اليوم السابع ينفرد بنشر تفاصيل اختطاف السفينة "بلوستار " والمفاوضات مع القراصنة

السبت، 07 فبراير 2009 11:14 ص
اليوم السابع ينفرد بنشر تفاصيل اختطاف السفينة "بلوستار " والمفاوضات مع القراصنة القراصنة تمردوا على زعيمهم "سعد محمد" فاختطفوا "بلوستار" داخل المياه الإقليمية اليمنية
كتب محمود المملوك ومحمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد اختطاف السفينة "بلوستار" فى خليج عدن منذ بداية شهر يناير الماضى عدة مفاوضات لإطلاق سراحها، ما بين القراصنة والبحارة وأهاليهم ومالك العبارة والخارجية المصرية، كما اختلف مبلغ الفدية من مليون ونصف المليون دولار إلى 100 ألف دولار، ثم استقر عند 3 ملايين دولار، وكشفت عمليات التفاوض هذه، العالم السرى للقراصنة، وتهديدهم الجدى لخطوط الملاحة الدولية بما فيها شريان قناة السويس الملاحى.

اليوم السابع اقتحم العالم السرى للقراصنة وكيفية تخطيطهم لعمليات القرصنة وإجراء المفاوضات بعد ذلك، وعلم اليوم السابع أن الاتصال الأول بين طاقم السفينة المختطفة "بلو ستار" فى عرض البحر وأهاليهم فى مصر كان عن طريق مكتب اتصالات بحرى بمدينة المنامة بدولة البحرين، وهو مكتب يحتوى على أجهزة اتصالات عالية الكفاءة ويحتوى على أجهزة لاسلكى التى تصل إلى مسافة 20: 30 ميلاً فى عرض البحر، إضافة إلى أجهزة أخرى عالية الكفاءة مثل vhf channel، تغطى مساحة كبيرة فى عرض البحر.

مكتب القصير
تمتلك مصر أيضاً مكتب اتصالات بحرى وهو "القصير"، لكنه لا يحتوى على أى إمكانيات أو تقنيات حديثة، لذلك يلجأ الغالبية لمكتب المنامة الأفضل فى منطقة الخليج ككل، والذى يستقبل نوعين من الاتصالات، الأول الاتصالات اللاسلكية التى تتم مجاناً تتحمل نفقتها الشركة المالكة للعبارة، لكن عبر أميال محددة ومعروفة سلفاً، والثانى اتصالات خلوية وعبر هاتف محمول، وتكلفة ذلك تتراوح من 6 إلى 10 دولارات. ولضمان مزيد من الإحكام تقوم وحدة الاتصالات تلك بتسجيل جميع المكالمات الهاتفية التى تتم على متن السفينة المختطفة.

حبيب على أحد العاملين بتلك الوحدة أشار فى اتصال هاتفى لليوم السابع أنه يستخدم جميع أجهزة الاتصالات بالوحدة فى معرفة أعداد السفن المخطوفة ومحاولات التفاوض مع خاطفيها. وذكر أن القراصنة الموجودين هم، على يوسف وعوض محمد والشيخ إسماعيل وجميعهم يتحدثون العربية.

الوضع فى "بلوستار" كان متفرداً فقراصنة المركب المصرى البالغ عددهم 15 شخصاً من نوع مختلف، وعلى مدار 30 يوماً خرجت منهم أفعال تحتاج إلى تفسير، بداية بطريقة المفاوضات الغريبة من البدء مع القبطان، ثم صاحب المركب، ثم الخارجية، إضافة إلى الهواتف المحمولة التى يستعملونها، ويستقبلون من خلالها باستمرار وبصورة دائمة كل الاتصالات، بل الأغرب أنهم أعطوا للبعض من أفراد الطاقم موبايلات كى يتحدثوا، مع ذويهم، فالقراصنة كعادتهم يستغلون كل السبل والطرق للحصول على الفدية المطلوبة، وبالتالى ينقلون إليهم جو الرعب وبعد أن نفدت المؤن والطعام لم يتبقَ إلا المياه، فهدد القراصنة بنسفها للقضاء على سبل إعاشتهم وكل ذلك تم تسريبه للرأى العام وأهالى البحارة لاستعطافهم، مما ساعد على إثارة وإشعال الرأى العام للتحرك سريعاً فى القضية ودفع الفدية. بل والأكثر من ذلك والانفراد كان فى ظهور أحد القراصنة للمرة الأولى على الهواء مباشرة فى اتصال هاتفى مع قناة المحور فى برنامج 90 دقيقة مهدداً بتفجير السفينة بمن عليها.

بداية العملية
السفينة "بلوستار" تم اختطافها من المياه الإقليمية لليمن وعلى بعد 180 ميلاً من السواحل الصومالية، ومع أن السفينة سلكت طريقاً آخر لمدة 5 أيام إضافية لتفادى القراصنة، إلا أنهم فى النهاية وقعوا تحت قبضتهم، والسبب كما يوضحه المهندس عبد الحميد إبراهيم والد أحد البحارة المختطفين، أن هناك انتشاراً كبيراً وبشكل غير مسبوق للقراصنة على امتداد السواحل الصومالية، حيث إن هناك قرصان كبير يسمى سعد محمد هو زعيم القراصنة كان موجوداً على الأراضى الصومالية وتحت قيادته العديد من القراصنة يحركهم وينشرهم فى عرض البحر، مما ترتب على ذلك زيادة أعداد المراكب المختطفة فى المنطقة من دول مختلفة. إلا أن القراصنة اختلفوا مع زعيمهم وبدأوا فى العمل خارج إطاره ووصلوا للمياه الإقليمية لدول أخرى، وكانت نتيجة هذا الانشقاق اختطاف السفينة المصرية "بلوستار".

اتهامات للخارجية
الخارجية المصرية من جانبها، وكما قال المهندس عبد الحميد إبراهيم لليوم السابع متهمة بالتقاعس وعدم أداء دورها من خلال السفير أحمد رزق مساعد الوزير للشئون القنصلية، فهى لم تتحرك إلا بعد أن قدمنا بلاغاً للنائب العام ووقتها طلب منا السفير رزق والسفير حسام زكى المتحدث باسم الوزارة عدم الإعلان عن أى تفاصيل أو أحداث ويجب التعامل بسرية تامة وفى كتمان حتى يستطيعوا الضغط على القراصنة وتقليص المبلغ أو التدخل لتحرير السفينة، كما أن هناك جهة أمنية سيادية تتدخل لتدارك الموقف.

واستمراراً للتفرد والتميز فى وضع السفن المصرية المختطفة، يوضح عبد الرحمن العوا رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة لـ"بلوستار"، أنه خلال الأشهر الماضية كانت جميع عمليات المفاوضات ودفع الفدية تتم عبر شخص واحد، والفدية كانت تدفع لهذا الشخص على البر، إلا أن الأمر اختلف بعد الخروج على زعيم القراصنة ولجأوا إلى التفاوض إلى أهالى المختطفين مباشرة مع الاشتراط بأن الفدية يتم دفعها على المركب فى عرض البحر عن طريق طيارة هليوكوبتر، وبواسطة "براشوت".

قال العوا، إن التفاوض فى البداية كان يتم فى الأيام الأولى عن طريق القبطان، وبعد ذلك تدخل العوا للتفاوض ثم طالبت الخارجية توقف كل المفاوضات وأن تكون هى الجهة الوحيدة المسئولة عن مفاوضات السفينة. المحير والغريب فى شأن هؤلاء القراصنة، أنهم تشاجروا أكثر من مرة على تحديد قيمة الفدية ووقت المهلة المحددة وتاريخ انتهائها، على حد قول محمود سويدان قبطان المركب، وهو ما يؤكد قصة الشللية وهو، الشجار، ما دعاهم أيضاً إلى غلق جهاز اللاسلكى الموجود بالمركب حتى لا يتصنت مكتب اتصالات البحرين عليهم.

لمعلوماتك
26 سفينة تعرضت للقرصنة فى عام 2008 حسب تقرير مكتب الملاحة الدولى






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة