الانتقالات الشتوية قدمت مفارقات غريبة، خاصة فيما يتعلق بالقطبين الأهلى والزمالك.. لأول مرة يظهر الأهلى هادئا لم تمتد يده إلى الأندية الأخرى ولم «يتكهرب» بسببه الوسط الكروى، وهو قد عودنا على إشعال كل موسم انتقالات.. اكتفى بصفقة محمد طلعت نجم منتخب الشباب وكان ذلك متوقعا، وربما يكون مكسبا يتفوق على كل مكاسب صفقات غريمه التقليدى الزمالك الذى لم يعد فى السنوات الأخيرة غريما حقيقيا على أرض الواقع حيث اكتفى هو وجمهوره بتنسم رحيق وعبق التاريخ كناد عريق.
والمفارقة الثانية أن الزمالك بما فقده من جاذبية لنجوم الأندية الأخرى بتأثير مشاكله وأزماته قدم صورة مغايرة لما كان يتوقعه الجميع وأنجز عدة صفقات يعتقد خبراؤه أنها إيجابية رغم أن أسماء اللاعبين ليست براقة بما يكفى.. لكن فى الوقت نفسه يظل تقييم استفادة الفريق من هذه الصفقات غامضاً ومعلقا على ما تقدمه من إنتاج وعطاء.. ويزداد الغموض، وربما يتحول إلى خطر بالتفريط فى أيمن عبدالعزيز ومصطفى جعفر و«ميوعة» موقف جمال حمزة الذى تحيطه شائعات قوية بالتوقيع للأهلى.. ولا يعرف أحد إذا كانت المعادلة ستتوازن داخل قائمة الفريق بين الداخلين لها والخارجين منها.
لم يعد اتحاد الكرة يكترث من أى انتقادات يتعرض لها.. ويبدو أنه استوعب أكثر من غيره طبيعة العقلية المصرية وأخذ من الكبار فى السياسة والاقتصاد فكرة سريان الحوار فى اتجاه واحد.. لم يتحرك الاتحاد لا حرجا ولا خوفا عند خروج منتخب الشباب مبكرا من البطولة الأفريقية واستراح لرأى سكوب المدير الفنى للمنتخب بأن الفريق حقق إنجازا بالقياس إلى ظروفه السيئة فى الإعداد والتجهيز.. ولم يقل لنا مسئولو الجبلاية لماذا كانت الظروف سيئة رغم أن الحديث لا ينقطع منذ أشهر طويلة وربما سنوات عن أولوية الاهتمام بفريق سوف يمثل مصر فى بطولة تستضيفها!.
والأغرب من ذلك أن الاتحاد أدار ظهره لكل ألوان النقد وحتى التجريح فى واقعة اللاعب الإيفوارى زيكا جورى.. فهو مستعد دائماً للالتفاف حول مشاكله والنظر إلى منتقديه على أنهم «خوارج» على ملائكة يديرون جمهورية الجبلاية بقلوبهم التى تنبض بمصلحة الكرة المصرية وتوفر لها قوت يومها، لأن الحديث عن اللوائح والقوانين وأساسيات إدارة اللعبة والارتقاء بها فنياً مجرد وجهات نظر تقبل الجدل، أو هى ثرثرة على ضفاف النيل المواجهة مباشرة للجبلاية.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة