غريبة هى الحياة خلف أسوار السجن، فهو عالم آخر، تسوده قوانين خاصة، ولأننى ضعيفة البنية، ولعدم تجاوزى الثلاثين عاما، والذى قضيت منه 7 سنوات به فى جناية اختلاس 10 آلاف جنيه من الشركة التى كنت أعمل بها، نظراً لظروف عائلية مرت بى، وهو ما كان مؤلما على نفسى بشدة، لكننى تقبلت الأمر، ومع تمضيتى لمدة العقوبة، لاحظت أن إحدى السجينات تعاملنى بقسوة شديدة، حاولت مراراً تفاديها، حتى حدث أول صدام بينى وبينها داخل الزنزانة ليلاً، دون سبب لتنهال على بالضرب، هى ومساعداتها، لتتعالى الصرخات، وتتشابك الأيادى، وانتهت المشاجرة بإصابتى بكسر فى اليد اليمنى، وإصابة مسجونة أخرى بجروح بالوجه، وفى الصباح، تم إبلاغ مسئولى السجن بما حدث، لتتم إحالتى للمستشفى لعمل جبيرة ليدى، ظلت هكذا شهرين..
هدى عبد الحميد سجينة سابقة