التوتر الكبير الذى تشهده سوق الحديد الآن، بعد أن أدركت المصانع التركية اللعبة التى يقوم بها منتجو الحديد من خفض الأسعار لضرب سوق الحديد المستورد، ساهم فى غياب التاجر عن الأنظار ليبقى الصراع الآن بين المنتجين ومستوردى الحديد لعبة سقط منها جميع التجار الذين لديهم آلاف الأطنان من الحديد، ولا يعرفون كيف سيتم التصرف فيها فى ظل عملية حرق الأسعار التى تحدث الآن.
أحمد عبد المنصف تاجر حديد أكد أن السوق الآن يسيطر عليه كبار المنتجين بالإضافة إلى مستوردى الحديد، مما أدى إلى تجميد الكميات التى لدينا فى المخازن، لأننا لا يمكن أن نبيعها بهذه الأسعار المنخفضة، ونتحمل نحن الخسارة فقط، بعد أن قمنا بشرائها من المنتجين بأسعار مرتفعة ليقوموا بتخفيض الأسعار فجأة دون إبلاغنا بذلك، كما كان يحدث من قبل. مؤكداً أن أية زيادة أو انخفاض فى السوق فى الفترة السابقة كانت تتم بالاتفاق بين المنتجين والتجار حتى نستطيع التخلص مما لدينا من كميات.
أما الآن فما يهم كل منتج هو كيف يقوم بتدمير المستورد والقضاء على الشحنات المستوردة من الحديد التركى، لكى يفوز هو بالسوق دون أدنى اعتبار للتجار الذين اعتادوا على التعامل مع هؤلاء المنتجين.
ومن جانبه أشار الدكتور أحمد عبد الفضيل أستاذ الاقتصاد إلى أن التعاقدات الأخيرة لتوريد حديد تركى للسوق المصرية ستقلب كفة الاحتكار من احتكار منتجين إلى احتكار مستوردين لشحنات كبيرة من الحديد التركى وبأسعار منخفضة، معللاً ذلك باحتكار تركيا تصدير حديد التسليح إلى مصر، ومن ثم احتكار السوق.
وأضاف أن التجار هم الذين يتأثرون الآن بهذا الاحتكار، حيث اختلفت التعاملات بينهم وبين المنتجين عما كان من قبل فى ظل اختلاف آليات السوق، مؤكداً أنه فى ظل وصول سعر طن الحديد التركى إلى 2800 جنيه فإن التجار سيتعرضون لخسارة كبيرة، نتيجة المخزون الذى لديهم فى المخازن، لذلك سيضطرون إلى خفض أسعارهم حتى تتماشى مع أسعار المنتجين والمستوردين الذين لم يراعوا مصالح التجار.
توتر سوق الحديد يدفع ثمنه التجار الصغار