غباشى خيرالله يكتب: وداعاً كاديما

السبت، 07 فبراير 2009 01:20 م
غباشى خيرالله يكتب: وداعاً كاديما

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما اختار رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق أرئيل شارون اسم كاديما الذى يعنى للأمام لحزبه الجديد عقب انسلاخه من حزب الليكود عند انسحابه من غزة، لم يكن يدرك أن عمدة القدس إيهود أولمرت عندما يتولى رآسة الحزب سوف يعود به من الأمام إلى الوراء.

فعلى الرغم من نجاح أولمرت فى الفوز فى الانتخابات على نتنياهو زعيم الليكود، وتوليه رئاسة الوزراء، إلا أن فضيحة تلقيه رشاوى مالية ألقت بظلال عريضة على مستقبل حزب كاديما وأيضاً على مستقبل حكومته ومستقبله السياسى، أدت فى النهاية إلى استقالته لتتولى وزيرة الخاريجية ليفنى رئاسة الحزب.

أولمرت وضع حزب كاديما على المحك، ومنح الفرصة على طبق من ذهب لوزيرة الخارجية تسيبى ليفنى لرئاسة الحزب لتدخل فى سابق على رئاسة الحكومة القادمة أمام زعيم حزب العمل إيهود باراك وزعيم الليكود بنيامين نتنياهو.

فساد أولمرت لم يكن القشة الوحيدة التى قسمت ظهر البعير، فقد سبقها لذلك فشل الحزب فى حرب لبنان، وتعرض إسرائيل لهجمات بالصواريخ الكاتيوشا من حزب الله على مدنها لأول مرة، باستثناء صواريخ سكود العراقية فى حرب الخليج عام 1990، وهى الحرب التى أسفرت عن استقالة وزير الدفاع وزعيم حزب العمل السابق عمير بيرتس ورئيس الأركان دان حالوتس ونجا منها أولمرت.

ومما زاد الطين بلة حرب إسرائيل على غزة، والتى تسببت فى أكبر حملة دعائية ضد إسرائيل على مستوى شعوب العالم.

وكلها أحداث تصب فى النهاية فى عدم شعور المواطن الإسرائيلى بالأمان، وهو الشعور الذى يحدد دائماً توجهات الناخب الإسرائيلى عند الإدلاء بصوته، فدائما ما يمنح صوته للمرشح الذى يرى أنه سيحقق له الأمن، وهو الأمر الذى يرى فيه الناخب الإسرائيلى أن ليفنى وحزب كاديما لم يحققاه له.

لقد كان فوز أولمرت برئاسة الحكومة أمام نتنياهو استثناء مثل خروجاً على القاعدة التى حكمت إسرائيل منذ إعلان قيامها عام 1948، حيث دائماً كان رئيس الوزراء يمثل أحد الحزبيين الرئيسين، وهما إما حزب العمل ممثل اليسار أو حزب الليكود ممثل اليمين.

كما جاءت أزمة حزب كاديما فى وقت تزايدت فيه قوة إيران العسكرية واحتمال النووية، وهو الأمر الذى قلل من أهمية ميزة انفراد امتلاك إسرائيل للسلاح النووى فى المنطقة، حيث يراهن كثير من المراقبين على أن تشهد إسرائيل تدهوراً فى موقعها الإقليمى، نتيجة تنامى القدرة العسكرية الإيرانية.

وكلها أمور تدفع إلى القول بأن الناخب الإسرائيلى لن يصوت لمرشح حزب كاديما فى انتخابات الحكومة، حيث سيكون تصويت الناخب الإسرائيلى بالدرجة الأولى هو محاولة لتعمد إسقاط حزب كاديما ، وهو دائما ما يفعلها الناخب الإسرائيلى، حيث سبق وفعلها ضد حزب العمل فى انتخابات 2001 و2003.

وكلها أمور تصب فى النهاية لصالح حزب العمل بزعامة باراك وحزب الليكود بزعامة نتنياهو، وبالتالى أصبح من المتوقع أن يكون طرفا الانتخابات القادمة المحتملة هما القوتان التقليديان منذ عام 1948 بين الليكود والعمل، ودائما ما يحسم الفائز منهما تصويت الأحزاب الدينية لليكود وتصويت الأحزب اليسارية وعرب 48 للعمل، حيث كان لعرب 48 دور حاسم فى فوز باراك على نتنياهو فى انتخابات 1999 بتصويتهم لحزب العمل، وأيضا دور بارز فى سقوطه فى انتخابات 2001 بالامتناع عن التصويت له، نكاية فيه نتيجة موقفه من مقتل 13 منهم برصاص الجنود الإسرائيليين أثناء تظاهرهم تضامناً مع فلسطينى الضفة وغزة ضد استخدام باراك للقوة، عقب اندلاع انتفاضة الأقصى، عندما كان رئيساً للوزراء ورفضه تشكيل لجنة تحقيق فى الحادث.

لكن الأهم من هذا كله هل استطاع كل من باراك ونتياهو من الاعتبار من تجاربهم السابقة أم ما زالا أيضاً يحتفظان بمواقف التسويف والماطلة لإنجاز السلام المنشود فى المنطقة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة