شاهدنا بالأمس عرض الطيب والشرير والقبيح، الطيب أردوغان والشرير بيريز والقبيح جمهور المصفقين، وفى ظنى أنه لو تمكن الطيب أردوغان من البيان لكان نصه التالى:-
لقد ساءنى خطاب السيد بيريز، ولكن ليس بقدر ما ساءنى وأغضبنى المصفقون له، ولذلك أبدأ بتوجيه الخطاب إلى هؤلاء المصفقين فأقول علام تصفقون؟ على قتل الأطفال والنساء؟ على استخدام الأسلحة المحرمة ضد المدنيين؟ على قصف المدارس والمستشفيات والمساجد؟ على إلقاء ألف طن من المتفجرات على غزة؟.
ألا شاهت الوجوه وشلت الأيادى المصفقة للعدوان المصافحة للشيطان المؤيدة للطغيان المطبلة للغيلان.
أستطيع أن أفهم موقف السيد بيريز فى محاولة تبرير جرائم الكيان الذى يمثله، ولكن كيف يمكن فهم موقف المصفقين بعد ما رأوا بأعينهم كما فى شهادة الأمين العام للأمم المتحدة وغيره، كنا نظن فيما مضى أن بعض الدول والمؤسسات والهيئات لا ترى الحقيقة، وأنها إذا عرفت الحقيقة فستتغير مواقفها، والآن تبين أنهم لا يريدون أن يروا الحقيقة بل يشمئزون منها ويستبشرون بالأكاذيب.. "وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون".
لقد رأيتم بأعينكم آلاف المنازل وعشرات المساجد والمدارس والمستشفيات المدمرة، وسمعتم بآذانكم من السيد بيريز، أنها كانت أماكن لإطلاق الصواريخ، وليس من رأى كمن سمع ومع ذلك صدقتم ما سمعتم من الأكاذيب، وكذبتم ما رأيتم من الحقائق، وإذا كان فى غزة عشرين ألف منزل وعشرين مسجدا وثلاثة مدارس ومستشفيين يطلق منها الصواريخ وقد تم تدميرها، فلماذا لم تتوقف الصواريخ عن الانطلاق بعدها؟
وأفاد السيد بيريز بأن ما تقوم به إسرائيل هو ما يراه الرئيسان عباس ومبارك، والسؤال هو هل تحارب إسرائيل بالوكالة عن عباس ومبارك؟ وهل كان من ضمن الأهداف التى أعلنتها إسرائيل للحرب على غزة هى تحقيق ما يتمناه مبارك وعباس؟.
وكال السيد بيريز الاتهامات إلى حركة حماس على لسان ياسر عبد ربه ويعلم أصغر طالب قانون أنها اتهامات بلا أدلة، لا يمكن أن تحكم لها أية محكمة ذات مصداقية فى العالم
"قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين".
وإذا افترضنا جدلا إمكانية إثبات تلك التهم فهل سيكون حكم المحكمة قتل ألف وأربعمائة إنسان بشرط استخدام الفسفور الأبيض؟ وأن يكون أكثر من نصفهم من النساء والأطفال وجرح وتشويه خمسة آلاف إنسان وتدمير عشرين ألف منزل "ألا ساء ما يحكمون".
وأدان السيد بيريز حماس بما ورد فى منشوراتها بأنه لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، وأقول للسيد بيريز هذا ليس كلام حماس بل كلام خاتم الأنبياء والمرسلين الذى يؤمن به مليار وثلث مليار من أهل كوكب الأرض، وأنت بإدانتك لهذا الكلام تعلن الحرب عليهم جميعا، وهذا الكلام من النبوءات التى تثبت صدق الرسالة على مدى الأزمان وليس تحريضا على قتل اليهود، إلا إذا اعتبرنا أن نبوءة محمد والمسيح عليهما السلام بظهور المسيخ الدجال هو دعم وتأييد وتشجيع للمسيخ الدجال.
وقد صرح السيد بيريز مشكورا بأن عمر دولة إسرائيل ستين عاما، ويتساءل متعجبا ويتأسف على خوضها سبع حروب فى تلك الفترة، ونحن نتساءل بدورنا هل توجد دولة فى العالم عمرها ستين عاما؟ وهل كانت تمتد يد مسلم إليكم بالأذى قبل تلك الفترة؟ أو تصل إليكم صواريخ حماس؟
هذا هو مربط الفرس وأصل القضية وتحرير المناط، أنتم كيان دخيل على هذه الأرض الطاهرة كالجسم الغريب فى جسد العالم، وطالما بقيت مناعة الأحرار فى هذا الجسد فستستمر المقاومة، وبهذا تتبين الإجابة على السؤال الفذ العسير الذى تحدى به السيد بيريز العالم فى أن يقدم سببا واحدا لإطلاق الصواريخ على الكيان الصهيونى، فنقول إنه بعد احتلال الأرض وقتل الأبرياء الذى بدأ قبل إطلاق الصواريخ، وسيستمر بعدها، وبعد الظلم والعدوان والطغيان والاستيطان وبعد التجويع والتشريد والتجريف والتعذيب، أخبرنى يا سيد بيريز بسبب واحد لعدم إطلاق الصواريخ.
" وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون".
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة