محمد الأشقر يكتب: نحو إعلام متكامل

السبت، 07 فبراير 2009 12:51 م
محمد الأشقر يكتب: نحو إعلام متكامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المبادرة الإعلامية لقياس جودة البرامج التليفزيونية وتوزيع الإعلانات، والتى أطلقتها مصر لحماية نصيبها من الاستثمارات المباشرة الموجهة لقطاع الإعلام، والتى قاد شعلتها أنس الفقى وزير الإعلام بهدف استيعاب وتقويض التهديدات التى تواجه هذه الصناعة بشكل عام ووضع ملامح محددة فى التعامل مع الدراسات المتضاربة والأبحاث.

ينم ذلك بالطبع عن البدء فى اتخاذ الطريق الصحيح نحو تنظيم منظومة الإعلام، بالاعتماد على الدراسات العلمية والأبحاث فى مجال الإعلام، مما يدعونا إلى مخاطبة قيادات العمل الصحفى ونقابة الصحفيين والمجلس الأعلى للصحافة وشيوخ وحكماء المهنة بإنشاء مبادرة مماثلة تستهدف تصحيح منظومة العمل الصحفى التى تسير الآن على محورين فى معظم الصحف، والتى طالت أيضاً الصحف القومية، والمحور الأول هو خلط المادة الصحفية بالإعلان، والتى أصبح فيها الصحفى يحمل سلاحاً يشهره فى وجه المعلن، من خلال ما يتناوله، واستخدام الصحافة فى التسويق بدلا من مهمتها الأساسية فى تنوير الرأى العام وحشد طاقات المجتمع من أجل نهوضه.

أما المحور الثانى ما يتم تناوله لبعض الأحداث، وخاصة الحوادث والجرائم بشىء من التهويل والتضخيم والإثارة، بنشر معلومات تعتمد على التكهنات، ولا تتسم بالمصداقية من واقع الأوراق الرسمية لمحاضر الشرطة والنيابة، بل تعدى الأمر ذلك فى إصدار أحكام مسبقة فى هذه القضايا، من شأنها إثارة الرأى العام وإحداث صدمات له بصدور الأحكام القضائية النهائية من جهة، ومما لذلك التهويل من انعكاس سلبى خطير على صورة المجتمع المصرى فى الخارج، ويأتى ذلك فى إطار الفوضى التى شهدتها مهنة الصحافة، مثل مهن أخرى ضربت بميثاق الشرف المهنى والقسم عرض الحائط.

كما ينبغى على المؤسسات الصحفية أى كانت نوع الملكية، إعداد الصحفى إعداداً جيداً قبل الزج به فى معترك ميدان العمل الصحفى، خاصة وأن هناك من يعملون من شباب الصحفيين، وخاصة فى الصحف القومية وهم خريجو كليات لم يدرسوا فيها الإعلام ولا حتى أنواع القوالب الصحفية، ولكن جاء عملهم بحكم عوامل ساهمت فى تسللهم إلى المهنة من جانب وعدم رغبة من هم أكثر منهم خبرة فى تعليمهم أثناء الممارسة بحكم الصفة البشرية.

وكان من الأمثلة الخطيرة التى تناولتها الصحف، وبالطبع سارت على هديها برامج التوك شو فى فضائيات هويتها مصرية، ولا أتحدث عن ملكيتها، تبث من مصر وكأنها تقول للمشاهدين فى العالم "تعال شوف واتفرج على ما يحدث فى بيتنا"، ومن الأمثلة الصارخة فى التناول وإصدار الأحكام مسبقاً جريمة مقتل سوزان تميم وجريمة مقتل ابنة المطربة المغربية ليلى غفران، وكل جرائم القتل التى ارتكبها بعض ضباط الشرطة، والتى لها انعكاس خطير على صورة الأمن فى المجتمع المصرى بأن هناك حالة من العداء بين رجل الشرطة والمواطن.

وللأسف لم يلتفت أحد من الإعلاميين فى تناوله لقضايا ضباط الشرطة، بأهمية وضرورة استخدام علم العلاقات العامة فى إدارة الأزمات وتصحيح الصورة الذهنية، باعتباره أحد العلوم الإنسانية الحديثة، والإشارة لأهمية إعداد مبادرة لإعادة بناء الثقة بين المواطن ورجل الشرطة، وضرورة إعداد برامج تهتم بمهارات الاتصال والتعامل مع الجمهور لتدريسها فى كلية الشرطة أو إقامة دورات تدريبية بشأنها، تنطلق تحت رعاية أحد هذه الوسائل الإعلامية لخدمة المجتمع ودعمه فى المحن والمصائب التى يواجهها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة