بعث د.هايو ماير، والبالغ من العمر (85 عاماً)، وهو أحد أعضاء المجلس اليهودى المركزى فى ألمانيا، ومن ضحايا النازية الذى يدعو إلى مقاطعه إسرائيل، بخطاب إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تناول فيه المجازر التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، مؤكداً على أن هذه المجازر "فاقت ما حدث لليهود من قبل النازيين".
وجاء فى رسالة ماير "أكتب إليك هذه الرسالة كزميلة لى فى المهنة، لأننى أنا كذلك مثلك درست الفيزياء النظرية الحديثة، وأنهيتها بشهادة الدكتوراه، وعملت مديراً للبحوث فى مختبرات شركة فيليبس الهولندية لمدة 10 سنوات، وذلك إلى عام 1984، ولكن الفرق بيننا كبير جداً، لأن حياتى تختلف كثيراً عن حياتك، فأنا يهودى ومن القلائل الذين نجوا من محرقة "أوشفيتس" النازية، التى كنت معتقلاً فيها لمدة 10 أشهر".
وقال ماير "بدون مبالغة، أود أن أعلمك سيدتى المستشارة، بأننى عشت الاضطهاد والحقد العنصرى بكل مرارتهما، وأننى أعرف ما معنى أن يكون الإنسان منبوذاً ومذلولاً ومحروماً من التعليم، ومن أبسط متطلبات العيش الكريم، هل تعلمين بأننى عندما كنت فى سن الرابعة عشر من عمرى اضطررت إلى الهجرة إلى هولندا، لأننى لم أستطع أن أكمل تعليمى الثانوى فى ألمانيا كطالب يهودى، وفى هولندا عشت 5 سنوات تحت الاحتلال النازى، تجربتى هذه تجعلنى أشعر بما يشعر به الشعب الفلسطينى اليوم من معاناة واضطهاد وتنكيل ومجازر على أيدى الصهاينة، وهنا تفترق طرقنا عن بعضها البعض، وتختلف مواقفنا كلياً باتجاه الشعب الفلسطينى، هل تعلمين سيدة ميركل، أن علاقة الصهيونية باليهودية تشبه علاقة النازية بألمانيا، حتى ولو ادعى الصهاينة بأنهم يهود، فالديانة اليهودية بريئة منهم".
وجاء فى رسالة ماير أيضا، "السيدة أنجيلا ميركل، أود أن أرجوك كل الرجاء، ومن أعماق قلبى، بأن تفكرى فى دلالة كلماتى هذه التى أكتبها إليك، وخاصة فى هذه الأيام العصيبة التى نعيشها الآن، حيث تقوم آلة الحرب الإسرائيلية، وبكل وحشية، بقتل الشعب الفلسطينى أطفالاً ونساءً ورجالاً، وذلك بدون رحمة أو هوادة، وأود أن أذكرك بمسئوليتك فى هذه الظروف الصعبة باعتبارك شخصية أوروبية مرموقة، وانطلاقا من هذه المسئولية، عليك أن تضغطى على النظام الحاكم فى إسرائيل، وذلك عن طريق إلغاء اتفاقية الشراكة الأوروبية معها، ولو بشكل مؤقت، كما نصحت به الرباعية الدولية بتاريخ 2008.09.25، والذى يشكل الاتحاد الأوروبى أحد أطرافها".
يذكر أن ماير، هو أحد أعضاء المجلس اليهودى المركزى فى ألمانيا، وكتب ماير مقالاً فى عام 2002 يستنكر فيه استغلال اللوبى الصهيونى فى ألمانيا تهمة العداء للسامية، مطرقة اللاسامية، لكل من ينتقد إسرائيل وسياستها الوحشية، وذلك من أجل إضعاف الأصوات الحرة فى العالم، ولكن وللأسف لم تتجرأ آنذاك أية وسيلة إعلام ألمانية كانت أم نمساوية أم سويسرية على نشر هذا المقال.
فتجربة ماير هى مثال حى يؤكد أن هنالك كثيراً من اليهود فى العالم مناهضون للصهيونية، وهؤلاء تتهمهم الصهيونية بأنهم "اليهود اللاساميون"، وأن الصراع مع الصهيونية، هو ليس صراعاً دينياً أو عقائدياً، وإنما هو صراع فكرى، أما الاستنتاج الثانى، فهو أن اللوبى الصهيونى يسيطر على أغلب وسائل الإعلام فى العالم ولا ينجو من غدره حتى اليهود أنفسهم.
اعتبروا أن ما يتعرض له الفلسطينيون أبشع مما تعرض له ضحايا النازية..
ضحايا النازية يطالبون بمقاطعة إسرائيل
الإثنين، 09 فبراير 2009 08:26 م