى الوزارة بعدد أطفال الشوارع، إلا أن اليوم السابع ينفرد بنشر أهم ما جاء فى التقرير الذى أعدته الوزارة فى السابع من أغسطس الماضى لحصر أعداد أطفال الشوارع على مستوى محافظات الجمهورية، والذى لم يفصح عنه رئيس الإدارة المركزية بناء على تعليمات الدكتور على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى.

التقرير السرى الذى أعده 2279 باحثا اجتماعيا يعملون فى مدريات الوزارة استغرق 17 ساعة عمل متواصلة، وكشف عن وجود 17 ألف طفل يعيشون فى العشوائيات والشوارع الرئيسية، وهذه إحصائية يوم واحد فقط، حيث قام الباحثون بالتجول فى العديد من الشوارع والمناطق العشوائية والحدائق العامة لرصد ظاهرة أطفال الشوارع من خلال التحدث مع الأطفال وكتابة مشاكل كل طفل على حدة فى استمارة بحث بيانى تتضمن بيانات عن اسم الطفل ومولده ونشأته وجميع البيانات التى يعرفها الطفل عن حياته منذ مولده، واحتلت محافظتا القاهرة والإسكندرية نسبة كبيرة من أطفال الشوارع مع محافظات الصعيد. وعلم اليوم السابع أن نتائج التقرير تم إرسالها إلى مركز البحوث الاجتماعية والجنائية لتحليلها حتى يمكن عرضه بشكل علمى سليم، وأنه لن يتم الكشف عن إحصائية التقرير إلا بعد دراسة أهم الأسباب التى جعلت الكثير من الأطفال يتخذون أرصفة الشوارع مأوى لهم.

فى الوقت ذاته اعتبرت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع ورئيس فريق البحث عن أطفال الشوارع بجامعة عين شمس أن الإحصائيات التى تقوم بإعدادها بعض الجهات لحصر عدد هؤلاء الأطفال غالبا ما تكون غير دقيقة نظرا لكثرة الأماكن التى تتخذها الأطفال للإقامة فيها مشيرة إلى أن أطفال الشوارع بمثابة قنابل موقوتة يجب التصدى لها قبل الانفجار عن طريق مشاركة كافة الجهات المعنية بذلك، حيث تتنوع صور هؤلاء الأطفال فهناك طفل يخرج ويعود لأسرته ليلا بصفة دورية ولكن ليس تحت سيطرتها، وطفل يخرج ويعود بصفة غير منتظمة ، ونوع آخر يخرج ولا يعود للأسرة مرة ثانية، ويمثل هذا النوع خطرا على المجتمع بسبب الطريقة السيئة التى نشأ عليها الدكتورة سامية أكدت على أن عدد أطفال الشوارع فى مصر يتراوح ما بين 2 إلى 3 ملايين طفل وفقا للأبحاث والدراسات العالمية الأخيرة، وذلك بسبب التفكك الأسرى وتعدد الزوجات فضلا عن عدم انتشار التعليم فى الكثير من المناطق وهو ما ينتج عنه أطفال بلا مأوى تتراوح أعمارهم مابين 7 و18 سنة يتجولون الشوارع بشكل دائم.