يواصل المدعى الجنائى الأمريكى التابع لوزارة العدل التحقيق فى قضية اتهام مدير مكتب الـCIA فى الجزائر والقاهرة سابقا، باغتصاب مواطنات أثناء فترة عمله. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "روبرت وود" أن الولايات المتحدة تأخذ بجدية كل اتهام يتعلق بسوء تصرف موظفيها فى الخارج، موضحا أن الشخص المعنى قد عاد إلى واشنطن وأن الحكومة تدرس هذه القضية.
كانت الدوائر الرسمية الأمريكية قد فرضت حظرا على القضية لمدة 16 شهرا، منذ تقدمت جزائريتان إلى المدعى العام الأمريكى بشكاوى تطالب فيهما بالتحقيق فى قيام "أندرو وارن" 41 عاما باغتصابهما دون وعيهما وتخديرهما فى مقر إقامته بالجزائر. وكشفت محطة "أيه بى سى" الأمريكية عن اسم المتهم وصورته وعرضت نص التحقيقات وشهادات الضحايا، مما تسبب فى إجراء تحقيقات عاجلة داخل وكالة المخابرات الأمريكية.
يقدم المحقق الجنائى الخاص سكوت بانكر فى البداية تعريفا بنفسه، فهو متخصص فى الجرائم الجنسية، وحصل على خبرات تعليمية كبيرة، بالإضافة إلى خبرته فى الجرائم الجنائية والجنسية، فهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة كانسس. وهو أيضا حاصل على زمالة الدراسات الدفاعية، ويقدم مذكرة تفتيش غرفة الفندق، حسب القاعدة 41 من القانون الفيدرالى لولاية كولومبيا ويعرض المحقق للأدلة والوثائق والتسجيلات.
ويقوم بتوصيف الجريمة: ويشرح بالتفصيل الوقائع على لسان الضحيتين وكيف تعرفا بهما وكيف قام بارتكاب واقعة الاغتصاب للضحية الأولى التى تعيش خارج العاصمة الجزائرية.
الضحية الأولى لم تر وارين بعد الحادثة، فى حين قالت الشاهدة الأولى إن وارين قام بتصوير الضحية على كاميرا الفيديو الخاصة به خلال الحفل عدة مرات، ولكن هناك شاهد آخر قال إن الضحية الأولى بالفعل كانت بالحفلة ولكنها شربت بنفسها كمية كبيرة من الكحوليات حتى جعلتها فى حالة سكر.
وفى 15 سبتمبر 2008 أبلغت الضحية الثانية نائب رئيس البعثةDeputy Chief of Mission for the United States Embassy in Algeria, Thomas F. Daughton أن وارين أقام معها علاقة جنسية كاملة دون موافقتها فى 17 فبراير 2008، وهو ما استدعى أن يبلغ العميل الخاص (dss) كيفين ووايستون مسئول الأمن الإقليمى.
وفى 25 سبتمبر 2008 انتقل العميل الخاص "دى اس اس جريجورى سكوسلير" إلى محل إقامة الضحية الثانية للقائها، حيث قالت أثناء اللقاء إنها كانت على معرفة بوارين هى وزوجها منذ كان وارين يعمل بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، وقابلت وارين مرة بعد نقله إلى الجزائر وقالت إنه فى 17 فبراير تقريبا من عام 2008 دعاها اندرو إلى محل إقامته بالجزائر وعندما وصلت دعاها فى جولة بأنحاء المنزل ثم جلسوا فى غرفة المعيشة، حيث طلب منها أن يلتقط لها صورة على الهاتف المحمول الخاص به ثم قدم لها مشروب مارتينى تفاح، كان قد أعده فى المطبخ بعيدا عنها وأثناء الكأس الثانى تقول الضحية الثانية إنها بدأت تشعر بتعب عنيف لم تشعر به من قبل حتى أنه لم يكن كالآثار المعروفة لكثرة شرب الكحوليات وبدأت تفقد وعيها فى لحظات وتعود، ما تتذكره فى شكل لقطات من الأحداث، وتضيف الضحية فى التحقيقات أن استعادتها للذاكرة فى بعض اللحظات أنه فجأة وجدت نفسها فى الحمام الخاص بوارين فى الطابق العلوى، وكان يحاول نزع بنطلونها فى الوقت الذى كانت فيه الضحية الثانية تستطيع السمع والرؤية والكلام، ولكن لا تستطيع الحراك تماما وحتى أنها طلبت منه مغادرة الحمام، ولكنه استمر فى نزع ملابسها وكانت الضحية فى ذلك الوقت غير قادرة على استيعاب ما يحدث لها، وبعد فترة من فقد الوعى وجدت الضحية نفسها بحوض الاستحمام دون أن تعرف كيف وصلت له وشعرت أنها تنزلق داخله، ثم فجأة فتحت عينيها لتجد نفسها خارج الحوض، تحاول لبس بنطلونها، ثم وجدت نفسها على سرير وارين وهو يحاول نزع ملابسها مرة أخرى، وتضيف الضحية أنها شعرت بالشلل ولم تستطع الحركة وطلبت من وارين التوقف عما يفعله وبدأت تسأله "ماذا يحدث لى؟" فرد عليها وارين "لا أحد يمكث على مفارشى الثمينة بملابسه"، وقالت إنه فى الوقت الذى كانت تفيق لتعود وتفقد الوعى مرة أخرى رأت وارين وهو يمارس الجنس معها، ثم تقول إنه بعد وقت أفاقت على السرير بملابسها وهى لا تعى ماذا حدث لها أو حتى كيف ارتدت ملابسها مرة أخرى وكيف قادت إلى منزلها؟
فى حين أشارت الضحية الثانية إلى أنها أرسلت لوارين رسالة نصية فى 19 فبراير تتهمه فيها باستغلالها جنسيا فرد عليها بـ"أنه آسف" وتقول الضحية الثانية أنها أبلغت زوجها والمعالج النفسى الخاص بها بالحادث، ولكنها لم تبلغ السفارة الأمريكية حتى عودتها إلى العاصمة الجزائرية فى سبتمبر 2008.
عاد وارين إلى الولايات المتحدة فى 9 أكتوبر 2008 بعد تحديد موعد لمقابلة المسئول عن التحقيقات فى فرجينيا الشمالية فى 10 أكتوبر، حيث تم مواجهته بالادعاءات الموجهة ضده من الضحيتين وخلال اللقاء وافق وارين على التعاون فى التحقيقات وأقر بإقامة علاقات جنسية مع الضحيتين فى مقر إقامته بالجزائر، ولكن بموافقتهما، وقال إنه يملك على الكمبيوتر الشخصى له وهاتفه المحمول صورا خاصة بالضحيتين، وقال الذى أجرى التحقيق إن وارين قام بتسليم الهاتف المحمول الخاص به وكاميراته الرقمية طواعية بعد انتهاء اللقاء لكى يتم فحصهما من قبل الطب الشرعى، ولكنه رفض تفتيش الكمبيوتر الشخصى الخاص به أو تحريزه ويطالب المسئول عن التحقيقات فى مذكرة التفتيش بأنه فى حاجه إلى مذكرة للسماح له بتفتيش جهاز الكمبيوتر الخاص بوارين قبل أن يتمكن من محو المعلومات والصور الموجودة عليه، كما قام بانتداب اثنين من العملاء الخاصين لمراقبه غرفة وارين بالفندق لحين الحصول على مذكرة تفتيش للغرفة، ولكنه قال للعملاء أن يطلبوا من وارين تسليم الكمبيوتر الشخصى طواعية وبالفعل وافق وارين على ذلك وأعطاهم كمبيوتر شخصيا ماركة "HP"، وتم نقله إلى مقاطعة كولومبيا.
وبعد ذلك تم استخراج مذكرة تفتيش لمحل إقامة وارين بالجزائر، وأثناء عملية التفتيش تم العثور على مارتينى تفاح وأدوات مختلفة لتخزين المعلومات وهارد ديسك وكروت ذاكرة وعقار "فاليوم" و"زانكس" وكتيب عن التحقيقات فى الاعتداءات الجنسية.
ويقول خبير سموم بالوحدة الكيميائية بمعمل التحقيقات الفيدرالية استعان به المحققون، إن الأعراض التى وصفتها الضحيتان تتوافق مع الأعراض الناتجة عن تعاطى العقارات التى تستخدم لتسهيل الاعتداءات الجنسية، مؤكدا أنه وفقا لتأثيرات هذه العقارات لا تذكر الضحية غالبا حدوث اعتداء، ولكن يكون عندهم وعى بأنه تم انتهاكهما ويقول إنه من الأعراض المعروفة لتلك العقاقير الشعور بأعراض مشابهة لأعراض الشرب المفرط للكحوليات بغض النظر عن الكمية وفقدان فى الذاكرة لبعض الفترات ومستويات متفاوتة من الوعى والشعور بالشلل وهو ما يتوافق مع ما قاله الضحايا.
ويضيف الخبير أن العقاقير الشائع استخدامها فى عمليات الاعتداء هى "منومات" و"باسط للعضلات" و"زانكس" و"فاليوم" والتى يتم تحويلها من حبوب إلى بودرة، بالإضافة إلى عقار "GHB" الموجود على جدول المخدرات ويتم توزيعه على نطاق محدود جدا، ولكن هناك مادة "GBL" التى تستخدم كمزيل لطلاء الأظافر ومزيل للبقع، والتى من السهل الحصول عليها وتتحول إلى "GHB" بمجرد دخولها جسم الإنسان، وقال إن هذه العقاقير يتم شراؤها من على الإنترنت ودمجها بمشروبات الضحايا دون علمهم، وأكد أن هذه المواد يمتصها الجسم سريعا وتبقى آثارها فى البول ما بين 8-12 ساعة وفى الدم لمدة تتراوح بين 4-8 ساعات، وتظهر تأثيراتها على الإنسان بعد 15-30 دقيقة، وتستمر الأعراض لما يقرب من 6 ساعات.
وتضيف التحقيقات أنه بما أن الحادثتين وقعتا بفارق 8 أشهر بين كل حادثة وأخرى، فإن هناك سببا يجعلنا نصدق أن وارين يحتفظ بهذه المواد بشكل مستمر. ويقول المحقق إنه وفقا لخبرته فهو يعلم أن تسجيلات الفيديو والصور يمكن نقلها إلى السعات التخزينية مثل أجهزة الكمبيوتر وكروت الذاكرة.
ويقول المحقق أنه فى ضوء خبرته فى مجال الكمبيوتر والبرمجيات يعلم أن المعلومات التى يتم مسحها من الكمبيوتر يمكن استرجاعها ويمكن استرجاع مواقع الإنترنت التى تمت زيارتها. وتستغرق عملية تفتيش الكمبيوتر الخاص بوارين أسابيع، حيث يتطلب الأمر إجراءات دقيقة وعلمية يجب اتباعها لاسترجاع البيانات دون ضياعها وأنه يجب توافر معمل خاص لتطبيقها، خاصة مع وجود كم هائل من المعلومات وإمكانية قيام صاحب الكمبيوتر بتضليل الباحثين.
ويكشف المحقق فى نهاية التحقيقات أنه وفقا للمعطيات فهناك اتجاه للتصديق بأنه فى الفترة ما بين سبتمبر 2007 و17 فبراير 2008 ارتكب وارين انتهاكات جنسية بأماكن إقليمية تخضع للولايات المتحدة، مما يخرق قوانين الولايات المتحدة، كما أن هناك ما يدعونى للاعتقاد بأن الدلائل والأدوات المستخدمة فى الجرائم ستكون موجودة على جهاز الحاسب الشخصى الخاص به.
نص التحقيق
شاهد الفيديو..
موضوعات متعلقة..
السفارة الأمريكية ترفض التعليق على جرائم CIA
"الخارجية": ندرس اتهام CIA بارتكاب جرائم بمصر
أوباما يعين مديرا جديدا لـ"CIA"
بالفيديو.. نص التحقيقات مع مدير الـ CIA المتهم باغتصاب مصريات وجزائريات
الخميس، 05 فبراير 2009 06:52 م