عقدت أمس السبت بالمسرح الصغير بالأوبرا، احتفالية مرور 100 عام على عمارة الفنون الجميلة، والتى نظمها قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة فى مصر، والتى تأسست عام 1908، وتوقفت الدراسة عاماً واحداً فقط، فى حضور عدد كبير خريجى قسم العمارة والأساتذة الجامعيين، وجرى تكريم معظم خريجى الكلية، والذين يعملون فى أماكن مختلفة ومهمة فى مصر والعالم العربى.
اعتراضات بصوت مرتفع حدثت أثناء تكريم خريجى الكلية فى دفعها القديمة، رغم أنه كرم أكثر من 50 شخصاً، ولكن المهندس حلمى عباس لاشين ارتفع صوته فى القاعة وقال "إزاى أنا لا يتم تكريمى أنا كرمنى وزير الثقافة، فكيف يتم تجاهل نشاط مشرف جداً، وكان لابد أن يتم الحصر بشكل دقيق، وهو ما ردت عليه الدكتورة مشيرة الرافعى رئيس قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة حلوان قائلة "ليس لدينا بيانات دقيقة"، فقال لها "كان لازم تنزلوا إعلان فى الجرائد"، ونفس سبب عدم التكريم اعترض عليه الدكتور عبد الهادى الوشاحى مدرس النحت بكلية الفنون الجميلة.
الدكتور يحيى الزينى شيخ المعماريين والأستاذ بكلية الفنون الجميلة، أبدى أسفه البالغ على عجز مصر على التأريخ بدقة لعصر العمارة فى مصر، وقال "كان لابد من استغلال المناسبة لجمع ما تيسر من عظمة قسم العمارة، ولكن كانت المشكلة أن أرشيف الكلية خالٍ من الوثائق، مما جعلنا نعتمد على الأساتذة العواجيز".
تناول الدكتور الزينى فى مداخلته، نشأة كلية الفنون الجميلة على يد الأمير يوسف كمال من ماله الخاص، والذى توفى فى النمسا مطروداً من مصر عام 1969، ووضح الدور الثقافى والطليعى الذى قام به من خلال المساهمة بسخاء مادى وأدبى، كان يدعم به التحرر الوطنى.
وأشار إلى هواية الأمير بالعمارة والفنون الجميلة، وكان يحرص على اقتناء اللوحات العالمية، وكان من هواة جمع واقتناء الأشياء النادرة، وكان قصره منتدى لرجال الفن والفكر المصريين والأجانب، وتحمل وحده أعباء إنشاء مدرسة الفنون الجميلة، حيث روج لها فى الأوساط الراقية، ولكن الطبقة الراقية للمشروع اعتبرته رفاهية زائدة، وأنه دعاية لرجل غنى يريد الإعلان عن نفسه، كما أن باقى المجتمع كان ينظر إلى الفنون باعتبارها نوعاً من التكفير.
ومن هنا كان قرار الأمير بإنشاء المدرسة من جيبه الخاص فى شارع 100 درب الجماميز وفتح أبواب مدرسة الفنون فى 12 مايو 1908 للراغبين والموهوبين مجاناً، ودون أى رسوم دراسية حتى الأدوات كانت تصرف بسخاء، كما أوقف لها عمارة كبيرة فى الإسكندرية عام 1911، وأوقف لها 24 ألف جنيه بالقيمة الذهبية.
فيما تناول الدكتور منير السمرى أعلام النصف الأول من كلية الفنون الجميلة الذين أبهروا العالم بعمارتهم، وما زالت عمارة وسط البلد والإسكندرية تشهد على عبقريتهم، وهم حسن فتحى وأنطوان النحاس ورمسيس ويصا والمعمارى المخرج شادى عبد السلام.
وتناولت باقى الجلسات أبحاثاً عن حسن فتحى وأثره فى العمارة فلسفة وتعليماً وتطبيقاً، ورمسيس ويصا وأثره، بالإضافة إلى أبحاث عن العمارة وموقعها بين الأصالة والمعاصرة وبين التنظير والواقع والمعماريين المصريين وعمران المنطقة العربية.
واختتم المؤتمر بحفل تكريم آخر للأساتذة من قبل جمعية المعماريين المصريين، والتى يرأسها المهندس سيف الله أبو النجا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة