تطرقت مجلة الإيكونومست البريطانية إلى الصدام المستمر بين الأقليات الشيعية فى منطقة الخليج العربى وبين الأنظمة السنية، خاصة فى السعودية والبحرين، ورصدت الصحيفة عدة حوادث وقعت مؤخراً أثارت اضطرابات تشتعل من حين لآخر.
تقول الصحيفة، مثل النفط الخام الكامن تحت مياه الخليج العربى، يميل التوتر بين السنة والشيعة فى منطقة الخليج إلى البقاء خفياً، لكن عندما تزداد الضغوط، يمكن أن يطفو هذا التوتر على السطح، مشعلاً جرس الإنذار، فالثورة الإسلامية التى شهدتها إيران ذات الأغلبية الشيعية قبل ثلاثين عاماً أشعلت موجة من التوتر بين الشيعة والسنة فى الناحية الأخرى من الخليج، وهدأت الأمور بعد ذلك، وقد منح الحكام العرب فى الخليج، وكلهم من السنة، الشيعة فى بلادهم حقوق قليلة، ووعدوا بمنحهم المزيد من الحقوق فى الوقت الذى تخلت فيه إيران عن محاولتها تصدير الثورة.
لكن مع تحول إيران نحو مزيد من العنف تحت قيادة الرئيس محمود أحمدى نجاد، فإن حوادث صغيرة تهدد باندلاع انفجارات أكبر، فعلى سبيل المثال، فى 20 فبراير الماضى، قام مجموعة من الحجاج من النساء بزيارة الموقع الأكثر أهمية للشيعة فى السعودية وثانى أقدس مدينة بالنسبة للمسلمين، وهى المدينة المنورة، وصرخن بشدة عندما وجدن أحد رجال الشرطة الدينية يقوم بتصويرهن من فوق أحد الجدران الأمنية. وقد غضب أقارب هؤلاء السيدات بسبب خدش حياء أقاربهن، مطالبين بالحصول على اللقطات التى حصل عليها الشرطى. وبدلاً من ذلك، اعتقلت عناصر الشرطة السعودية (كلهم من السنة) خمسة منهم، مما أدى إلى اندلاع أعمال شغب من جانب آلاف من الحجاج الشيعة ومزيد من الاعتقالات والإصابات. وتكررت مثل هذه الاحتجاجات لعدة أيام ثم انتشرت من المدينة وحتى المنطقة الشرقية للملكة السعودية، حيث يوجد الأقلية الشيعية، والتى تمثل 10% من السعوديين، وحيث توجد أيضا أغلب الاحتياطات النفطية.
ومع مطالبة علماء شيعة بإنهاء ما وصفوه بالاضطهاد المنهجى، اتهم متشددون سنة الشيعة بأنهم طابور خامس لإيران، فيقول أحد المعلقين على الإنترنت: "هم الآن يحاصرون الشرطة الدينية وغداً سيملأون المنطقة الشرقية إلى جانب شيعة البحرين بتأييد الدعم الإيرانى"، "ويجب على العاهل السعودى ضربهم بقبضة حديدية".
وفى البحرين، حيث يمثل الشيعة ثلثى السكان، وحيث يوجد مقر الأسطول الأمريكى الخامس، لاحت الصراعات الطائفية فى الأفق بصورة مفزعة فى الثمانينات ومؤخراً فى ديسمبر الماضى اتهمت السلطات البحرينية 35 من الشيعة بالانقلاب على الدولة، ومنذ هذا الوقت اندلعت أعمال الشغب فى القرى الشعية الفقيرة المحيطة بالعاصمة البحرينية المنامة، وفى يناير تم إلقاء القبض على ثلاثة من نشطاء حقوق الإنسان، وفى الأسبوع الماضى بدأت محاكمة 21 شخصاً من بينهم اثنان من نشطاء حقوق الإنسان بتهمة التخيط للاعتداء على رجال الشرطة وتفجير الأسواق التجارية والفنادق.
ومع ذلك، عندما قال بعض السياسيين الإيرانيين مؤخراً، إن البحرين طالما كانت محافظة إيرانية، فإن الأحزاب الشيعية فى البحرين سارعت إلى التأكيد على هويتها العربية، ويوجد أسوأ مثال على الصراع بين السنة والشيعة فى العراق، وعلى الرغم من تراجع حدة العنف الطائفى خلال العامين الماضيين فى هذا البلد، إلا أنه ترك شهية المنطقة مفتوحة لمزيد من المشكلات من هذا النوع. ورغم الشكوك فى ولاء الشيعة العرب، إلا أنهم يميلون إلى الاقتداء بقادتهم الروحيين وليس بإيران.
وفى ظل تصميم إيران على طرد الأمريكيين حلفاء العرب من منطقة الخليج، وفى ظل معاناة الشيعة العرب المستمرة من النفى السياسى والجرح الاجتماعى، فمن المرجح أن تندلع الاضطرابات من حين لآخر، وكما قال أحد المحللين السعوديين على شبكة الإنترنت، إنه بالنظر إلى المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، فإن الصدام بين النظام السعودى والمواطنيين الشيعة هو مسألة وقت.
قالت الصحيفة إن الصراع بين الطرفين خفى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة