النيويورك تايمز تكشف..

كيف يكسب الأمريكان أطفالنا بالدبلوماسية الناعمة

الأحد، 08 فبراير 2009 12:55 ص
كيف يكسب الأمريكان أطفالنا بالدبلوماسية الناعمة الثقافة هى المفتاح الذى تتفتح به العقول والقلوب
إعداد إنجى مجدى عن نيويورك تايمز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة النيويورك تايمز تقريراً بعنوان "أمريكا تربح قلوب شباب الصعيد"، ويتناول برنامجاً تدريبياً مدته عامان فى مجال التنمية البشرية تم تطبيقه فى محافظة أسيوط، ونفذه مركز البحر المتوسط للتنمية المستدامة برعاية أمريكية. التقرير يتناول كيف تمكن برنامج جل نشاطه تعليم اللغة الانجليزية والثقافة الأمريكية من أن يغير فى وعى وتفكير وقلوب المتدربين من المراهقين والأطفال المصريين.

التقرير يقود لطرح قضايا هامة من نوع ماذا لو طبق مسئولونا فى الثقافة والتعليم والإعلام، الدبلوماسية نفسها للوصول إلى قلوب الأطفال والشباب، وماذا لو أدرك المسئولون أن الاستثمار فى البشر هو السبيل الأمثل للبناء، وأن التفاعل المشترك وفهم الآخر هو السبيل نحو أن تسود روح التسامح والتعايش السلمى بين أبناء المجتمع الواحد، بل والعالم الواحد. هذه النقاط أدركتها جيداً الإدارة الأمريكية فصارت تكسب بها العقول والقلوب، ولا نملك سوى أن نتعلم فى صمت على أمل أن تظهر فى الأفق تجارب شبيهة مصرية القلب والعقل، تلك المصرية الأصيلة النابعة من قيم الحب والعدل والتفاهم المشترك.

ديمقراطية بوش لم تكن فى الحسبان:
بدأت الصحيفة بالحديث عن الإيجابيات التى حققها البرنامج، بالإشارة إلى المنطقة التى تم تنفيذه فيها، وهى صعيد مصر، التى وصفتها الصحيفة بعبارة "حاضنة الإرهاب"، واستعرض التقرير النتائج الإيجابية للبرنامج من خلال ما لمسه المتدربون من تغيير فى طريقة تفكيرهم ورؤيتهم للحياة، من دون أن يكون فى الحسبان توجيههم لاتجاه سياسى معين. فتورد الصحيفة أن البرنامج لم يكن جزءاً من خطة إدارة بوش لإحلال الديمقراطية فى الشرق الأوسط، كما أن القائمين عليه لم يأتِ فى نيتهم شىء من هذا القبيل، إذ يهدف البرنامج فقط إلى تعزيز التفاهم والتغيير من القاعدة إلى القمة.

الاستثمار فى المصريين نتائجه مذهلة لأمريكا:
واستعرضت الصحيفة بعض النماذج للمتدربين، ومن بينهم يسرا البالغة من العمر 15 عاماً، والتى تكلف تعليمها اللغة الإنجليزية 2000 دولار، وهو مبلغ أكبر بكثير من ذلك الذى كان مرصوداً لتعليمها، مما أثار غضب القائمين على المشروع. وتقول الصحيفة إن تكلفة تعليم الفتاة كانت لها نتائج مذهلة، لأن الولايات المتحدة حصدت الكثير من استثمارها فى هذه الفتاة، وتستشهد الصحيفة بما قالته يسرا نفسها "أهم فكرة تعلمتها من البرنامج هى كيفية احترام الاختلافات، هذا إلى جانب اللغة ومهارات التفكير". وأوضحت الصحيفة أن البرنامج بدأ فى مصر منذ عامين والتحق به 182 شاباً وفتاة بين مسيحى ومسلم من أنحاء البلاد، إذ كان البرنامج يستهدف شباباً ينتمون لأسر فقيرة. وأشارت الصحيفة إلى أن آراء الشباب المتدربين أكدت أن البرنامج غير كثيراً فى حياتهم، حيث ساعدهم على تبنى التنوع والتسامح لبناء مجتمع ديمقراطى تعددى.

متدربة مصرية: عيد الشكر الأمريكى يومى المفضل
وتورد الصحيفة رأى منال أحمد عادل (16 عاما) تعيش فى أسيوط، والتى تقول "الآن حياتى مختلفة، فقد كنت أخشى من قبل التعامل مع أى شخص يختلف عنى، وكنت أعتقد أن الآخرين سيئون، ولكن الآن أرى أنه من المهم أن نتعرف على الآخر وعلى الثقافات المختلفة".

أما نورهان أحمد (16 عاماً) فقالت "إن البرنامج يهدف إلى تعليم الإنجليزية ومحاولة الفهم السليم للثقافة الأمريكية، الآن أصبح عيد الشكر الأمريكى يومى المفضل، إذ إنه يجمع بين أفراد المجتمع كأسرة واحدة، إنه للجميع ولا يقتصر على فئة معينة، كما أنه لا يقوم على أى غرض دينى".

وبالمثل قال فادى سمير (14 عاماً) من المنيا "لقد تعلمنا استقلال الشخصية، لقد علمونا كيف نفكر". كما تورد الصحيفة رأى عدلى حسنين أحد القائمين على البرنامج من مركز البحر المتوسط للتنمية المستدامة الذى قال إنه "لا يمكن بناء الديمقراطية بالكلام، ولكن لابد من بنائها داخل قلوب الشباب أولاً".

"هدفنا بناء أمريكا" لم تزعج المتدربين
وأشارت الصحيفة إلا أن الطلاب كانوا متفتحين ومستعدين للمزيد، كما لم تكن تقلقهم عبارات من نوع "إن البرنامج يهدف إلى بناء الولاء للولايات المتحدة الأمريكية"، وكان بعض الطلاب يعبرون عن خيبة أملهم فى أن البرنامج سينتهى عند هذا الحد، وأنه لن يكون هناك المزيد من الخطوات.

وفى النهاية أشارت الصحيفة إلى أن برنامجها للتنمية البشرية بدأ منذ عام 2004 وتخرج منه حتى الآن 32 ألف طالب من 50 دولة فى العالم، وأنه يدرس الآن بمصر فى الدفعة الثانية من البرنامج 192 طالباً.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة