عصام شلتوت

الحدود بطل الكأس ينقذ سمعة مصر

الخميس، 05 فبراير 2009 11:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تهنئة واجبة لفريق حرس الحدود ممثل المؤسسة العسكرية بالفوز بكأس مصر لأول مرة فى تاريخه، منذ كان ناديا باسم السواحل فى الأربعينيات إلى أن أصبح حرس الحدود.
لا جديد فى أن نقول إن الفوز نتاج إدارة منضبطة «محترفة» تحتاج الكرة المصرية تعميم نموذجها نفسه فى الأندية الكروية.. وغيرها.

أما أم العروسة اتحاد الكرة.. فشاءت الأقدار أن تنقذه ورئيسه سمير زاهر، وبالتالى سمعة مصر من فضيحة زيكا جورى المدوية، هذا اللاعب الذى قيد فى ثلاثة أندية فى موسم واحد ضاربا رقما قياسيا لا تعترف به قواميس كل المنظمات الكروية القارية والعالمية، لكن لأن شريك إنبى فى المباراة المهزلة التى خيمت على سماء اللعبة هو نادى بتروجيت التابع لنفس المؤسسة البترولية أعتبروها «بيتى».

سمعة مصر لم تساو عند زاهر قيمة فنجان شاى مع صديق فى نادى هليوبوليس، وتخيلوا أن ترفع شكوى لـ الفيفا مكتوب فيها أن ناديا أشرك لاعبا لا يحق اللعب هذا الموسم، وتم كشف الخطأ المتعمد، بل نال اللاعب عقوبة الإيقاف لنهاية الموسم وتم سحب رخصة الوكيل «السمسار» وتوقيع غرامة على النادى، لكن لم يتم تعديل النتيجة لتصبح فوز بتروجيت مثلما يحدث فى رواندا وجزر القمر وإنجلترا وفرنسا وكل هذه الدول المحترمة!
الغريب أن إجابة رئيس اتحاد الكرة المسجلة صوتا وصورة فى جريدة الأخبار وأمام كاميرا مودرن سبورت كانت: نشكر وزير البترول، لأنه رفض أن يصعد نادى بتروجيت قضيته للفيفا، يعنى السيد زاهر عارف نتيجة التصعيد كانت إيه؟!. المدهش أن يخرج علينا بعدها ليقول: وإنتم مالكم.. بتروجيت لم يشكو حتى نغير نتيجة المباراة!.

وكأن القوانين واللوائح تحتاج من المؤسسات المنوط بها تطبيقها إلى شاكٍ، برغم أن الحدث «الكارثة» وقع أمام أعين هذه المؤسسة.. تماما كأن يضرب مواطن آخر بالسكين أمام قسم الشرطة فيكون رد مسئوليه أن الراجل المضروب لم يشكو فلماذا نحرر محضرا للضارب؟!
حلول، يعف من نسميهم يجلسون على المصطبة عن أن يستخدموها، لكن الجبلاية بقدرة قادر «كفنت» الموضوع ودفنته بسرعة، لأن مصالح السماسرة مع موظفى لجنة شئون اللاعبين الذين يركبون سيارات حديثة يشترون شقق التمليك رغم رواتبهم التى لا تتعدى الألف جنيه بكثير سيخسرون كثيرا.. وبطبيعة الحال فهم رجال الرئيس ومن حوله يمكنهم «طبخ» أى موضوع وتوجيهه إلى أى جهة، ولتسقط القوانين واللوائح تحت أحذيتهم، فلا فارق عندهم، لأن الحساب يوم الحساب!

المصيبة أيضاً أن بطولة الكأس ثانى أهم بطولة فى تاريخ الكرة المصرية أصحبت هذا الموسم كالجنين المشوه، ولو كان مسئولو الزمالك فى وعيهم لكان اتحاد الجبلاية فى موقف لا يحسد عليه.. فلماذا؟

لأن الزمالك كان يجب ألا يسلم الكأس للاتحاد وأن يظل بطلا للكأس موسما كاملا زى كل خلق الله فى عالم الكرة، وبمنعى أدق الزمالك فاز بالكأس فى شهر مايو 2008.. إذن يجب أن يستمر بطلا حتى مايو 2009، وإحنا بطبيعة الحال لا نريد الوقيعة بين ميت عقبة والجبلاية، لكن اتحاد الكرة نفسه كان قد أكد أن نهائى الكأس فى مايو 2009 وكمان يوم جمعة يكون 5 أو 25 من الشهر نفسه، لكن التعجيل بقرار اللعب يوم أول فبراير 2009 جاء نتاج عدم الانتظار لحين تقديم شكوى للفيفا من فاعل خير مثلاً تربك الاتحاد المربوك أساسا.. مهما تحدثوا عن تقريب الموعد لأن الحرس وإنبى سيلعبان فى الكونفيدرالية الأفريقية ولا داعى للانتظار لنهاية الموسم!

حتى البطولة أو الابن الثانى للجبلاية جعلوه ابن سبعة أو أقل لكنه سيعيش، حتى لو ماتت اللوائح وكل القوانين، المهم أن تستمر الصداقات وتستثمر العلاقات.. الخطير فى الأمر أن هناك العديد من البلاوى فى أروقة الاتحاد، لكن فى غياب الرقيب الذى هو مفروض أن يكون المجلس القومى للرياضة ستظل كل الأمور على ما هى عليه.

فلا مانع من عدم الرد على ملاحظات الجهاز المركزى للمحاسبات.. ولا ضيق من ترك الحبل على الغارب لبعض أعضاء الاتحاد يديرون اللجان، ويعملون فى البرامج الخاصة بالاتحاد، ولا ضجر من موظفين لهثوا ليجدوا فرصة عمل فى أى مكان فلم يجدوا.. لأنهم بدون مؤهلات أو سيرة ذاتية، لكن صدفة ما أوقعتهم فى طريق صداقة ما مع هذا أو ذاك فى الجبلاية، وياحبذا لو كان الرئيس أو أحد رجاله، فهذا يكفى لنيل فرصة عمل عظمى.. بل ترشيحك لأكثر من مكان فى آن واحد.

كمان لا وجود لأى نوع من الكسوف فى تعيين مدير إدارى لمنتخب مصر للشباب هو فى الوقت نفسه يعمل مديرا لمنطقة القاهرة لكرة القدم، فيقبض راتبين، وينال ثوابين لأنه يعطى لمصر طبعاً.. كلهم بيعطوا لمصر، لكن لا أحد قال لنا ماذا يعطى مصر؟!

أخيرا نوجه سؤالا مهما لرئيس الاتحاد سمير زاهر هو: هل لو كان الأهلى هو بطل الكأس، كنت ستستطيع أن تسحب منه البطولة وكأسها قبل اكتمال الموسم؟ وهل لو كان الأهلى أيضاً طرفاً فى النهائى كنت ستستطيع تقديم الموعد؟ أشك.. فهل تعرفون لماذا؟

لأن الأهلى به إدراة لم تكن لتسكت على حق ناديها، حتى لو لم يكن ضمن اهتماماتها أن يعمل اتحاد الكرة بشكل يليق بمصر.لكن هناك فرقا بين أن تعمل من أجل مصر.. وأنت تعمل كل حاجة فى مصر دون حساب.. وكله على فاتورة البيزنس!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة