د. محمود عمارة

«رشيد» بيلعب لوحده

الجمعة، 06 فبراير 2009 12:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتفق تماماً مع ماكتبه صديقنا الأستاذ محمد السعدنى بالأهرام، أن الوزير «رشيد».. هو الوزير الفاهم، والواعى، بخطورة الأزمة المالية العالمية، وما يمكن أن يحدث من آثار سلبية علينا.. ولهذا تجده «بيتحرك».. ندوات.. اجتماعات.. حوارات.. تصريحات.. وفى نفس الوقت مستشاروه، ومعاونوه، فى يقظة.. واعون لما يجب اتخاذه من «إجراءات» سريعة.. ومن قرارات فورية حاسمة.

الكل فى وزارة الصناعة، ومراكز تحديثها ناشط.. لا يرتعش.. لا يماطل.. وهذا ما يلاحظه الشارع المصرى، والمتخصصون، والمهتمون بالشأن الاقتصادى.

وزارة «رشيد».. تواجه.. تتحسب.. تحذر.. تشرح.. تدقق.. تتعاون.. تساهم.. والوزير بنفسه يجوب المناطق الصناعية، وتجمعات التجار، وكثيرا من الندوات، والمنتديات، والمؤتمرات.. تجده دائماً حاضرا، وفاعلاً.

عكس كثير من الوزراء الذين «ينامون فى العسل».. فلم نسمع أو نر وزارة الزراعة، أو وزيرها يخرج ولو بتصريح «يشرح فيه» ما هى خطة الوزارة أو استراتيجيتها فى مواجهة الأزمة.. أو فى كيفية جذب استثمارات جديدة لهذا القطاع الذى نملك فيه كل الميزات، والمميزات والموارد!

آلاف المستثمرين مصريين، وعرب، وأجانب من إسبانيا وإيطاليا، ومن شرق آسيا راغبون فى الاستثمار بقطاع الزراعة والتصنيع الزراعى.. ولكن يروحوا لمين؟أين «السيولة» التى كان يجب ضخها فى بنك الائتمان الزراعى.. ليدعم الفلاحين بقروض وتسهيلات «فى المغرب البنك الفلاحى بعد الأزمة يمنح قروضاً للمضاربة بلا فوائد يعنى بصفر %.. وبفترة سماح من 2 إلى 5 سنوات».

أين الـ15 مليارا التى قررت الدولة ضخها فى الاقتصاد المصرى.. وما هو نصيب القطاع الزراعى منها؟.. وما هو نصيب المزارع ليواجه ما يحدث من كساد بسبب تراجع الصادرات الزراعية؟

أين «هيئة الاستثمار» فى حل مشاكل المستثمرين بهذا القطاع. وهى المنوط بها جذب أكبر عدد ممكن من المستثمرين الجادين، للضغط على الهيئات الحكومية لتسهيل الحياة، بدلاً من تعقيدها.

غير معقول أن تكون «المليارات» من حولنا تبحث عن فرصة.. خاصة فى مجال الغذاء «المضمون» لاتساع السوق المصرية لـ80 مليونا + 10 ملايين سائح = 90 مليون نسمة + توسطنا وقربنا من الأسواق الأوروبية، والأفريقية والعربية.. وتجد سياسة التطفيش هى الحاكمة.. ولا أحد يتحرك.

أين «الأجهزة الرقابية» فى الدولة والتى عليها الآن أن تكتب، تقول، وتفضح كل الكسالى، والعاجزين عن اتخاذ القرارات الواجبة، واللازمة للخروج من هذه الأزمة بأقل خسائر ممكنة.. ولن أقول: لاستثمار هذه الأزمة، وتحويلها إلى فرصة!

خسارة، وألف خسارة لهذا الوطن، ولنا جميعاً، أن يهبنا الخالق موارد، وإمكانيات، ومزايا.. ونهدرها بهذه الصورة المخجلة، والمحزنة.. لنظل هكذا نمصمص شفاهنا.. ونبكى حالنا!
أين أنت يا دكتور نظيف؟









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة