ما هى أسرار القمة المفاجئة فى الرياض بين مبارك وعبد الله والأسد؟، وهل للقمة علاقة بصعود اليمين الإسرائيلى المتطرف للسلطة فى إسرائيل بزعامة نتانياهو؟، وما هى الجهود التى تبذلها الإدارتان السعودية والمصرية لسحب سوريا من المحور الإيرانى فى المنطقة؟، وهل ترتبط استجابة سوريا لمحور الاعتدال فى المنطقة المحكمة الدولية فى قضية اغتيال الحريرى؟.
السفير محمود شكرى سفير مصر السابق فى سوريا أوضح، أن تلك الزيارة تأتى فى أعقاب زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان للسعودية أمس، الاثنين، تعطى بارقة أمل بعد أن قامت السعودية بالتوسط لتحسين العلاقات بين البلدين مرة أخرى، وأضاف أن ذلك الاجتماع يعتبر خطوة ممتازة قبل اجتماع القمة العربية القادمة فى الدوحة، وهذا وقد أشار وزير الخارجية السعودى عدة مرات إلى أنه يجب أن يتم ترابط عربى ووحدة عربية، وذلك للتصدى للمخطط الشيعى الإيرانى، وقال شكرى إنه إذا توصل هذا الاجتماع إلى نتيجة، فستكون خطوة إيجابية كبيرة نحو المصالحة العربية، وأشار إلى أنه منذ اجتماع الكويت السابق قد توقفت جميع الحملات الإعلامية بين البلدين.
يعتقد شكرى، أن الحرب على غزة أكدت أمام الجميع، أن مصر هى التى حسمت حوار الفصائل، وبالتالى يعكس حجم مصر وأهميتها فى المنطقة ودورها الكبير فى تحقيق الترابط الفلسطينى، ومن ثم الترابط العربى، وأضاف أن سوريا الآن تواجه عدة مشكلات، وخاصة بعد قرار أوكامبو بتوقيف البشير فى الوقت نفسه تستمر محكمة اغتيال الحريرى والاتهامات الموجهة لبعض القيادات السورية بالوقوف وراءها، وبالتالى تحسن العلاقات وبدء الحوار العربى سيكون فى مصلحة دعم سوريا واجتماع الدوحة المقبل.
صعود اليمين الإسرائيلى
صعود اليمين المتطرف للحكم فى إسرائيل أدى بطريقة مباشرة إلى الترابط الفلسطينى، هكذا يؤكد شكرى موضحاً أن عودة الحوار مرة أخرى للوصول إلى حكومة وحدة وطنية بالنهاية وفض النزاعات بين الفصائل، وبالتالى فإن الموقف العربى فهم حقيقة الوضع ورأى أنه يجب أن يتخذ موقفاً موحداً أيضاً لمواجهة التطرف المتوقع من تلك الحكومة اليمينية.
وفى نفس السياق أشار السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية السابق إلى أنه ليست هناك أى قضايا محددة تؤدى إلى النزاع بين البلدين الشقيقين، ولكن كانت توجد بعض السحب والغيوم التى كانت تعكر صفو العلاقات المصرية السورية، فهناك كانت توجد قضايا مثل لبنان وإيران وحزب الله والحديث عن جبهة الممانعة، بالإضافة إلى الحملات الصحفية من بعض الصحف القومية المصرية، وأيضا خطاب الرئيس بشار الأسد فى جامعة دمشق، وقوله إن الزعماء العرب أشباه رجال، كل ذلك كانت أسباب وراء التوتر النسبى فى العلاقات بين البلدين.
الأشعل أشار إلى أن اللقاء الثلاثى بين مصر وسوريا والمملكة العربية السعودية تطلع إليه المنطقة بأكملها حتى تتمكن من إعادة الاعتبار للنظام العربى وفض جميع الخلافات الشائبة بين الأشقاء العرب، وأضاف الأشعل مما يذكر أن المصالحة العربية تنسلخ مع رغبة الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة أوباما، والتى تدعو إلى موقف عربى موحد لصد أى حجج قد يتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو.
التقارب المصرى السورى
الدكتور رفعت سيد أحمد مدير مركز يافا للدراسات أكد ضرورة الوقوف وراء أى قرار يدعو إلى التقارب العربى بين مصر وسوريا، وأضاف علينا أن نرحب بهذا التقارب.
وأرجع رفعت أسباب القمة المصرية السورية السعودية إلى المتغيرات الإسرائيلية التى حدثت على الساحة الإقليمية فى المنطقة بعد صعود اليمين المتطرف للحكم، مضيفاً أن مصر والسعودية قد راهنتا رهاناً كبيراً من قبل على المبادرة العربية وعلى المشروع الأمريكى الإسرائيلى، ولكن هذا الرهان فشل بعد صعود نتانياهو، وبالتالى يجب المراهنة على الموقف العربى الموحد وعودة العلاقات بين الأشقاء العرب وليس الرهان على الموقف الأمريكى.
خبراء: قمة الرياض محاولة لسحب سوريا من المحور الإيرانى ورداً على صعود اليمين الإسرائيلى
الثلاثاء، 10 مارس 2009 09:25 م