محمد صلاح العزب

"العب فيه يا شوقى"

الثلاثاء، 10 مارس 2009 07:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحمد لله رب العالمين، أخيرا وبفضل الله أمكننا وضع أيدينا على أساس مشكلات التلفزيون المصرى، منذ إنشائه وحتى الآن، هناك من اتهم وزير الإعلام الحالى أنس الفقى – ظلماً - بالمسئولية عن انهيار الإعلام المصرى، وهناك فئة من أقوياء الذاكرة افتروا على الوزير الأسبق ورئيس مجلس الشورى الحالى صفوت الشريف – بهتانا – بأن سياساته طويلة المدى هى سبب ما نعانيه حتى الآن.

لكن الحمد لله ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، شوقى هو المسئول الوحيد يا سادة، ومن ذا الذى لا يعرف شوقى؟ فى الحقيقة كلنا لم نكن نعرفه حتى يوم الاثنين الماضى، لكن الجريمة لا تفيد، والمجرم يحوم دائما حول المسرح القومى بالعتبة، وإذا كان السكرى هو الجانى فى مقتل سوزان تميم، ومحمود هو الجانى فى مقتل هبة ونادين، فإن شوقى هو الجانى فى مقتل الإعلام المصرى وسحب سجادة الريادة من تحت قدميه.

لا تسألونى ما اسمه - الثنائى أو الثلاثى – حبيبى، فأنا لا أعرف إلا "شوقى"، لا تسألونى ما شكله حبيبى، فأنا لم أره، لكن زميلته هى التى وشت به، وعلى الهواء مباشرة. لكن اسألونى عن سجادة الريادة، فهى من إنتاج النساجون الشرقيون، حمرا وبشراشيب من الجنبين.

الوقت كان ظهراً، وكان ملايين المشاهدين يجلسون أمام التلفزيون يتابعون وقائع مؤتمر إعمار غزة، كان رئيس الوزراء الإيطالى بيرلسكونى يتحدث بالإيطالية قال إن أوروبا وإيطاليا ستلعبان دوريهما لإعادة الإعمار، وأعلن عن تخصيص 100 مليون دولار كمساهمة إيطالية. وكان صوت المترجمة يترجم كلام بيرلسكونى إلى العربية، وفجأة حدث عطل فنى، انقطع صوت بيرلسكونى عن المترجمة، فظنت أن صوتها هى الأخرى انقطع عن المشاهدين، فصرخت وقد تغيرت لهجتها تماماً: "العب فيه يا شوقى .. العب فيه يا شوقى".

شوقى جندى مجهول، حتى هذه اللحظة لم يكن أحد يعرف مدى أهمية دوره فى الإعلام المصرى، فى البداية كان شوقى يلعب جيداً فاستقرت سجادة الريادة تحت أقدامنا زمناً طويلاً، وحين تقدم به السن لم يعد يلعب كما كان فى السابق، فوصلنا إلى ما نحن فيه، لدرجة أنه كلما حدثت وعكة طارئة أو عطل مفاجئ صرخنا بكل ما نملك من قوة: العب فيه يا شوقى.

يستيقظ شوقى من نعاسه ويلعب فيه، فيعود صوت بيرلسكونى عالياً خفاقاً، وتعود المترجمة إلى لهجتها الرسمية، ويستمر البث المباشر كأن "شوقي" لم يكن.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة