أصيب اللواء سعد خليل محافظ مطروح مساء أمس، الثلاثاء، بجرح فى يده وكسرت نظارته عندما ألقى أحد المتظاهرين حجرا على العشرات من القيادات الأمنية والتنفيذية والشعبية بشارع إسكندرية من مسافة بعيدة، أخطأ الجميع وأصاب المحافظ.
استمرت المظاهرات التى اندلعت مساء أمس، الثلاثاء، حتى الساعات الأولى من فجر اليوم، الأربعاء، وشارك فيها أكثر من ألفى شخص من أهالى مطروح حسب تقديرات الأمن بعد أن تحولت المظاهرة إلى أعمال شغب، بعد قيام بعض المتظاهرين برشق الشرطة بالحجارة وتحولت شوارع وسط المدينة إلى ساحات للفر والكر المتبادل بين الشرطة والمتظاهرين، وأغلقت المحلات أبوابها خوفا من أعمال التخريب، ولم تسجل أى حالات تخريب متعمدة سوى بعض الأضرار المادية البسيطة نتيجة إلقاء الحجارة. كما لم تحدث إصابات بشرية سوى الإصابة الوحيدة التى كانت من نصيب المحافظ الذى نزل للشارع فى محاولة منه للتهدئة.
حاولت القيادات الأمنية احتواء الموقف مع المتظاهرين تنفيذا لتعليمات مساعد وزير الداخلية اللواء حلمى حسين مدير أمن مطروح الذى نزل إلى الشارع وأصدر تعليماته للضباط والجنود بتجنب المواجهات وأعطى الفرصة لقيادات المجالس الشعبية والحزب الوطنى بناء على طلبهم لاحتواء المتظاهرين وتفريقهم واستجاب لطلب إخلاء سبيل 9 من المتظاهرين .
رفض المتظاهرون الانصياع لمطالب قيادات الحزب والشعبيين وقاموا بإلقاء الحجارة عليهم وقد ترتب على ذلك نشوب اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. يذكر أن المظاهرة اندلعت على خلفية قيام مستشفى مطروح العام بإخراج مواطن مقيم فى مطروح يدعى جاد الكريم حسين (45 سنة) متسول وتركه فى الشارع على نقالة، وهو يعانى من مرض السكرى العشوائى والشلل النصفى والخلل الذهنى الجزئى، مما دفع المواطنين للتعاطف معه والتجمع بالمئات ورفضوا محاولات الأمن لتفريقهم وإعادة المريض للمستشفى، وطالبوا بحضور المحافظ وبعد مرور حوالى ساعة لم يحضر إليهم فحملوا المريض على النقالة والسير به حتى ديوان المحافظة، وهم يهتفون ضد المحافظ ويطالبون بعودة الفريق الشحات المحافظ السابق.
فى الوقت الذى وصلت فيه إمدادات الجنود من فرق الأمن وتم تفريق المتظاهرين بعد أن وضعوا المريض فى مدخل المحافظة، ثم أعادوا تجميع أنفسهم على بعد أمتار من المحافظة ومديرية الأمن بشارع الإسكندرية، واستمرت المناوشات والكر والفر وإلقاء الحجارة على الأمن لساعات متأخرة من الليل.
من جانبه قام المحافظ بزيارة المريض فى المستشفى وتأكد منه أن الأمر ليس مدبرا ولا يعرف أحدا من المتظاهرين الذين تعاطفوا معه، وقام بمنحه 100 جنيه وطالب إدارة المستشفى بتقديم العلاج والرعاية الكاملة له خاصة وأنه ليس له أهل فى مطروح. كما قرر إحالة المريض والمسئولين بالمستشفى إلى النيابة للتحقيق ومعرفة أسباب المشكلة، كما طالب بسرعة القبض على من وقف وراء التظاهر وأعمال الشغب.
الغضب الشعبى طال محافظ مطروح