زار إسرائيل مؤخرا.. وقيادات الجماعة فى القاهرة لا تعرفه

أجهزة الأمن تبحث عن توفيق الجهادى التائب الذى جندته أمريكا

الجمعة، 06 فبراير 2009 12:19 ص
أجهزة الأمن تبحث عن توفيق الجهادى التائب الذى جندته أمريكا الظواهرى
كتب يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى غمرة العدوان الإسرائيلى على غزة، لم يلتفت كثيرون إلى تقرير خطير نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية عن عضو جهادى مصرى سابق, وصفته الصحيفة بأنه تائب، ويعرض خدماته على الولايات المتحدة الأمريكية فى مكافحة الإرهاب. أكثر من ذلك مد خدماته لتشمل إسرائيل التى زارها مؤخرا.

تقرير معاريف، يؤكد أن عضو الجهاد الإسلامى يدعى توفيق حميد, والاسم حيرة شديدة لدى المهتمين بملف الإسلام السياسى بمجرد الإعلان عنه، بما فى ذلك أجهزة الأمن المصرية التى بسؤال أحد ضباطها نفى أن يكون الاسم معلوما له، أو تردد أمامه من قبل، مع ذلك أشار إلى أن أجهزة الأمن توالى البحث فى القصة المنشورة بمعاريف.

قصة حميد كتبها الصحفى الإسرائيلى عاميت كوهين، وقال فيها إن حميد «دخل عالم الجهاد الإسلامى المصرى عام 1979 عندما بدأ دراسته فى كلية طب القاهرة»، وألف كتابا سماه «داخل الجهاد»، إلا أن بعض المتابعين للحركة والعارفين بأسماء كوادرها نفوا معرفتهم به.

الدكتور كمال حبيب، العضو السابق فى تنظيم الجهاد، قال لـ«اليوم السابع»: هذه أول مرة اسمع فيها هذا الاسم، ولكن من الممكن أن يكون من جيل معظمه تفرق الآن، ولا أحد يعرف عن أعضائهم الكثير.

ما أثار دهشة الكثيرين هو التحول الذى حدث فى شخصية حميد، فهو كما ذكرت معاريف خرج من الجماعة قبل تنفيذه مهمة أوكلت إليه بخطف ضابط شرطة, من أمام جامعة القاهرة، ثم دفنه حيا, ردا على الملاحقة الأمنية لأعضاء الجماعة. وبعد ذلك هاجر إلى السعودية ثم إلى نيوزيلاندا، قبل أن يستقر فى الولايات المتحدة الأمريكية.

حميد يقوم الآن ببلورة برنامج عام لمكافحة الإرهاب بصفته باحثاً كبيراً فى معهد باتوميك للدراسات السياسية فى العاصمة الأمريكية واشنطن، التى انتقل إليها من نيوزيلاندا بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر عام 2001.

ممدوح إسماعيل، محامى الجماعات الإسلامية، شكك فى رواية الصحيفة الإسرائيلية قائلا: الصحيفة نشرت أن المدعو حميد انتقل من الجهاد إلى الجماعة الإسلامية، رغم أن جيل 79 لم يكن به أحد بهذا الوصف، فضلا عن أن هذا الشخص مجهول بالنسبة لنا.

معاريف أشارت إلى أن حميد الذى زار إسرائيل الشهر الماضى، كان يدرس الطب فى جامعة القاهرة وانضم إلى تنظيم الجهاد إبان كان طالبا فى الجامعة، رغم أنه لم يكن متدينا!، لكن توقيت بدء دراسته للطب الذى واكب الفترة التى انتشر فيها التيار الإسلامى السلفى داخل الجامعة، حيث خضع لعملية «غسيل دماغ مكثف» من جانب كوادر جهادية، وكما تؤكد معاريف نقلا عن حميد نفسه: «كان التوجه آنذاك أنه لا يجب انتظار خروج الأمة الإسلامية للجهاد، بل إن الأمر واجب على كل فرد»، مضيفا لـ معاريف: «خلال نصف سنة خضعت لغسيل دماغ مكثف، كنا نسمع القصص ونتخيل الحوريات وهن ينتظرننا فى الجنة».

تنقل الصحيفة الإسرائيلية عن حميد قوله إنه عندما تراجع عن تنفيذ فكرة خطف الضابط التى كان مكلفا بها، وقرر ترك التنظيم، حاول أصدقاؤه إعادته مرة أخرى, واقترحوا عليه أن يعود للصلاة معهم، لكنه رفض وبدأ يناقشهم نقاشات دينية وفكرية، أضاف: لكن «عندما أدركوا أنهم لن يستطيعوا تغيير رأيى اتهمونى بالكفر، وفى إحدى المرات جاءوا ليحضروا خطبة كنت ألقيها لكى يقذفونى بالحجارة، وهددونى وحاولوا مهاجمتى. وبين عشية وضحاها تحولت من صديق إلى عدو، ولكن لم أكن عدواً بسيطاً إذ عرفت القرآن أكثر منهم».

حميد، وحسب روايته لمعاريف، تعرف خلال فترة وجوده ضمن تنظيم الجهاد على أميره فيما بعد، أيمن الظواهرى الرجل الثانى الآن فى تنظيم القاعدة، قائلا للصحيفة: «فى أثناء أداء إحدى الصلوات فى المسجد، أشار صديق لى شخص يجلس فى الصفوف الأمامية، وقال: هل تعرف من هذا؟ إنه أيمن الظواهرى».

ويصف حميد الظواهرى بقوله: إن الجهاد لم يكن جزءا من حياته، بل كان حياته كلها، فهو يؤمن بأن على الإسلام أن يقود ويحارب النصارى واليهود، مضيفا: «الظواهرى شخصية كاريزما، نجح فى استقطاب الطلاب بالجامعة، ونحن تأثرنا به كثيرا، فعندما كان يخطب كانت جدران المسجد ترتج وكانت أبداننا تتسمر، فكنا على استعداد للخروج للقتال والموت».
نسبت معاريف إلى حميد قوله إنه يحب إسرائيل لأنها «دولة جميلة»، وإن هناك صورة مغلوطة عنها فى العالم العربى.

ممدوح إسماعيل علق على هذا الجزء من الرواية بقوله: مثل هذه التقارير بمثابة مخطط إسرائيلى مدروس لاختراق العالم العربى والإسلامى بالتركيز على أقوال من يمجدون الدولة العبرية، مثل الصحفى المصرى مجدى علام الذى تحول إلى المسيحية منذ عدة أشهر على يد بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، ونونة درويش التى اشتهرت بكتاباتها المعادية للإسلام رغم أنها مسلمة.

نقلت الصحيفة الإسرائيلية عن حميد قوله أيضا: إنه خلال فترة تواجدى فى التنظيم تم التخطيط للقيام بأعمال أكثر تطرفا، كحرق الكنائس، وخلال تلك الفترة بدأ كفاح المجاهدين فى أفغانستان ضد الغزو السوفيتى، وخططت للسفر إلى هناك والجهاد لأن الموت فى سبيل الله كان حلمنا، وحسدت أسلافنا من المجاهدين لأن قراراتهم كانت سهلة، كانت هناك حرب قُتلوا فيها ووصلوا إلى الجنة».

الفقر هو نتيجة الإرهاب وليس المسبب له، ومعالجة الفقر ستأتى بنتائج محدودة، لكن إذا رغبنا بمعالجة المرض نفسه فعلينا عمل ذلك بصورة كلية».

منتصر الزيات, محامى الجماعات الإسلامية والخبير بشئونها نفى أن يكون قد سمع باسم المدعو حميد مطلقا رغم خبرته الطويلة، ورجح أن تكون هذه حيلة إسرائيلية للعب بأعصاب الجماعات المتشددة وأجهزة الأمن فى المنطقة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة