تضمنت مقدمة الحلقة الماضية من برنامج الاتجاه المعاكس مجموعة من العبارات الساخنة التى تعكس الواقع السيئ والمرير، أخذ شكل عدة تساؤلات.
"لماذا كلما يتعرض بلد عربى لعدوان أو لأزمة تنطلق أصوات تنادى أين العرب؟ أين العرب؟ أليست صرخة عبثية؟ ماذا يستطيع العرب أن يفعلوا أكثر مما فعلوا؟ أليس من الخطأ تحميلهم أكثر من طاقتهم؟ أليس من الخطأ تصويرهم أكبر من حجمهم؟ ماذا يستطيع العرب أن يفعلوا حتى لو توحدوا؟ أليس جمع الأصفار.. أصفاراً؟ ماذا حققت دول الخليج من اتحادها المزعوم؟ ألم تبقَ مجرد محطة بترول، كما وصفها كاتب أمريكى مثلاً؟ أليست قيمتنا فى البورصة العالمية سياسياً وثقافياً واقتصادياً تدعو إلى الرثاء؟ ألا يزيد الدخل القومى لإسبانيا وحدها عن دخل العرب أجمعين؟".
لكن فى المقابل ألا يستطيع العرب أن يفعلوا أكثر من ذلك بكثير لو توفرت لديهم الإرادة؟ ألم تستطع حركات مقاومة صغيرة جداً أن تنجز أكثر مما أنجزته الجيوش العربية مجتمعة عندما تسلحت بالإرادة؟ ألم تهز بعض الحركات العربية الإسلامية العالم؟ ألا يبدع الشباب العربى عندما يخرج من وطنه؟ ألا يتمتع العرب بموقع جغرافى فريد يستطيعون من خلاله فرض شروطهم على العالم؟ ألم يركعوا العالم من قبل بسلاح النفط؟ هل كان العالم سيتكالب علينا لو كنا ضعفاءً فعلاً؟"..
وعرض فيصل القاسم مقدم البرنامج فى بداية الحلقة نتيجة استطلاع رأى أجرته قناة الجزيرة، أشار إلى أن العرب لا يستطيعون أن يكونوا أكثر تأثيراً فى العالم؟ 72.4% نعم، 27.6% لا.
واعتبر الكاتب الجزائرى أنور مالك، أن هذه النسبة تدل على شىء واحد، أن الإنسان العربى مصاب بداء الفانتازيا وبداء العنتريات التى أكل عليها الدهر وشرب. التى لا تقدم ولا تؤخر شيئاً، وأضاف قائلاً إن العرب اخترعوا أو ابتدعوا أو اكتشفوا الصفر، ولكن ماذا فعلوا به؟ يوجد من جلس عليه ويوجد من وضعه على رأسه ويوجد من حزم به وراح يهز الصدر والبطن والورك من أجل أن يسوق للعالم على أن الإنسان العربى المعاصر الإنسان العربى الموجود هو يعمل حاجة، الإنسان العربى الآن هو مجرد صفر، آلاف الأصفار على الشمال، آلاف الأصفار على الشمال.
فيما اعتبر حماة الله ولد السالم الجامعى الموريتانى خطاب أنور مالك خطاباً غربياً يعبر عن المركزية الغربية، وهو خطاب يتجلى فى نوع من جلد الذات عندما يقوله المنتمى إلى هذه الأمة وجلد الذات قد يكون عن حسن نية وقد يكون عن سوئها، وأضاف الإنسان العربى هو نفسه الذى صنع حضارة بالأمس، وكان فى قلب حضارة العالم وقدم العناصر التأسيسية لإنتاج العلوم والآداب، ولكننا اليوم نواجه ما يسمى بجلد الذات والحرب على الإنسان العربى وتخويفه وإحباطه وهذا هو أكبر خطاب أنتجته نظرية المؤامرة التى أؤمن بها بحذافيرها، فأنا من الذين يؤمنون بأن المؤامرة مستمرة وليست خفية، فهى تحت الشمس.
وأشار ولد السالم إلى أن خطاب مالك يحرم العرب من مجدهم ومن إسهاماتهم فى إنتاج النهضة ويحاول اليوم أن يسخر من العقل العربى، ويقول بأن العيب فى العقل العربى أى فى طريقة الحكم والبرهنة والاستدلال والمراجعة.
وتساءل ولد سالم: ما ذنب الإنسان العربى إذا كان إنساناً رافضاً للظلم والمرارة والمنكر والفجور والإساءة وحمل السلاح ويحمله دفاعاً عن أرضه وعرضه من شرق بلاده إلى غربها؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة