اصطدمت العديد من الأفلام السينمائية بالمؤسسات الدينية سواء الأزهر أو الكنيسة، حيث خرج رجال الاثنين منددين ومحتجين على العديد من المبدعين المصريين، وطالبوا بعدم عرض أفلامهم، ويأتى عادل إمام فى المقدمة حيث يعد صاحب النصيب الأكبر من اعتراضات رجال الأزهر، فقد واجهت أفلامه اعتراضات رقابية ومنها "الإرهابى" تأليف لينين الرملى وإخراج نادر جلال، إنتاج سنة 1994، حيث اعترض بعض رجال الأزهر والمشايخ على الصورة السيئة، لرجل الدين - بحسب وصفهم - بل إن تصوير بعض مشاهد الفيلم جرت تحت حراسة مشددة من الشرطة، حيث جسد به عادل دور الشاب "على عبد الظاهر" أحد أعضاء جماعية دينية تقوم بأعمال إرهابية وتدفعه الظروف إلى أن يقضى فترة من الوقت فى ضيافة إحدى الأسر التى يرى تصرفاتها غير منضبطة، وكلها فاحشة، ولكنه بعد مرور الوقت يكتشف أن نظرته إلى الحياة خاطئة، ويعيد التفكير فى اتجاهاته وأفكاره الدينية.
واجه عادل إمام أيضا بعد عرض فيلمه "عمارة يعقوبيان" اعتراضا من الأزهر لأنه تضمن بين أحداثه شخصية "حاتم رشيد" الصحفى الشاذ جنسيا والتى جسدها خالد الصاوى، وطالب البعض بحذف الشخصية من الفيلم، لأنها تتعارض مع الدين الإسلامى، وذلك رغم أن الرقابة على المصنفات الفنية أجازت عرض الفيلم ولم تعترض عليه، ولكن اعترض بعض رجال الدين الإسلامى وآخرون من نواب مجلس الشعب، حاولوا حث الرقابة على حذف مشاهد خالد الصاوى من الفيلم إلا أنهم لم ينجحوا فى ذلك.
الراحل يوسف شاهين تعرض كذلك لاعتراض رجال الأزهر على فيلمه "المهاجر" حيث رفض الأزهر عرض الفيلم لأنه يجسد شخصية النبى "يوسف" عليه السلام، واضطر شاهين إلى إعادة كتابة السيناريو، كما غير اسم الفيلم من "يوسف وإخوته" إلى "المهاجر".
وإذا كان الأستاذ شاهين تعرض لغضب الأزهر، فإن تلميذه خالد يوسف لم يسلم من الأمر أيضا فى فيلمه "خيانة مشروعة" حيث اعترض الأزهر على عنوانه الذى كان "خيانة شرعية"، ولكنهم رأوا أن ذلك العنوان لا يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامى، ويحمل إثما دينيا كبيرا، لذا اضطر المخرج خالد يوسف إلى تغيره إلى "خيانة مشروعة"، كما واجه خالد يوسف اعتراض بعض رجال الأزهر على أحد مشاهد فيلمه "ويجا" والذى تظهر فيه منة شلبى مرتدية النقاب وتسير فى أحد الشوارع بمنطقة شعبية للتخفى حتى تستطيع أن تصعد إلى شقة عشيقها فى الفيلم، وهو ما وصفه رجال الأزهر بأنه يسئ إلى النقاب، والنساء المنقبات.
كما أثار خالد يوسف غضب بعض علماء الأزهر والدعاة الإسلاميين، بعد عرض فيلمه "حين ميسرة" حيث طالبوا بتحويل بطلتى الفيلم سمية الخشاب وغادة عبد الرازق وخالد يوسف إلى النيابة العامة للتحقيق معهم، بتهمة الإساءة إلى المعتقدات والقيم والآداب العامة فى المجتمع المصرى، وذلك لوجود مشهد سحاق جنسى بين غادة عبد الرازق وسمية الخشاب.
ومن أكثر الأفلام إثارة للجدل الدينى والتى واجهت صعوبات فى عرضها يأتى فيلم "الرسالة" للمخرج مصطفى العقاد الذى يظهر فيه شخصية الصحابى حمزة بن عبد المطلب التى جسدها عبد الله غيث، حيث وافق الأزهر على سيناريو الفيلم فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى، واعتبر أن المحظور تجسيده فى الأفلام السينمائية هم فقط العشرة المبشرون بالجنة، وليس من بينهم حمزة، إلا أنه تراجع عن هذا الموقف، لأن حمزة من أهل الجنة.
وأيضا تعرض المخرج صلاح أبو سيف لاعتراض رجال الأزهر على فيلمه "القادسية" إنتاج عام 1979، نظرا لتناوله شخصية سعد بن أبى وقاص وهو واحد من المبشرين بالجنة.
لم يقتصر الأمر على الأفلام المصرية فقط، بل أن الكنيسة والأزهر أيضا اعترضا على عرض الفيلم الأمريكى "آلام المسيح" بطولة ميل جيبسون فى مصر، ورأوه يتعارض مع تعاليم الدين الإسلامى التى تنص على عدم جواز تجسيد أى من شخصيات الأنبياء فى السينما، بالإضافة إلى أنه يتعدى على مقدسات دينية مسيحية غير مسموح الاقتراب منها سينمائيا.
الكنيسة كان لها دور أيضا فى الاعتراضات على الأعمال الإبداعية، أشهرها كانت مع فيلم "بحب السيما" إخراج أسامة فوزى وبطولة محمود حميدة وليلى علوى، وطالب مسيحيون متشددون بوقف عرضه بحجة أنه يتعرض للإساءة إلى الكنيسة الأرثوذكسية ولقضايا دينية من شأنها التحريض على التطرف دون الرجوع إلى الكنيسة لمراجعتها دينيا.
ويصور الفيلم حياة رجل أرثوذكسى متزمت "محمود حميدة" يمتنع عن إعطاء زوجته "ليلى علوى" حقوقها الشرعية بزعم أنه صائم ويصلى يوميا فى حجرته خوفا من دخول النار، ويرفض أن يذهب ابنه الصغير إلى السينما أو مشاهدة التليفزيون لأن ذلك يعد حراما وكفرا ومعصية، من وجهة نظره.
كما اعترضت الكنيسة على عرض الفيلم الأمريكى "شفرة دافنشى" عن رواية داون براون الذى أظهرت أحداثه بعض الوقائع المخالفة للعقيدة المسيحية أبرزها زواج السيد المسيح من مريم المجدلية، وطالبوا بوقف الفيلم وهددوا دور العرض التى ستعرضه بمقاضاتها، على الرغم من أن رواية الفيلم كانت مطروحة فى المكتبات المصرية وقتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة