معهد واشنطن: حماس مفتاح تقدم اليمين الإسرائيلى

الخميس، 05 فبراير 2009 12:30 م
معهد واشنطن: حماس مفتاح تقدم اليمين الإسرائيلى نيتانياهو يكتسب شعبيته من قلق الإسرائيليين من حماس
إعداد ريم عبد الحميد عن معهد واشنطن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى العاشر من فبراير الجارى، سيذهب الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع لاختيار حكومة جديدة، وقد استأنفت الحملات الانتخابية، التى تأثرت بالعملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، بجدية. وربما تفسر هذه الحملات المختصرة السبب وراء تردد ما يقرب من 30 فى المائة من الإسرائيليين فى المشاركة فى هذه الانتخابات، وهو ما يمثل نسبة كبيرة فى دولة تفخر بأن مواطنيها يتمتعون بالوعى السياسى.

وعلى الرغم من أن زعيم الليكود بنيامين نيتانياهو، حافظ على تقدمه بثبات وفقاً لاستطلاعات الرأى، إلا أنه لا يستطيع التأكد من الفوز بسبب العدد الكبير من الإسرائيليين الذين لم يقرروا المشاركة بعد. كما أن وزيرة الخارجية وزعيمة حزب كاديما، تسيبى ليفنى، لا يزال بإمكانها تحقيق الفوز.

فوفقا للعديد من استطلاعات الرأى، من المتوقع أن يحصل تحالف أحزاب، بعض دينية، بقيادة حزب الليكود المنتمى إلى اليمين الوسطى، على 65 مقعداً من بين مقاعد الكنيست الإسرائيلى البالغ عددها 120 مقعداً، مع العلم أن تحقيق الأغلبية يتطلب الحصول على 61 مقعداً. ورغم ذلك، فإن الفجوة بين أكبر حزبين فى إسرائيل، الليكود وكاديما، ضيقة. حيث من المتوقع أن يحصل حزب كاديما (يسار وسط) على عدد مقاعد تتراوح بين 25 و28 مقعداً.

ووفقا للقواعد الإسرائيلية، فإن الرئيس سيطلب من الحزب الذى حصل على أكبر عدد من المقاعد تشكيل ائتلاف. وإذا تمكن حزب كاديما من التغلب على الليكود، فإن ليفنى ستأمل فى إقناع أحزاب اليسار الوسط والأحزاب الدينية اليمينية، للانضمام إلى ائتلافها. وستكون هذه هى المحاولة الثانية لليفنى لتشكيل حكومة، بعد فشل محاولتها الأولى عام2008 بعد استقالة رئيس الوزراء إيهود أولمرت (وظل أولمرت بعد ذلك فى منصبه حتى موعد الانتخابات).

لماذا يتقدم اليمين الإسرائيلى؟
نظراً لأنه خاض من قبل الانتخابات العامة، فإن بنيامين نيتانياهو تبنى اتجاهاً قائما على الابتعاد عن المخاطرة. فقد تجنب نيتانياهو بقدر كبير وسائل الإعلام، ورفض الدخول فى نقاشات مع معارضيه الرئيسيين، ليفنى ووزير الدفاع وزعيم حزب العمل إيهود باراك. كما كان رئيس الوزراء الأسبق قادراً على تجنب أسئلة تدور حول كيف أقام قناة خلفية مع سوريا ناقشت التنازل عن مرتفعات الجولان كلها، عندما ترأس الحكومة عام 1998، فى الوقت الذى يتحدث فيه اليوم عن ضرورة الحفاظ عليها فى يد إسرائيل. بالإضافة إلى أنه لم يوضح إعلانه بأنه لن يتم السماح لإيران بأن تصبح نووية.

هناك عدة أسباب هى التى جعلت الليكود يحتل المقدمة بين الأحزاب الإسرائيلية. أولها أن إطلاق حماس صواريخها على المدن الإسرائيلية منذ انسحاب الجيش الإسرائيلى من قطاع غزة عام 2005، وتكرار إطلاق الصواريخ بشكل كبير بعد فوز حماس فى انتخابات عام 2006، يبدو وكأنه يدفع الإسرائيليين نحو اليمين، ويجعلهم أقل ميلاً إلى أى انسحاب مستقبلى من الأراضى الفلسطينية. (الفلسطينيون يقولون إن الانتقام الإسرائيلى له نفس التأثير على الهيكل السياسى الفلسطينيى).

وتؤيد ليفنى ومعها باراك مزيدا من الانسحابات التى تصاحبها إجراءات أمنية صارمة. وهم يرون أن هذا الأمر من شأنه أن يخلق قاعدة لحل الدولتين، والذى سيجعل إسرائيل أكثر أمناً. وعلى العكس من ذلك، فإن اليمين يشير إلى غزة باعتبارها دليلاً على أن الانسحاب سيجعل إسرائيل غير حصينة. والأكثر من ذلك، أن نيتانياهو وعد بالتعاون بين الليكود وكاديما والعمل بعد الانتخابات. ويبدو أن هذه الدعوة للاتحاد مريحة للرأى العام فى ظل مخاوف أن يؤدى تشكيل حكومة يمينية فقط، مثل التى ترأسها نيتانياهو فى أواخر التسعينيات، إلى مواجهة مع الولايات المتحدة.

والسبب الثانى هو أن الرأى العام الإسرائيلى يتقبل مقولة الجناح اليمينى بأن إسرائيل لم تذهب بعيداً بدرجة كافية فى الحملة العسكرية الأخيرة على قطاع غزة. حيث دعا كل من نيتانياهو وافنجدور ليبرمان رئيس حزب إسرائيل بيتنا، إلى ضرورة أن تطيح وزارة الدفاع الإسرائيلية بحركة حماس، خاصة فى ظل الأداء الضعيف للحركة فى هذا الصراع. ومنذ بدء الحرب فى غزة، ضمن حزب إسرائيل بيتنا اليمينى المتشدد ما بين 10 إلى 16 مقعداً بحسب استطلاعات الرأى. أما السبب الثالث، فهو أن الأزمة الاقتصادية العالمية تقترب من إسرائيل وهو النقطة التى كشفت هنا رئيس بنك إسرائيل، ستانلى فيشير خلال الأسبوع الماضى. وقد سعى نيتانياهو إلى تسليط الضوء على كونه وزير سابق للمالية يتمتع بالخبرة (فى الفترة من 2003 إلى 2005)، وأنه الأقدر على قيادة الدفة فى ظل تلاطم الأمواج، فى حين أن ليفنى تقول إن سياسات السوق الحرة التى يريد نيتانياهو أن ينتهجها هى التى أدت إلى الكثير من التجاوزات فى وول ستريت، وهو الأمر الذى لا تستطيع إسرائيل مواجهته الآن.

منهج ليفنى
تعتمد ليفنى على استراتيجية تقوم على ثلاثة أجزاء: الأول أن انتخابها يعد أمراً مصيرياً، لأن إسرائيل لا يمكنها التخلى عن جهود السلام. ففى مقابلة أجرتها معها صحيفة هآرتس، ردت ليفنى على سؤال حول تأثير فوز نيتانياهو، بالقول إن إسرائيل ستخسر فرصة لتحقيق تقدم فى السلام مع الفلسطينيين، والذى يمكن أن يحافط على إسرائيل كدولة "يهودية ديمقراطية".
والجزء الثانى أن ليفنى تصور نفسها على أنها سياسية غير فاسدة. كما أن ليفنى تصور نفسها أيضا على أساس أنها " أوباما إسرائيل" الذى يمثل السياسة النظيفة. وتحمل ملصقاتها كلمات "رئيسة وزراء مختلفة أو بديلة"، مستخدمة الكلمة العبرية التى تؤكد على أنها امرأة. ومن سوء الحظ بالنسبة لليفنى أن الساحة السياسية الإسرائيلية تغيرت مع الصراع الأخير فى غزة. وأصبحت هذه الحجة أقل تأثيراً مما كانت عليه قبل بضعة أشهر.

أما الجزء الثالث فهو أن ليفنى تقدم نفسها كصانعة القرار الأكثر حزماً فى الحكومة، وذلك بعد أن أظهرت استطلاعات الرأى الآن أن القضايا الأمنية تحتل الأولوية لدى الناخبين. وتسعى إلى التأكيد على أن المرأة يمكن أن تكون قائدأ حازماً فى الأوقات الصعبة، وتأمل أن يجعل هذا الأمر بعض أصوات اليمين لصالحها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة