جريمة بيئية فضحتها شكوى أهالى عزبة الصفيح لديوان الرئاسة

الكشف عن نفايات سامة خلف قصر وزير الإسكان

الجمعة، 06 فبراير 2009 12:17 ص
الكشف عن نفايات سامة خلف قصر وزير الإسكان المغربى
كتب عمرو جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على بعد أمتار قليلة من قصر وزير الإسكان أحمد المغربى بمنطقة أبورواش تقع أكبر مناطق محافظة الجيزة إهمالا «عزبة الصفيح».. قصر الوزير فى مقدمتها والعشوائيون فى الخلف.. قرية تحالفت ضدها كل أنواع الملوثات، وبمجرد نزولك إليها ستجد الروائح الكريهة بانتظارك بينما تطأ قدماك مواد مختلفة لا تعرف طبيعتها، هنا فى عزبة الصفيح يخيم على الأذهان شبح حادثة تسرب غازات وأدخنة سامة من مصنع أبوزعبل للأسمدة أدى إلى حالات اختناق وتسمم بين أهالى منطقة الخانكة، مصنع أسمدة هو البطل أيضا هذه المرة فقد تسببت وحدة حامض الكبريتيك بمصنع «أفريجو» فى إصابة أهالى المنطقة السكنية المجاورة له بتسمم فى الدم وحزمة من الأمراض التى حار حكماء القرية فى تشخيصها.

القرية أو العزبة.. يسكنها أكثر من 200 أسرة أكثر 1800 فرد، يستعدون لقدوم الليل بروائحه الكريهة ونسائمه المحملة بذرات الغبار والسموم، ربما يكون وقوع القرية بين منطقتى أبورواش السكنية والصناعية جعلها تتوارى فى ركن مظلم عن اهتمام المسئولين، فالتهميش والتجاهل سمتان غالبتان فى تعاملهم مع مشاكل هؤلاء الناس، الذين لا يملكون سوى إرسال شكاوى لا تأتى حتى بنتائج توازى طوابع البريد التى تلصق عليها، فشكاواهم ذهبت لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الإسكان ومحافظ الجيزة، ويقول نصيب جودة أحد ساكنى القرية «لم يتحرك سوى رئيس الجمهورية وطلب الاستعلام عن الشكوى من المحافظة وجهاز شئون البيئة الذى اكتفى بغلق مقلب القمامة وزرع بضع شجيرات حول العزبة ولم تمر عدة أيام حتى عادت القرية إلى هامش الحياة مرة أخرى، اللهم إلا المنطقة التى بنى فيها وزير الإسكان قصره، الذى يتوارى خلف الأشجار الكثيفة.
فقرب عزبة الصفيح من المنطقة الصناعية بأبورواش جعل منها مقلب مخلفات كبيرا لأصحاب المصانع التى تلقى فضلاتها بجوار بيوت الأهالى، لكنهم يؤثرون الصمت خوفا من قطع أرزاق أولادهم «أولادنا كلهم يعملون بتلك المصانع لذلك لا نستطيع أن نشكوهم إلى وزارة البيئة» هذا ما قاله رمضان جبريل أحد قاطنى العزبة.. صمت عائلات المنطقة على فضلات المنطقة الصناعية أغرى بعض رجال الأعمال ببناء مصانع أسمدة وكيماويات خارج حيز المنطقة الصناعية وداخل حدود عزبة الصفيح، الأمر الذى يهدد الأهالى بكارثة صحية خطيرة، خاصة بعد إصابة حوالى 50 من أطفال وشيوخ القرية بالتحجر الرئوى جراء امتلاء هواء القرية بالغازات السامة والمواد المسرطنة.

القرية التى كان اسمها عزبة الصفيح أطلق عليها أهلها «منشأة مبارك» أملا فى استدرار عطف مسئولى الدولة لكن وجود اسم الرئيس على القرية زاد أهلها بعدا عن المسئولين، أهالى القرية يطلبون من الدولة منحهم أرضا استوطنوا عليها منذ أكثر من 70 عاما بنظام وضع اليد ولكن نزاعا نشب بينهم وبين هيئة الصرف الصحى فالقرية التى تقع على مساحة 13.5 فدان يدعى الصرف الصحى أنها من حقه، فيما يستعد الأهالى للدفاع عن أراضيهم حتى لو كلفهم الأمر أثمانا باهظة، كما يقول سيد ضاحى أحد شباب المنطقة. «فقد أقنعنا محافظ الجيزة وقتها بترك هذه الأراضى لنا فى مقابل التبرع للمحافظة ببناء مدرسة ووحدة صحية ومركز شباب على نفقتنا الخاصة، لكن المحافظ فتحى سعد وعدنا بإنشاء سور حديدى يفصلنا عن الأراضى المجاورة لكنه لم ينشأ حتى الآن».





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة