قطاع أخبار مصر يعد المتحدث الرسمى باسم النظام، والمعبر عن وجهة نظر القيادة السياسية فى إدارة الأزمات، وآخرها كان العدوان الإسرائيلى على غزة، حيث واجه عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار انتقادات كثيرة حول أداء القطاع فى تغطية تلك الحرب وقدرته على التصدى فى وجهة الحرب الإعلامية التى شنت على مصر فى أعقاب تلك الحرب. اليوم السابع واجه عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار بكل ذلك فى الحوار التالى:
ما تقييمك لأداء قطاع أخبار مصر فى تغطية أحداث غزة؟
أتصور أن تغطية أخبار مصر لأحداث غزة لا تقل بأى حال من الأحوال عن أى قناة إخبارية أخرى على مستوى القنوات العربية والعالم أيضا، القطاع قام بتغطية الأحداث من اللحظة الأولى، وكان القطاع يستمر فى خدماته الإخبارية حتى الخامسة من فجر اليوم التالى لتغطية الأحداث لحظة بلحظة.
ولكن قطاع أخبار مصر متهم بالتباطؤ فى نقل أحداث الحرب على غزة؟
أظن أن هذا غير صحيح وربما البعض استشعر هذا بسبب حالة الارتباك السياسى عموماً بالمنطقة الذى انعكس بدوره على طبيعة الأخبار لما أثير من لغط حول الوضع السياسى فى غزة، وهناك حقائق من الصعب إغفالها، فلم نغفل أن أحداث غزة جريمة حرب.
إذاً لماذا يلتف المواطن المصرى حول قناة الجزيرة ولا يثق فى أخبار مصر؟
المواطن لا يثق فى قناة الجزيرة وأظن أنه يتمتع بدرجة كافية من الذكاء، وعرف بعد ذلك أن قناة الجزيرة تعتمد على استفزاز المشاعر من خلال عرض الصور المأساوية وتلوين الأخبار،
وقناتا الجزيرة والعربية قنوات إخبارية متخصصة وبثها مستمر 24 ساعة، لذلك يلجأ المواطن إليها لمتابعة الأحداث أولاً بأول وقطاع أخبار مصر محدود فى عدد ساعات معينة على شاشة التلفزيون المصرى.
ماذا كانت توازنات "أخبار مصر" فى عرض الأخبار فى أحداث غزة؟
لا توجد توازنات فيما يخص عرض الأخبار، لأن الخبر يفرض نفسه ويذاع فى كل القنوات، وليس من مصلحتى أن أغفله، أما بالنسبة لاستعراض الآراء، فإدارة الأزمة السياسية تخضع للتوجه العام للدولة المصرية، وبالنسبة للبرامج الحوارية كل وجهات النظر كانت مطروحة قرأت بنفسى تصريحات حسن نصرا لله وأحمدى نجاد وتصريحات حماس ضد مصر، ولكن على أى حال لن أستضيف رأى يشتم بلدى، فى النهاية القطاع اسمه أخبار مصر ومسئوليته الدفاع عن وجهة نظر الدولة وسياستها الخارجية المتمثلة فى رموزها من رئيس الجمهورية ووزير الخارجية.
لماذا لا نجد تعدد آراء فى برامج القطاع، وماذا عن قائمة الممنوعين من الظهور فى برامج القطاع؟
لا يوجد ممنوعون وبرامج القطاع ونشرات الأخبار، والقطاع يرحب بكافة الآراء من جميع التيارات السياسية والفكرية المعارضة والمحايدة والخاصة بالحكومة حتى أعضاء جماعة الإخوان، ولكنهم يظهرون بصفة شخصية، لأن جماعتهم ليس لها موقفاً قانونياً ، ولكنى أود التأكيد أنه لا يوجد مكان لأى شخص يحمل أجندة لمصالح شخصية، لأنى لن أسمح لأحد أن يضر مصر.
معنى هذا أنك من الممكن أن تستضيف رأياً ينتقد سياسة رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية فى إدارة الأزمة؟
فى أحداث غزة البلد كانت تمر بمرحلة أشبه بحالة الحرب، فهناك قتال وقصف على الحدود المصرية، إضافة إلى الهجمة الإعلامية الشرسة عليها من بعض القنوات المغرضة ومحاولة إثارة الرأى العام المصرى ضد نظامه، وفى هذه الحالة لا مجال لانتقاد أى أحد من رموز الدولة، لأن دور القطاع أن يدافع عن مصر ورموزها وسياستها فى وجه المغرضين وبعد انتهاء الأزمة من الممكن أن نحاسب أو ننتقد.
لكنك فى حوارك مع أبو الغيط لم تكن موضوعياً؟
هذا الحديث لم يكن عن شخص أبو الغيط، ولكنه يتحدث عن سياسة دولة ودور القطاع أن يوضح وجهة النظر هذه قبل انتقادها أو تحليلها وكان هذا هو سبب الحوار.
كتلة الإخوان المسلمين اتهموا التليفزيون المصرى متمثلاً فى قطاع الأخبار بالوقوف ضد المقاومة، ما تعليقك؟
أنا سمعت أيضا نقداً عكسياً أن القطاع كان متبنياً وجهة نظر حماس رغم تطاولها على مصر، ونقداً آخر أن اهتمام القطاع لم يكن كافياً فى تغطية الأحداث، والبعض قال إنه كان زيادة عن اللزوم، هناك من يحاول إثارة الرأى العام المصرى ضد سياسة الدولة ليس مجاناً إنما بناء على أجندة تهدف لمصالح شخصية والجماعة المحظورة لماذا لم تلتفت إلى حماس وهى تمنع الفلسطينيين من أداء فريضة الحج وتمنع الجرحى من العلاج؟.
القطاع قدم حلقة من برنامج إتكلم و أخرى من برنامج القصة وما فيها من داخل غزة، كم تكلفت تغطية القطاع فى تغطية أحداث غزة؟
لم يتكلف القطاع مبالغ استثنائية فى تغطية الحرب على غزة، لأن المراسلين فى الضفة الغربية وقطاع غزة ورفح المصرية موجودون بالأساس ويقومون بتغطية الأحداث بشكل دائم دون تقصير، حتى أن ماجد شبلاق مراسل القطاع فى غزة، كاد يلقى مصرعه من جراء قصف المبنى الذى كان يعمل منه، أما الحلقتين اللتين تم تصويرهما من غزة فتكلفتا 600 دولار.
ضعف إمكانيات القطاع من الممكن أن تقف عائقاً حول أداء مهامه؟
لا أظن ذلك فهناك ميزانية مفتوحة من اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ولكن لا شك أن لدينا طموحات تفوق الإمكانيات المتاحة حالياً مثل وجود مكتب للقطاع فى أماكن الأحداث الساخنة بدلاًَ من المراسلين.
لكن البعض أخذ على القطاع أنه لم يقم بدوره فى تنوير الرأى العام المصرى حتى أنه انصرف عن شاشتك وذهب إلى قناة الجزيرة؟
أظن أن هذا الرأى به مغالطة كبيرة، لأنى لا أدعى أن قطاع أخبار مصر كان له الدور الأكبر فى تنوير الرأى العام المصرى وتغييره من حالة الغضب الجماهيرى غير المبرر ضد القيادة السياسية فى البداية بسبب تلاعب قناة الجزيرة بمشاعر المصريين، وذلك كان فى البداية نتيجة لحالة الارتباك التى مرت بها المنطقة والعالم بأثره وليس فى مصر فقط، ولكن قطاع أخبار مصر هى السبب الرئيسى فى حالة التناغم التى جاءت بين الرأى العام للشعب المصرى وبين القيادة السياسية حول الموقف المصرى فى التعامل مع أحداث غزة.
إقرأ غداً
هل تنقذ بيوت الخبرة الأجنبية قطاع الأخبار؟
موضوعات متعلقة..
لماذا فشل الإعلام المصرى فى أحداث غزة؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة