أطلقت مؤسسة "أنا ليند" وتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة اليوم الاثنين، مبادرة مشتركة على مستوى المنطقة تهدف إلى "إعادة الثقة وبناء الجسور" بين شعوب منطقة البحر المتوسط، وذلك فى أعقاب الحرب على غزة.
وتهدف المبادرة إلى إعادة الثقة فى الحوار الأورومتوسطى، مع وضع الحرب فى غزة فى الاعتبار، بالإضافة إلى ضرورة وضع حد للحصار المفروض على قطاع غزة، وضرورة تسوية الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، وضرورة إعادة وضع منظور لإحلال السلام بالمنطقة بما يتسق مع قرارات الأمم المتحدة وإعلان مارسيليا الخاص بالاتحاد من أجل المتوسط.
كما تهدف إلى إعادة بناء الجسور الإنسانية والثقافية بين المجتمعات والعمل من أجل إحلال ثقافة السلام فى المنطقة الأوروالمتوسطية، وذلك من خلال المساهمة فى سرد مشترك وغير متحزب لما حدث فى غزة وفى المنطقة، بالإضافة إلى محاربة كافة إشكال التمييز والعنصرية وإرهاب الأجانب، ومنها على سبيل المثال إرهاب الإسلام ومعاداة السامية. وكذا تطوير أشكال التعاون مع المجتمع المدنى، والتى تركز على تعزيز التواصل بين الشعوب بعضها البعض فى المنطقة الأورومتوسطية، وبخاصة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتستهدف المبادرة أيضاً دعم عملية تعزيز منبر متوسع لمجموعات المجتمع المدنى وتدعيم التعاون بين المدن بعضها البعض، وذلك للمساعدة على تحقيق الأهداف الموضحة عالية.
أما فيما يتعلق بالأنشطة التى من المقرر تنفيذها فى مجالات الثقافة والتعليم والشباب والإعلام، فقد تمت مطالبة المشاركين بتقديم مقترحاتهم فى موعد غايته 16 فبراير، لمؤسسة "أنا ليند" وتحالف الحضارات، ومن المتوقع إعلان المقترح بكامله فى منتدى التحالف بمدينة إسطنبول، والمتوقع انعقاده يومى 6 و7 أبريل. وقد قامت مؤسسة أنا ليند وتحالف الحضارات بإصدار هذه النتائج اليوم الاثنين 9 فبراير فى كل من مدينتى الإسكندرية ونيويورك.
وكانت جلسة للعصف الذهنى قد عقدت فى الثالث من فبراير الجارى فى باريس، برعاية مؤسسة أنا ليند بالتعاون مع تحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ترأسها الرئيس جورج سامبايو ممثل الأمم المتحدة السامى لتحالف الحضارات والسيد أندريه أزولاى رئيس مؤسسة أنا ليند. وهدف الاجتماع إلى توفير مجال لتبادل وجهات النظر وتحليل متعمق للأسباب المحتملة والعواقب الناجمة عن الحرب على غزة وتأثيرها على العلاقات بين مجتمعات المنطقة الأورومتوسطية وداخلها.
كما تطرق الاجتماع إلى تحليل التوترات الثقافية المتزايدة بين شاطئ البحر المتوسط وتقييم ضرورة العمل المشترك لرأب الصدع المتنامى بين مجتمعات المنطقة. وأكد المشاركون على أن الصراع السياسى الفلسطينى الإسرائيلى يتطلب حلولاً سياسية، إلا أن هناك ضرورة فى الوقت نفسه على إعادة بناء الثقة، والجسور الإنسانية والثقافية بين شعوب المنطقة باعتبارها أفضل سبيل لمنع تفاقم الصراعات. وأكد المشاركون أيضاً على ضرورة تعاون المجتمع المدنى والسلطات المحلية لتحقيق هذه الأهداف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة