حسام فتحى، إياد صلاح، السيد عبده.. ثلاثة أسماء أثارت جدلاً كبيرًا داخل الوسط الكروى خلال الأيام الماضية، هرب الأول من الأهلى إلى التحدى الليبى، وهرب الثانى والثالث من غزل المحلة إلى اليونان.. هروب اللاعبين الثلاثة فتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول السبب فى تفضيل بعض الناشئين ترك أنديتهم واللعب خارج مصر؟ وموقف الأندية من هذه الأزمة؟ وكيف يتم علاجها المقبلة؟.
بداية نستعرض أسماء اللاعبين قاموا بفتح الباب تمهيدا لإتباع غيرهم لنفس الطريقة.
يعتبر هانى سعيد مدافع الزمالك الحالى والمنتخب المصرى، هو أول من فتح باب الهروب إلى أوروبا، وكان ذلك قبل 12 عامًا وتحديدًا عام 1997، عقب تألق اللاعب فى كأس العالم للشباب التى أقيمت فى مصر، هرب هانى بعد البطولة من الأهلى وذهب للاختبار فى نادى أودينيزى الإيطالى، لكنه لم يوفق وانضم بعدها لنادى بارى، وقضى رحلة احتراف موفقة قبل أن يعود إلى مصر عام 2004 وينضم للمصرى البورسعيدى ثم إلى الإسماعيلى ومؤخرًا انتقل للزمالك قبل بداية الموسم الحالى.
وهناك أيضًا محمد اليمانى لاعب الإسماعيلى الذى هرب من النادى وذهب إلى بلجيكا وانضم لصفوف ساندرليدج البلجيكى، وكان مُرشحًا للانضمام إلى يوفنتوس الإيطالى عقب تألقه مع منتخب مصر الحائز على برونزية كأس العالم 2001 التى أقيمت فى الأرجنتين، لولا إصابته فى حادث سيارة ليعود إلى مصر ويلعب لأكثر من ناد قبل أن يحط رحاله فى نادى الشمس أحد أندية الدرجة الثانية.
ومن حالات "الهروب" الناجحة، حالة هروب أحمد حسام "ميدو" من صفوف الزمالك إلى بلجيكا، انتقل ميدو فى بداية الأمر إلى فرنسا للاختبار فى نادى باريس سان جيرمان، ولكنه لم يُوفق فذهب إلى نادى جنت البلجيكى ومنه إلى أياكس الهولندى ثم سيلتا فيجو الإسبانى، وانتقل بعدها إلى مارسيليا الفرنسى ثم روما الإيطالى ومنه إلى توتنهام الإنجليزى ثم ميدلسبره، قبل أن ينتقل إلى ويجان قبل أيام على سبيل الإعارة.
وعانى نادى الإسماعيلى خلال الموسمين الماضيين من تكرار حالات الهروب، حيث انتقل فى الموسم قبل الماضى كل من أحمد الحلوس وعماد علاء وإسلام عماد إلى نادى رأس الخيمة الإماراتى، وفى الموسم الماضى انتقل إسلام مجدى هو الآخر إلى نادى رأس الخيمة أيضًا.
وقائمة اللاعبين الذين هربوا للاحتراف خارج مصر وهم فى سن صغيرة تطول، وقد تحتوى أسماءً لا يعرفها أحد، ولكن لماذا هربوا ولماذا تركوا أنديتهم، وهم فى هذا السن؟
السماسرة والطموح الزائد.. سر الهروب
يرى طارق يحيى المدير الفنى لأسمنت السويس، أن السماسرة هم السبب الرئيسى فى تكرار حالات الهروب، ويقول يحيى إن السماسرة "بيلعبوا" فى دماغ اللاعبين وهم فى سن مبكرة، ويقومون بإغرائهم بعروض أفضل ماديًا مما يدفع الناشئين للموافقة على الفور.
ويضيف المدرب العام السابق للزمالك، أن هناك قصورا إداريا من بعض الأندية، حيث إن هناك أندية لا تقوم بتحرير عقود لناشئيها المميزين مما يتسبب فى هروبهم، وأكد يحيى أنه كان يقوم بتحرير عقود للاعبين الناشئين بنفسه حين كان مديرًا فنيًا لفريق المصرية للاتصالات فى الموسم الماضى، مثل محمد إبراهيم ومحمد حسان اللذين وقع معهما عقودا ثم أصبحا من نجوم الفريق الأول هذا الموسم، وأرجع يحيى هروب ناشئى أندية القمة لخارج مصر إلى اعتماد هذه الفرق على سياسة شراء اللاعبين من الخارج والاعتماد على "اللاعيبة الجاهزة"، وعدم إتاحة الفرصة أمام الناشئين بصورة كافية، وهذا هو السبب فى موافقة أى ناشئ تأتى له فرصة الاحتراف الخارجى بلا تردد خاصة مع وجود مقابل مادى مرتفع، بالإضافة إلى أن احتمالات انضمامه للفريق الأول تكون كبيرة بخلاف إذا ما استمر فى فريقه.
ويتفق طه بصرى المدير الفنى للاتحاد مع طارق يحيى، فى أن وكلاء اللاعبين لهم دور رئيسى فى هذه الأزمة، وأن الوكيل لا يهتم إلا بشئ واحد، وهو الأموال التى سيجنيها من وراء الصفقات التى يقوم بها بغض النظر عن النادى الذى سيذهب إليه اللاعب وهل سيستفيد اللاعب فنيًا أم لا؟ ويؤكد بصرى أن هناك حالات هروب كثيرة تندرج تحت بند الطموح غير المدروس من قبل اللاعبين، وأن هناك لاعبين صغار يُغرر بهم.
أما الدكتور طه إسماعيل "الخبير الكروى المعروف" فيرى أن هروب لاعبيّن أو ثلاثة من أنديتهم للأحتراف فى أوروبا ليس سببا كافيا لوصف هذا الهروب بالظاهرة لأنها مجرد حالات فردية.. كما يرى أن هذا الهروب يعد أمرا عاديا فى ظل عدم وجود عقد مبرم بين اللاعب والنادى، وفى ظل رغبة كل لاعب فى تأمين مستقبله من الناحية المادية، وأضاف أن الهروب لأوروبا ليس ظاهرة سلبية فى كل الأحوال كما يُقال، فهناك لاعبون هربوا وأثبتوا تفوقهم فى أوروبا مثل أحمد حسام "ميدو" لاعب ويجان أتليتك.
بدأها هانى سعيد وميدو واليمانى.. وأنهاها حسام فتحى
هروب المواهب من مصر.. ظاهرة أم حالات فردية؟
الجمعة، 06 فبراير 2009 11:18 ص