قال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط اليوم، الأحد، إن مباحثاته غدا الاثنين مع نظيرته الأمريكية هيلارى كلينتون ستتطرق إلى العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة موضوع إعادة تنشيط الحوار الاستراتيجى بين البلدين، واستعادته بشكل قوى مثلما كان عليه منذ عشر سنوات.
وأضاف أبو الغيط أن لقاءه مع كلينتون سيتطرق كذلك إلى موضوع السودان ومحاولة تنفيذ الجهد المصرى لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية بتأجيل اتخاذ المحكمة الجنائية الدولية لأى إجراء لمدة عام على الأقل، تنفيذاً للمادة 165 من القانون الأساسى للمحكمة، موضحاً فى الوقت ذاته، أنه لا يوجد تجاوب لهذا الطرح المصرى، لأن هذه الأطراف تصمم على قيام السودان ببعض الجهد فى مواجهة الاتهامات الموجهة إلى بعض المسئولين والشخصيات السودانية.
وأشار إلى أنه عندما تنجح الحكومة السودانية فى إقناع العالم العربى بأنها اتخذت مثل هذه الإجراءات ذات الجدية والمصداقية، فإنه من المتصور أنه لم يبقَ لهذه الدول التى تدبر ضد السودان فرصة لأن تنجح لاتخاذ خطوات من خلال المحكمة، موضحاً أن السودان يقول إنه يتحرك فى هذا الاتجاه ويبقى أيضا الجهد الذى بذله الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لإقناع الحكومة السودانية بصياغة قوانين جديدة تتجاوب مع متطلبات المحكمة الجنائية الدولية.
ورداً على سؤال حول رد الفعل العربى فى حال صدور قرار بتوقيف الرئيس السودانى عمر البشير من جانب المحكمة الجنائية الدولية، قال أبو الغيط "من المؤكد أنه سيكون هناك موقف عربى يرفض هذه المطالب، ومصر من أوائل هذه الدول التى تصمم على الحفاظ على السلام والاستقرار فى السودان وأن تتيح الفرصة إلى الشعب السودانى بكافة توجهاته".
وحول بدء عمل المحكمة الجنائية بشأن قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى، قال أبو الغيط، إن هذا موضوع إجرائى كان مقرراً للمحكمة أن تبدأ أعمالها فى أول مارس الجارى، وهذا لا يعنى أن هناك حركة دؤوبة لتنفيذ إجراءات المحكمة وهذه مسألة ستحتاج إلى بعض الوقت، مضيفاً أنه من المتصور أن تستغرق هذه المسألة من 6 إلى 12 شهراً.
وحول عودة الحرب الكلامية مجدداً بين بعض الطوائف فى لبنان، أعرب أبو الغيط عن أمله فى أن يتوقف الجميع عن توجيه اتهامات إلى بعضهم البعض.
وحول إلى أى مدى يحتاج العرب للمصالحة والبعد عن الخلافات، قال أبو الغيط، إنه من المؤكد أن تجربة العام أو العامين الماضيين بدءاً من مأساة لبنان 2006 ومأساة غزة 2008 تفرض على الدول العربية أن تتكاتف مرة أخرى.
وبشأن الوضع فى الشرق الأوسط، قال أبو الغيط، إن اجتماعاً سيعقد غداً للرباعية الدولية بشرم الشيخ، وكذلك لمجموعة "6 + 3 + 1"، والتى تضم دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن كل تلك الاجتماعات ستبحث الموضوعات الخاصة بالشرق الأوسط والوضع الإقليمى والدولى.
كان أبو الغيط عقد فى وقت سابق اليوم سلسلة لقاءات مع كل من وزير خارجية أستونيا أورماس بايت، ووزير خارجية لاتفيا ماريس ريكستينز، كما التقى المبعوث الأمريكى لعملية السلام جورج ميتشل.
ويلتقى فى وقت لاحق مع وزير خارجية النرويح ومع أمين عام الأمم المتحدة بان كى مون، كما يعقد اجتماعاً يشارك فيه موسى، وكذلك المنسق الأعلى للاتحاد الأوروبى خافيير سولانا ومفوضة الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبى بينيتا فيريرو فالدنر.
العلاقات المصرية الأمريكية مرت بمرحلة من البرود