قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن الحرب الإسرائيلية على غزة كانت لها أكبر الأثر فى زعزعة العلاقات التى تربط إسرائيل، بأكبر دولة مسلمة حليفة لها، تركيا. وأضافت الصحيفة أنه خلال العدوان الإسرائيلى على غزة، وقف حلفاء إسرائيل من العرب إلى جانبها، بينما انتقدت تركيا، تلك الدولة الوسيطة التى ساهمت فى عقد مباحثات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا العام الماضى، الحرب الغاشمة على قطاع غزة منذ بدايتها وحتى انتهائها، بل وأعرب رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان عن غضبه الشديد إزاء قتل إسرائيل للمدنيين بلا وجه حق فى فلسطين، وانتقد إسرائيل انتقاداً لاذعاً خلال مشاركته فى منتدى دافوس الاقتصادى العالمى.
غير أن الصيغة تشير إلى أن كلا من الجانبين الإسرائيلى والتركى يجتهدان لرأب الصدع بينهما، وأدلى المسئولون من الجانبين بالتصريحات التصالحية لتسوية الأمور بينهما. فأعلن بعض المسئولين الأتراك أن أنقرة وتل أبيب قد أضفيا الكثير من الأهمية على علاقاتهما الثنائية بمرور الوقت، لذا سيكون من الضرورى الحفاظ على هذه العلاقة وحمايتها من الاندثار. ومع ذلك، يدرك الطرفان حقيقة وقوع ضرر كبير، ويتوقع الخبراء السياسيون أن الفترة القادمة ستشهد تحولاً ملحوظاً على الساحة السياسية فى الشرق الأوسط. وتذكر الصحيفة بأن تركيا تشغل مكانة فريدة فى الشرق الأوسط، بالنسبة للغرب، بسبب علاقاتها المتينة مع إسرائيل. وكانت تركيا كذلك أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل كدولة، كما تجمع الدولتين علاقات تجارية تعود بفائدة على تركيا تقدر قيمتها السنوية بـ3 مليارات دولار.
وعلى الرغم من ذلك، اختلفت وجهات نظر الدولتين حول كيفية معاملة حماس. فإسرائيل تنظر إلى حماس باعتبارها جماعة إرهابية تحثها عقيدتها على تدمير الكيان الصهيونى المتمثل فى دولة إسرائيل. أما تركيا، فترى حماس من منظور مختلف تماماً، فهى حركة "إسلامية"، شأنها شأن حزب أردوغان "العدالة والتنمية"، تأخذ الدين الإسلامى منهجاً لها، كما أنها وصلت إلى الحكم بعد انتخابات حرة ونزيهة أمام مرأى من العالم أجمع. ومن جهة أخرى، يرى المسئولون الأتراك أن موقف أردوغان إزاء الحرب على غزة وانتقاده لإسرائيل إنما هو "نقد صحى"، وتحذير صادق من "صديق قريب" يعتقد أن إسرائيل قد تعدت حدودها.
نيويورك تايمز: العرب ساندوا إسرائيل فى غزة وتركيا لم تفعل
الخميس، 05 فبراير 2009 05:12 م
أردوغان كان أبرز المعترضين على مجازر إسرائيل فى غزة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة